الرباط: تحت شعار "ذاكرة مياه المحيط"، تشهد مدينة الناظور (شمال شرق المغرب) تنظيم الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، ما بين 6 و 12 نوفمبر المقبل.

تفاعل وذاكرة مشتركة

وعن فكرة هذه التظاهرة الفنية والهدف الرئيسي من تنظيمها، يقول عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان والرئيس المؤسس لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم لـ"إيلاف المغرب"ان المهرجان هو فرصة لتناول الإشكالات المطروحة من طرف المركز بشكل سينمائي فني، باعتبارها إشكاليات صعبة تتطلب تكوينا خاصا ومتعددا، و نظرا لما يوفره الفن السابع من تقنيات متطورة في الصوت والصورة تمكن من إيصال مختلف الأفكار والتصورات للناس بشكل سلس، لذلك اختار مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم تنظيم المهرجان سنويا مع اعتماد محاور مختلفة وضيوف جدد للدورات، في جو من الاحتفاء و الاستمتاع بالسينما".

 

 

وعن المغزى وراء اختيار شعار"ذاكرة مياه المحيط"، أضاف بوطيب "في كل سنة، نطرح شعارا محددا يتم تناوله عبر أفلام، نقاشات وندوات، وخلال الدورة السادسة، أردنا أن نستحضر ذاكرة بلدان من إفريقيا وأميركا اللاتينية المطلة على المحيط، ما يهمنا هو التفاعل والذاكرة المشتركة التي تختلف عن التاريخ، و يعد المهرجان فرصة لإثارة نقاشات وتنظيم أنشطة سينمائية تتمحور حول تيمة الدورة بكل أبعادها و امتداداتها التاريخية و السياسية و الحقوقية، وتساير التفكير حول الدينامية التي يعيش على إيقاعها اليوم المحيط الأطلسي الذي تتجاوز حدوده السياسية و الإنسانية حدوده الجغرافية، لتمس المتوسط و ما بعده".

تكريم الهند

ويعتبر مدير المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور أن الهدف من اختيار هذه التيمة هو خلق نقاش مثمر حول المشترك الإنساني و آفاق سكان بلدان ضفتي المحيط، التي يشكل المغرب جزء منها، وذلك عبر عرض أفلام حولها ومناقشة مواضيعها وأفكارها بالمدينة.

وبخصوص جديد الدورة السادسة وما يميزها عن سابقاتها، يشير بوطيب إلى انفتاح المهرجان شرقا على دولة الهند، حيت ستحل على الناظور ضيف شرف لهذه الدورة، وستمثلها نخبة من أبرز الفنانين بالهند، الذين أكد العديد منهم الحضور إلى هذا اللقاء الدولي.

 

 

ويضيف بوطيب لـ"إيلاف المغرب" قائلا "هي علاقة نوستالجيا، نستحضر من خلالها الماضي والإشكالات التي يطرحها المجتمع الهندي والذي يعيش ضمن إيقاع تعددي دون مشاكل تذكر، نحن في المغرب لدينا إشكالات كثيرة، ونروم الاستفادة من التجربة الهندية في الاختلاف باستضافة شخصيات فكرية، في سياق آخر، نستحضر مثلا ما يقع في الريف من خلال عقد ندوة وطنية كبرى في الموضوع حول دور السينما في التعريف بقضايا الذاكرة محليا".

دعم ضئيل

وينتقد رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم عدم وجود دعم كاف للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، في ظل المكانة التي يحتلها كتظاهرة دولية ذات وقع محلي ووطني.

وزاد بوطيب قائلا "لا يعقل كيف أن المركز السينمائي المغربي أو وزارة الثقافة لم يخصصا سوى 25 ألف دولار لهذا المهرجان المنظم في منطقة الريف، والتي تعاني من نقص كبير على المستوى الثقافي، و هو المطلب الذي نادى به نشطاء الاحتجاجات الشعبية إلى جانب مطالب ذات طابع اجتماعي واقتصادي. نحن نساهم ولا نجد آذانا صاغية من أجل أن نرتقي أكثر بالمنتوج الثقافي، وندعو مجددا المركز السينمائي المغربي لضرورة الانتباه لهذا الأمر ومعالجته، خاصة أن هناك مهرجانات أخرى أقل من المهرجان الذي ننظمه وتحصل على دعم أكثر، ليبقى السؤال معلقا".

فعاليات مختلفة

وأعلنت إدارة المهرجان في بيان تلقت"إيلاف المغرب" نسخة منه أن المشاركات النهائية حددت في ثمانية أفلام في صنف الأفلام الطويلة، تمثل كل من العراق، وبولونيا، وإسبانيا، والهند، والبرتغال، وإيطاليا، واليونان، والمغرب.

ويترأس لجنة تحكيم هذه الفئة الكاتب والناقد السينمائي محمد رضا، وخصصت لهذه الفئة 5 جوائز تتنافس عليها الأفلام المشاركة، وهي الجائزة الكبرى مرشيكا، جائزة أفضل سيناريو، جائزة أفضل تشخيص إناث، جائزة أفضل تشخيص ذكور، ثم جائزة الجمهور.

وفي صنف الأفلام الوثائقية، أعلنت أنها برمجت 9 أفلام، تمثل كلا من البيرو، وإسبانيا، والبرازيل، وفرنسا، وكندا، والشيلي، والأرجنتين، وجمهورية الدومينيك ثم المغرب، ويترأس لجنة تحكيمها الممثل والمنتج بيير هنري دولو، وتتنافس الأفلام المشاركة في هذا الصنف حول الجائزة الكبرى، جائزة البحث الوثائقي، جائزة البحث العلمي، ثم جائزة اللجنة العلمية لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديموقراطية والسلم، يترأس لجنة تحكيمها الباحث الحقوقي و السياسي و الكاتب العراقي عبد الحسين شعبان.

وفيما يخص "جائزة دعامات من الظل"، يقوم المهرجان بتكريم زوج الفنانة فضيلة بنموسى محمد زبيد، وزوجة الفنان صلاح الدين بنموسي نجية لمباركي، والمراد منها لفت الانتباه لمدى أهمية الشريك المشجع والمتفهم والداعم بالنسبة للعاملين في المجال الفني والسينمائي على وجه الخصوص، فضلا عن تنظيم تكريم خاص لوجه ثقافي محلي ذو بعد وطني و عالمي، و يتعلق الأمر بالحسين القمري.

من جهة أخرى، ستنظم إدارة المهرجان معرضا للوحات التشكيلية طيلة أيامه، بالإضافة إلى أمسية شعرية يحييها شعراء من دول إفريقية و أميركا اللاتينية، و يشهد زيارة لمستشفى الأطفال بالناظور وأيضا لدور رعاية الأطفال اليتامى والمتخلى عنهم.

ومن المنتظر أن تنعقد فعاليات هذه الدورة في خيمة/ سينما ستنصب على ضفاف بحيرة "مارتشيكا" وسط المدينة، حيث ستنشط فرق فلكلورية هندية و مغربية و أخرى قادمة من جزر الكناري المدينة طيلة مدة المهرجان.