لندن: فاز الكاتب الاميركي جورج سوندرز بجائزة مان بوكر الأدبية لعام 2017 عن روايته «لنكولن في برادو»، وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي يفوز فيها بالجائزة كاتب اميركي بعمل يتناول تاريخ الولايات المتحدة. 

ولنكولن في العنوان هو الرئيس ابراهام لنكولن الذي تتناول الرواية حزنه الشديد على وفاة ابنه ويلي البالغ من العمر 11 عاماً بمرض التيفوئيد في سنة 1862.

وتتخلل الرواية احداث تاريخية حقيقية ومتخيلة مع منولوجات حشد من الأرواح التي تسهر على الصبي في الآخرة. 

وقال سوندرز انه سعيد بالفوز ولم يصدّق الخبر معرباً عن امتنانه للجنة الحكام.

وأوضح الكاتب ان روايته تُحدث انقساماً بين القراء، وهي كتاب "ذوي شكل غريب واعتقد انه مثبّط لبعض القراء"، مشيراً الى ان الحد الفاصل هو 30 صفحة يستمر بعدها القارئ في القراءة أو يرمي الكتاب.

وفي حين ان الحكام أثنوا على سوندرز قائلين انه انتج عملاً "فريداً واستثنائياً"، فإن فوز كاتب اميركي آخر بالجائزة من شأنه ان يثير تساؤلات عن الحكمة في تغيير قواعد المنافسة على الجائزة.

وكان الكتاب البريطانيون ومن بلدان الكومنولث وحدهم الذين يحق لهم التنافس على الجائزة، واعرب كثير من الكتّاب البريطانيين عن استيائهم بعد تغيير هذه الشروط في عام 2014 والسماح بالمشاركة لكل من له عمل روائي مكتوب بالانكليزية ومنشور في بريطانيا. وقال المنظمون انهم ارادوا في حينه ان يتجاوزوا "قيود الجغرافية والحدود القومية".

وذهبت الجائزة في العام الماضي الى الكاتب الاميركي بول بيتي عن روايته "خيانة"، وهي عمل ساخر يتناول العلاقات العرقية في الولايات المتحدة. وكان نصف الستة المدرجين على القائمة القصيرة لجائزة هذا العام كتاباً اميركيين هم سوندرز وبول اوستر واميلي فريدلند.

ولاحظ الكاتب البريطاني تيبور فيشر الذي كان احد المرشحين للجائزة ان الكتّاب البريطانيين لا يُسمح لهم بالتنافس على الجوائز الأدبية الاميركية الكبرى. وقال إن وجود الاميركيين في جائزة مان بوكر يجعل من الصعب على المواهب البريطانية ان تزدهر أو حتى ان تتمكن من البقاء ناهيكم عن الكتاب من بلدان الكومنولث.

وأكدت البارونة لولا يونغ رئيسة لجنة الحكام ان اللجنة لم تأخذ جنسية الكاتب في الحسبان، وانها صبت اهتمامها على الكتاب ومضمونه حصراً.

وأمضى الحكام خمس ساعات قبل ان تعلن البارونة يونغ اسم الفائز في احتفال أُقيم في مبنى بلدية لندن مساء الثلاثاء. 

سوندرز البالغ من العمر 58 عاماً اميركي من تكساس يعيش في نيويورك، وكاتب قصة قصيرة معروف، ولكن هذه هي روايته الأولى التي استوحى فيها تقريراً بأن لنكولن زار مقبرة واشنطن، حيث أمضى الليل بطوله جالساً بمفرده مع جثمان ابنه المسجى هناك. 

وقال سوندرز انه احتفظ بهذه الفكرة في رأسه 20 عاماً بعد ان سحرته القصة.

كان ويلي ابن لنكولن المفضل ويُقال ان الرئيس اعتكف ليبكي ابنه وان السيدة الأولى لم تتمكن قط من التغلب على ألم الفقدان.

كانت الحرب الأهلية الاميركية مستعرة وقتذاك وتجمع الرواية بين حزن لنكولن الشخصي وعبء دوره الرسمي.

وباردو فكرة بوذية من التبيت ، وهي حالة بين الموت والانبعاث من جديد. وتتحرك الرواية من الكوميديا الى الرعب مع أرواح لا تعرف انها نفوس ميتة. 

 

اعدّت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/news/2017/10/17/george-saunders-wins-man-booker-prize-forunique-extraordinary/