القدس: اعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الخميس ان "لا احد له القدرة" على اجبار الحركة على نزع سلاحها او الاعتراف باسرائيل، وذلك ردا على تصريحات مبعوث الادارة الاميركية الى الشرق الاوسط الذي طالب بذلك.

وقال السنوار امام مجموعة من الشبان، حسب ما نقلت عنه الحركة، "لا أحد له القدرة على انتزاع اعترافنا بالاحتلال (...) ولا احد في الكون يستطيع نزع سلاحنا"، في رد واضح على مطالبة اسرائيل والولايات المتحدة بذلك، في حال تم تشكيل حكومة وفاق وطني تضم حركتي فتح وحماس.

وتابع السنوار "نحن مقاتلو حرية وثوار من أجل حرية شعبنا، ونقاتل الاحتلال وفق قواعد القانون الدولي الإنساني" مضيفا "سنواصل امتلاك القوة لحماية شعبنا".

واضاف ايضا "لن يرى جنود الاحتلال الأسرى النور حتى يراه أسرانا، أمثال حسن سلامة وعباس السيد ومحمود عيسى ومروان البرغوثي وأحمد سعدات".

وكان مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترمب الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات اعلن الخميس ان "الولايات المتحدة تؤكد من جديد أهمية التقيد بمبادئ اللجنة الرباعية (للشرق الاوسط) ألا وهي ان أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاما لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين، بما في ذلك نزع سلاح الإرهابيين والالتزام بالمفاوضات السلمية".

ورحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد ظهر الخميس بتصريحات غرينبلات، مشيرا الى انها "اوضحت انه يتوجب على اي حكومة فلسطينية الالتزام بهذه المبادىء".

واضاف "نرغب في السلام، ونريد سلاما حقيقيا ولهذا السبب، لن نجري مفاوضات مع منظمة ارهابية بغطاء دبلوماسي".

واضاف غرينبلات في بيان نشرته القنصلية الاميركية في القدس انه "إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل هذه المتطلبات الأساسية".

وقال غرينبلات "يتفق جميع الأطراف أنه من الضروري أن تتمكن السلطة الفلسطينية من تسلم زمام مسؤولياتها المدنية والأمنية الكاملة وبشكل حقيقي ودون معوقات في غزة، وأن نعمل سويا لتحسين الحالة الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون هناك".

من جهته، اعلن مسؤول كبير في البيت الابيض ان "الولايات المتحدة تراقب عن كثب جهود المصالحة وتجري اتصالات متكررة مع مصر والسلطة الفلسطينية واسرائيل".

واشار المسؤول الى ان غرينبلات توجه مؤخرا الى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين كبار لبحث المصالحة الفلسطينية.

وقال المسؤول ان غرينبلات "سيعمل مع الحكومة المصرية (...) لنتمكن من المساعدة في تسهيل الوصول الى سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين".

وتفرض اسرائيل منذ عشر سنوات حصارا جويا وبريا وبحريا على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني شخص.

ولا يتم امداد سكان القطاع سوى ببضع ساعات من الكهرباء يوميا في حين ان مستويات التلوث باتت خطيرة، والبطالة مرتفعة.

ومن شأن تولي حكومة السلطة الفلسطينية ادارة قطاع غزة ان يساعد في تخفيف الحصار وفتح باب التمويل الدولي لتطوير البنية التحتية المشلولة.

وتعتبر اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس "منظمة ارهابية". وتطالب دائما بتخليها عن الكفاح المسلح ضد الدولة العبرية والاعتراف باسرائيل.

حماس لن تعود الى الانقسام

الى ذلك، قال السنوار خلال اللقاء، وهو الثاني من نوعه مع الشبان "حماس قررت قرارا لا رجعة عنه بالمطلق، فهي لن تعود أحد أطراف الانقسام".

واضاف "ادعو اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية للمنظمة برئاسة أبو مازن لعقد جلساتها القادمة في غزة".

وتابع "انا شخصيا سأسهر على سلامة وراحة الرئيس عباس في حال زيارته غزة (...) جاهزون للتنازل في العلاقات الوطنية من أجل مصلحة شعبنا".

كما اشاد السنوار بمصر قائلا "كل يوم نكتشف شيئا أجمل في الشقيقة مصر".

وقد توصلت حركتا فتح وحماس الى اتفاق مصالحة تاريخي الاسبوع الماضي من المفترض ان ينهي عقدا من القطيعة بينهما. 

فقد وقعت حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومقرها الضفة الغربية، وحماس التي تدير قطاع غزة، اتفاق المصالحة برعاية مصرية في القاهرة الخميس الماضي.

وبموجب هذا الاتفاق يفترض ان تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بحلول الأول من ديسمبر.

وسيسعى الطرفان ايضا الى تشكيل حكومة وحدة بينما يمكن لحماس ان تنضم في نهاية المطاف الى منظمة التحرير الفلسطينية- الشريك التفاوضي الرئيسي لاسرائيل في محادثات السلام.

وكانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت الثلاثاء رفضها التفاوض مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حركة حماس، في حال لم تتخل الاخيرة عن سلاحها وعن العنف، وتعلن الاعتراف باسرائيل.

كما وضعت اسرائيل شرط قيام السلطة الفلسطينية بفرض سيطرتها الامنية على كامل قطاع غزة وخاصة نقاط العبور مع اسرائيل ومصر، بحسب بيان الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة.

وسيطرت حماس على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد ان طردت عناصر فتح الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس من القطاع إثر اشتباكات دامية.

ولم تعد السلطة الفلسطينية تمارس سلطتها سوى في الضفة الغربية المحتلة. وعانت حماس من ضغوط شديدة ساهمت في حملها على قبول عودة السلطة الفلسطينية في سبتمبر الماضي الى قطاع غزة.