فاليتا: نزل آلاف المالطيين الى الشارع الاحد تجسيدا لوحدتهم في بلد عرف انقسامات متوارثة، والمطالبة بالعدالة اثر اغتيال الصحافية والمدونة دافنه كاروانا غاليزا الشهيرة بمكافحتها الفساد.

وفي نهاية التظاهرة في شوراع العاصمة فاليتا استقبلت رئيسة الارخبيل ماري لويز كوليرو بريكا منظميها. ومن المقرر ان يسلمها هؤلاء نصا يعبر عن قلقهم ومطالبهم. وبين المطالب اقالة مسؤول الشرطة والمدعي العام.

وقال احد المنظمين في كلمة امام المتظاهرين "اطالب الرئيسة باستخدام سلطاتها لاخراجنا من هذه الازمة" مضيفا "نريد العدالة، نحن نعيش ازمة دستورية، البلد خائف. مالطا تحت نير طغاة يفعلون ما يريدون".

وقال المدون مانويل ديليا "دافنيه لم تقتل لانها كانت تكذب. ولم تقتل لانها كانت تشهر باحد (...) لقد قتلت لانها كشفت الشر الذي اضعف هذا البلد الذي يسوده الجشع وحيث تركت العدالة مكانها للرغبة في المال باي ثمن".

واتفق المنظمون وجميعهم من المجتمع المدني على ان لا يكون هناك شيء سوى علم مالطا في التظاهرة ومنع اي مظهر لاي انتماء سياسي. كما منعوا النواب من القاء كلمات.

وكتب على لافتات علقت في الجادة الرئيسية للمدينة "الصحافيون لن يصمتوا" و"لسنا خائفين" و"هناك محتالون في كل مكان".

ومنذ امد بعيد تشهد الحياة السياسية في مالطا استقطابا ثنائيا بين العمال (وسط يسار) الحاكم منذ 2013 والقوميين (وسط يمين). ويصل هذا الاستقطاب الى الاسر.

وفي ظل هذا المناخ يؤجج اغتيال غاليزا المنافسات الحزبية.

وكان رئيس الوزراء حوزيف موسكات الذي تعرض المقربون منه لانتقادات الصحافية، قال هذا الاسبوع انها كانت "اكبر منافسيه" لكنه ذكر انها تعرضت مؤخرا ايضا لهجوم من الزعيم الجديد لليمين ادريان ديليا الذي اتهمته بامتلاك حساب في جيرسي.

وكانت غاليزيا التي توصف بأنها "شبكة ويكيليكس المعتمدة على امرأة واحدة"، استخدمت مدونتها التي تُقرأ على نطاق واسع لنشر سلسلة تحقيقات مفصلة عن مزاعم فساد بحق الاوساط المقربة من موسكات، بعضها يعتمد على تسريبات "أوراق بنما". 

واثار مقتلها بسيارة مفخخة قرب منزلها الصدمة والحزن في الجزيرة الصغيرة البالغ عدد سكانها 430 ألف شخص.

وغاليزا هي رابع شخص يتم اغتياله في مالطا بواسطة سيارة مفخخة خلال عام ونيف، لكن الاعتداءات السابقة ارتبطت جميعها بخلافات على علاقة بالجريمة ولم تسبب أي صدمة مثلما كما مقتلها.

ومن المتوقع أن تزيد هذه القضية من تدقيق شركاء مالطا في الاتحاد الأوروبي في بعض الملفات الحرجة بالجزيرة.

وعبر البعض عن القلق ازاء الاجراءات التنظيمية المبسطة للسلطات المالطية في قطاع البنوك، ومشروعها الاستثماري المثير للجدل الذي يسمح للاثرياء بالحصول على جواز سفر اوروبي.

وعبرت المفوضية الأوروبية عن روعتها مما وصفته ب"اعتداء متعمد" ضد المدونة التي ساهمت بكفاءة في كشف الفضائح السابقة في الجزيرة.