بدأ تنظيم داعش يستغل الصراعين السياسي والعسكري بين بغداد وأربيل لتنشيط عملياته الهجومية وإثبات وجوده في جنوب كركوك وغرب الأنبار، حيث هاجم قرى اليوم وفرض حظرًا للتجوال في بعض المناطق، في وقت دعا مجلس الامن الدولي الاطراف العراقية الى الامتناع عن التهديد واستخدام القوة والدخول في حوارٍ بنّاء. 

إيلاف من لندن: هاجم تنظيم داعش قرى في قضاء داقوق جنوب كركوك مستغلاً الظروف العسكرية والسياسية التي نشأت عقب سيطرة القوات العراقية على كركوك ومناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل. واكد مصدر امني ان التنظيم هاجم عددًا من قرى القضاء وفرض سيطرته عليها منوها الى ان القوات الامنية والحشد الشعبي سارعا بالتحرك لاستعادة القرى وطرد داعش منها.

كما اختطف التنظيم مدنيين اثنين كانا في طريق عودتهما الى قريتهما جنوب محافظة كركوك فيما أكد المتحدث الرسمي لمحور الشمال أن قوات الحشد الشعبي باشرت بالتحرك بعد ظهور التنظيم في تلك المناطق.
وامس، فرض التنظيم سيطرته على قريتين تقعان غرب كركوك، هما طويليعة والملحة التابعتان لقضاء الدبس، وذلك فور انسحاب قوات البشمركة الكردية منهما إثر العمليات العسكرية التي شهدتها المحافظة خلال الايام الثلاثة الماضية.

داعش يحاول التمدد في الصحراء الغربية

ويحاول تنظيم داعش التقدم من الصحراء الممتدة بين محافظتي صلاح الدين والأنبار مستغلاً الفراغ الأمني بعد انسحاب عناصر البيشمركة من المنطقة إثر سيطرة قوات حكومة بغداد وقوات الحشد الشيعي على مطار كركوك العسكري وقاعدة عسكرية وحقول نفطية ومناطق أخرى.

واعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات المشتركة في بيان اليوم تابعته "إيلاف" انه استنادًا لمعلومات جهاز مكافحة الارهاب فقد وجهت طائرات اف 16 العراقية ضربة جوية اسفرت عن تدمير معامل لتصنيع العجلات المفخخة والعبوات الناسفة وقتل العديد من عناصر داعش الارهابية في قضاء القائم غرب الأنبار بغرب العراق.

ومن جهتها، اعلنت قيادة عمليات الحشد الشعبي لمحور غرب الأنبار انه بالتنسيق مع طيران الجيش العراقي تم قتل 14داعشيًا وتفجير 4 عجلات تحمل اسلحة متوسطة وثقيلة في الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار.

وأكدت ان الطيران تمكن من تدمير خطوط داعش الدفاعية التي يتخذ منها منطلقًا لشن هجمات متفرقة باتجاه القطعات العراقية موضحة ان "عصابات داعش الإرهابية بدأت بإنشاء سواتر ترابية قرب القائم لإعاقة تقدم القوات الامنية التي تستعد لعملية عسكرية ضخمة لاستعادتها من قبضة التنظيم الذي سيطر عليها صيف عام 2014.

واليوم الخميس، فرض تنظيم داعش حظرًا للتجوال في ناحية العبيدي التابعة لقضاء القائم اقصى غربي الأنبار.. واوضح مصدر امني ان الحظر جاء اثر قيام عدد من سكان المدينة برفع العلم العراقي فوق احدى المدارس وكتابة شعارات على الجدران وتوزيع منشورات تحيي الجيش العراقي وتصف عناصر داعش بـ"بالخونة والكلاب الضالة"و "يسقط داعش وعاش الجيش العراقي". واشار الى ان عناصر التنظيم اعتقلوا عددًا من المواطنين على خلفية رفع العلم العراقي. 

مجلس الامن قلق لوقوع حالات عنف قرب كركوك

واليوم، عبّرت الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن قلقها بشأن التقارير الأخيرة عن وقوع حالات عنفٍ قرب مدينة كركوك في العراق.

 ودعا أعضاء المجلس جميع الأطراف إلى الامتناع عن التهديد واستخدام القوة وإلى الدخول في حوارٍ بنّاء ليكون مساراً نحو منع التصعيد ووسيلة لحفظ وحدة العراق مع الامتثال لأحكام الدستور العراقي.

وجدّد أعضاء المجلس التأكيد على احترامهم لسيادة العراق وسلامة أراضيه ووحدته وكذلك على أهمية مواصلة التركيز على جهود المعركة ضد تنظيم داعش.. كما أعربوا في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" من بعثة الامم المتحدة في بغداد الخميس عن دعمهم الكامل لجهود الأمم المتحدة في تسهيل الحوار بين أصحاب الشأن العراقيين.

ومن جهته، أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف عن قيام الوزارة بتقديم مساعدات إغاثية طارئة للعديد من العوائل الكردية النازحة من مناطق كركوك وطوزخورماتو والمناطق المتنازع عليها.

واضاف ان اليومين الماضيين حصل فيهما نزوح لعشرات الآلاف من السكان الكرد من مناطق طوزخورماتو وكركوك والمناطق المتنازع عليها بسبب الأحداث الأخيرة التي مرت بها هذه المناطق وقد تم تقديم الإغاثة الطارئة للكثير من العوائل النازحة، كما نقل عنه بيان صحافي لوزارته اطلعت عليه "إيلاف".

وأشار الى ان هذه العوائل لايمكن أن تبقى نازحة، وذلك لكون المشاكل الأمنية التي حصلت يمكن حلها في مناطقهم الأصلية، خاصة وأن أحداث مدينة طوزخورماتو أدت الى نزوح قسري للعوائل خوفا على حياتهم. وطالب السلطات الأمنية المعنية بمعالجة هذه المشاكل بأسرع وقت ممكن لتمكين النازحين من العودة الى بيوتهم والحفاظ على سلامتهم.

وتأتي هذه التطورات بعد تقدم القوات العراقية الاثنين إلى مناطق ومنشآت عدة في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان من دون مقاومة عسكرية كبيرة من جانب الأكراد.

وتعتبر هذه العملية العسكرية التي بدأت أثناء الليل هي أقوى خطوة اتخذتها بغداد حتى الآن لتعطيل محاولة الانفصال التي تراود الأكراد الذين يحكمون أنفسهم في منطقة حكم ذاتي داخل العراق منذ سقوط حكم صدام حسين عام 2003 وصوتوا لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي نظمته سلطات اقليم كردستان في 25 من الشهر الماضي.