إيلاف من نيويورك: تلخص كلمة "الضياع" حال الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب، سواء على صعيد السياسة الداخلية او الخارجية.

ولم يعد خافيًا تضارب المواقف والتصريحات بين الرئيس واركانه في معظم الملفات الخارجية والداخلية، فترمب لا يريد الاتفاق النووي ولكن محور ماكماستر وماتيس، وتيلرسون يدفعان بإتجاه الحفاظ عليه. فريق يلوح بالخيار العسكري ضد بيونغ يانغ وآخر ينادي بالدبلوماسية، وعلى هذا المنوال يتم التعاطي مع كافة الملفات الأخرى.

وضع هش

واذا كان البعض يبرر عدم وجود تداعيات سلبية للتناقضات حيال السياسات الخارجية على الداخل بسبب إهتمام الناخب الأميركي عادة بالقضايا الاقتصادية والصحية فقط، تكفي الإضاءة على ما يدور داخل الحزب الحاكم حاليا في الولايات المتحدة الأميركية، وانشغال الرموز الجمهوريين بقتال بعضهم البعض، واتخاذ الرئيس لمواقف متباينة بين الأطراف، لمعرفة مدى هشاشة الوضع.

مع وضد

بانون أعلن حربًا ضد رموز المؤسسة الجمهورية، فأعرب ترمب عن تفهمه لخطوة مساعده السابق، محملاً الجمهوريين مسؤولية فشل تمرير الاجندة التشريعية في الكونغرس، ولكنه عاد ليثني على ميتش ماكونيل ابرز الرموز الذين يتوعدهم بانون في الانتخابات القادمة.

اتصل بخصوم من يعمل لمصلحته

وفي حين يقول بانون إنه يخوض المعركة من اجل دونالد ترمب ورئاسته، واضعاً لائحة بأسماء أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين يشكلون عائقاً امام نجاح الرئيس، ذكرت "بوليتيكو" ان ترمب تواصل مع ثلاثة أعضاء مبديًا دعمه الكامل للترشح مجددا في الانتخابات النصفية.

وبحسب الصحيفة، فقد اتصل ترمب بكل من جون باراسو (وايومينغ) وديب فيشر (نبراسكا)، وروجر ويكر (ميسيسيبي)، ووعدهم بالوقوف الى جانبهم ضد المتمردين (توصيف يُطلق اليوم على المحافظين الموالين لبانون) الذين ينوون الترشح ضدهم في الانتخابات التمهيدية.

والجدير بالذكر أن الاعضاء الثلاثة الذين اتصل بهم الرئيس الأميركي، يتواجدون على رأس لائحة بانون الذي بدأ يتواصل مع شخصيات محافظة لتشجيعها على الترشح ضد حلفاء ميتش ماكونيل، كما يقول.

مواقف رسمية منتظرة

وأشارت الصحيفة، "الى ان خمسة اشخاص كانوا على دراية بالاتصالات الهاتفية التي اجراها ترمب باعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة"، وقالت، " من المتوقع ان تستتبع مكالمات الدعم الهاتفية بمواقف رسمية في نهاية المطاف".

ورفض باراسو وفيشر التعليق على المناقشات الخاصة مع الرئيس وفق الصحيفة، ولم تتجاوب المتحدثة باسم البيت الأبيض أيضا، كذلك رفض فريق بانون إعطاء أي تصريحات حيال هذا الموضوع.

ويأمل الجمهوريون الموالون لماكونيل في تجنب إنفاق المال من اجل الدفاع عن مقاعد الأعضاء الحاليين في الانتخابات التمهيدية، ويفضلون بدلا من ذلك التركيز على هزيمة الديمقراطيين الـ 10 في مجلس الشيوخ الذين يمثلون ولايات فاز بها ترمب من اجل رفع غلتهم وحصد الأغلبية الكبيرة 60 مقعدًا، ويأملون في ان يعلن الرئيس رسميًا دعمه للاعضاء الجمهوريين الحاليين في مجلس الشيوخ.