أصدر القضاء العراقي اليوم مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس اقليم كردستان كوسرت رسول لتهجمه على القوات العراقية ووصفها بالمحتلة وتهديده بالعودة إلى الجبال لقتالها.. فيما انسحبت البيشمركة من قرية عربية على الحدود السورية، بينما نفى قيادي كردي وجود أي انتفاضة للاكراد مؤكدًا خروج الحشد الشعبي من كركوك.

إيلاف من لندن: أكد مجلس القضاء الأعلى صدور أمر إلقاء قبض بحق نائب رئيس إقليم كردستان النائب الاول للامين العام لحزب الاتحاد الكردستاني العراقي كوسرت رسول على خلفية تصريحات وصف فيها القوات الأمنية الاتحادية في محافظة كركوك بالمحتلة.

وقال المتحدث باسم المجلس القاضي عبد الستار بيرقدار في تصريح صحافي على موقع المجلس وتابعته "إيلاف"، إن "محكمة تحقيق الرصافة في بغداد أصدرت أمراً بإلقاء القبض بحق كوسرت رسول على خلفية تصريحاته الأخيرة التي اعتبر فيها قوات الجيش والشرطة الاتحادية في محافظة كركوك قوات محتلة".

وقال إن "المحكمة اعتبرت تصريحات رسول اهانة وتحريضًا على القوات المسلحة".. مشيرًا إلى أنّ أمر القبض صدر وفقًا للمادة 226 من قانون العقوبات العراقي". وكان رسول قد وصف قياديين في قوات البيشمركة بانهم اصحاب ايادٍ سوداء وارتكبوا عارًا لامرهم بالانسحاب من كركوك مهددًا باللجوء إلى الجبال للقتال مرة اخرى. 

وقال في بيان إن "مسؤولية كارثة كركوك وطوزخورماتو وجميع الخسائر البشرية والمادية والمعنوية الأخرى لشعبنا يتحملها هؤلاء من غير الناضجين في الاتحاد الوطني". وأضاف أن "بعض الأشخاص الذين انحرفوا عن نهج الاتحاد دون العودة لقيادة حزبنا اقحموا أنفسهم في الصفحات السوداء لتاريخ شعبنا خلال هذه الأحداث، حيث تعاونوا مع المحتلين بهدف الحصول على بعض المكاسب الشخصية والموقتة".

وبين ان شعب كردستان كان ينتظر من المجتمع الدولي والأصدقاء والحلفاء في العالم والمنطقة الإصغاء له من أجل بناء مستقبل أفضل لأجياله المقبلة واحترام إرادة أمته "لكن للأسف بدلاً من ذلك واجهنا (مؤامرة) متعددة الأطراف وأثبتوا مرة أخرى حقيقة أنه (ليس للشعب الكردي أي صديق آخر سوى الجبال)، في إشارة إلى القتال الذي كان يخوضه الاكراد من جبال الاقليم ضد الحكومات المركزية في بغداد خلال العقود الماضية.

وكانت مفوضية الانتخابات في اقليم كردستان قد أعلنت امس عن تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الاقليم المقررة في الاول من الشهر المقبل بسبب الاوضاع الحالية التي يمر بها الاقليم والنزاع على كركوك ومناطق اخرى يدعي الاكراد كرديتها، ويطالبون بضمها إلى اقليمهم الشمالي.

انسحاب البيشمركة من بلدة على الحدود السورية

واليوم، أكد مصدر امني انسحاب قوات البيشمركة بالكامل من ناحية ربيعة شمال غرب الموصل وتسليم الملف الامني إلى قطعات الشرطة المحلية والجيش في الناحية.

وقال المصدر للوكالة الوطنية العراقية للانباء "إن البيشمركة انسحبت بالكامل من ناحية ربيعة ، بالتنسيق مع القوات العراقية المتمثلة بالجيش والشرطة ". وأضاف أن القوات العراقية تسلمت المهام الامنية في الناحية والقرى التابعة لها بعد الانسحاب الكلي للبيشمركة.

وتتبع ناحية ربيعة أدريا إلى قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية بالقرب من الحدود العراقية السورية وتقريبا جميع سكانها من قبيلة شمر. وهي ملتصقة بمدينة اليعربية السورية في محافظة الحسكة على الجانب السوري من الحدود والتي أيضًا اغلب سكانها من قبيلة شمر.

وكانت ربيعة من المدن الهادئة في العراق، ولم تشهد اعمالاً مسلحة سواء أثناء تواجد القوات الأميركية بالعراق أو بعد خروجها. 

بعد احداث الموصل وسيطرة تنظيم داعش على شمال العراق صيف عام 2014 بقيت ناحية ربيعة منطقة هادئة لم تشهد اشتباكات وسيطرت مليشيات البيشمركة الكردية عليها فترة اسبوع، رغم كونها منطقة عربية صرفة ثم هربت قوات البيشمركة الكردية وانسحبت دون قتال بعد دخول التنظيم في مناطق أخرى من محافظة نينوى.

وفي رمضان 2014 دخل 30 مقاتلاً من تنظيم الدولة إلى ناحية ربيعة وتمركزوا في مستشفى مدينة ربيعة للعلاج. 

وقبل العيد، يوم عرفة، تعرضت ربيعة للقصف العشوائي الشديد بالصواريخ وقذائف الهاون دون سابق انذار من قوات البيشمركة الكردية وقوات التحالف ومليشيات البكيكي الكردية السورية، وتم تدمير نحو 95% من بيوت مدينة ربيعة وقتل وجرح المئات من المدنيين وهجر الآلاف من السكان وباتوا في العراء ونفذت إعدامات ميدانية للرجال وحرق جثثهم بالشوارع وخطف نساء واعتقالات وسرقة محتويات البيوت.

وتعرض سكان قرى ربيعة لاعتداء همجي ولعمليات قتل وخطف نساء وحرق بيوت وسلب اغنام وسيارات من قبل مليشيات كردية لم تسمح اليبشمركة لسكانها العربباعادة اعمار بيوتهم التي دمرت.

إتهام الحرس الثوري والمخابرات التركية بتسهيل دخول كركوك

اتهم قيادي كردي اليوم قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ورئيس جهاز المخابرات التركي اكان فيدان بتسهيل عملية بسط القوات العراقية سيطرتها على محافظة كركوك.

وكشف المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي احمد بيره في مؤتمر صحفي عقده اليوم في أربيل عن اتفاق ثلاثي بين العراق وايران وتركيا بشأن العملية، وكان ممثل ايران اللواء سليماني وممثل تركيا رئيس المخابرات التركية آكان فيدان قد عملا على تسهيل سيطرة القوات العراقية على كركوك.

وأشار إلى أنّ من احدى دعوات بغداد للبدء في الحوار مع أربيل هي الغاء نتائج الاستفتاء، لكن هذه الدعوة تعجيزية ولا يمكن تنفيذها. وأضاف ان هناك اشخاصاً سياسيين قد ابرموا اتفاقاً لدخول الحشد الشعبي والقوات إلى كركوك لتجنيب الناس القتل والاقتتال.

وأكد بيرة خلال المؤتمر الصحافي الذي نشرته وكالات ابناء محلية، واطلعت عليه "إيلاف"، ان الحشد الشعبي قد انسحب منذ يوم امس من محافظة كركوك، ولم يتبقَ عنصر واحد من تلك الفصائل المسلحة التي تنتمي للحشد داخل المحافظة.

ونفى وجود انتفاضة في خانقين قائلاً: لا يوجد هذا الشيء ومنذ يوم امس لم يبق عنصر من الحشد في كركوك داعيًا إلى عدم تهويل الأمور وخلق المشاكل. واوضح ان ملف الامن تم تسليمه إلى القائد في قوات البيشمركة خطاب رش وعملية استتباب الامن بالمحافظة جارية على قدم وساق بين التركمان والعرب وباقي المكونات في المحافظة.. مشددًا على ان الأوضاع في كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها هادئة ومستقرة.

وبين "ان القوات التي دخلت إلى كركوك "ليست اجنبية لأننا مازلنا مواطنين عراقيين وحتى الان لم نستقل.. وقال إن المناطق التي تتواجد بها القوات العراقية حاليا كردستانية، وستبقى كذلك، وما جرى مجرد إعادة تنظيم وانتشار مشترك فيها.

وكانت وسائل اعلام كردية قد روجت اليوم لانتفاضة سلمية للاكراد في كركوك ومناطق اخرى سيطر عليها الجيش العراقي خلال الايام الاخيرة الماضية.