بوركينا فاسو: اختتم سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي الاحد في واغادوغو زيارة الى منطقة الساحل وصفتها فرنسا بـ"المفيدة" في اطار خطة اطلاق قوة لمكافحة الجهاديين تابعة لبلدان مجموعة الخمس الاقليمية.

وقال سفير فرنسا في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر بعد اجتماع السفراء مع الرئيس البوركينابي "نشعر بالارتياح عندما نرى كم كانت هذه الزيارة مفيدة ومثمرة وغنية بالمعلومات الايجابية لنا جميعا".

وبمبادرة خصوصا من فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي، زار سفراء الدول الاعضاء في المجلس منذ الخميس مالي وموريتانيا وبوركينا فاسو، قبل عودتهم الى نيويورك مساء الاحد.

وفي باماكو قال السفراء ان "صبرهم نفد" حيال موقعي اتفاق السلام في مالي في 2015 الذي تأخر تطبيقه. وفي واغادوغو، ذكر دولاتر الاحد بان فرنسا "جعلت من مسألة مجموعة دول الساحل الخمس اولوية رئاستنا" لمجلس الامن الدولي.

وقبيل ذلك زار السفراء مقر قيادة قوة مكافحة الجهاديين التابعة لمجموعة دول الساحل الخمس في سيفاريه بمالي. وترى فرنسا في هذه القوة نموذجا ممكنا للتعاون بين القوات الافريقية والامم المتحدة.

فقد صرح دولاتر الخميس ان "نموذج مجموعة الدول الخمس لمنطقة الساحل، يمكن ان يكون مصدر وحي لا يقتصر على دول الساحل وحدها، بل يتعداها لما نقوم به يوما بعد يوم في الامم المتحدة".

ويفترض ان تبدأ هذه القوة المشتركة عمليتها الاولى نهاية الشهر الجاري. وكرر وزير الدفاع المالي تيينا كوليبالي ان هذه القوة ستضم سبع كتائب اثنتان منها من مالي واثنتان من النيجر وواحدة من كل من البلدان الثلاثة الأخرى. واوضح كوليبالي انها ستبلغ "كامل قدراتها قبل مارس 2018".

وتبعد سيفاريه حوالى عشرة كلم من موبتي، كبرى مدن المنطقة التي تحمل الاسم نفسه في وسط مالي حيث تدهور الوضع الامني بشكل كبير في الاشهر الاخيرة.

آمال كبيرة

وصرح قائد قوة مجموعة الخمس الجنرال المالي ديدييه داكو في ختام زيارة السفراء "ننتظر (من مجلس الامن) دعما سياسيا في البداية" وايضا "مواكبة على صعيد العتاد والتدريب". واضاف "نتوقع بلوغ القدرة العملانية (القصوى) خلال بضعة اشهر، في 2018، وبحسب الوتيرة التي تحصل فيها الامور نعتقد اننا نستطيع بلوغ هذا الامر".

وكان قادة مجموعة دول الساحل الخمس اتفقوا بدفع من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الثاني من يوليو في باماكو، على احياء مشروع تشكيل هذه القوة.

وكانت الدول الخمس اطلقت هذا المشروع اولا في نوفمبر 2015 لمواجهة تدهور الوضع في وسط مالي القريب من حدود بوركينا فاسو والنيجر اللذين يشهدان بدورهما اعمال عنف تقوم بها حركات الجهادية.

وفي تقرير رفعه في 16 اكتوبر، اوصى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بتقديم مزيد من المساعدة الدولية الى هذه القوة التي لم يتم تأمين كامل تمويلها حتى الان.

ويعقد اجتماع وزاري في 30 اكتوبر في الامم المتحدة دعما لمجموعة دول الساحل، اضافة الى مؤتمر للمانحين في 16 ديسمبر في بروكسل.

وقال وزير الخارجية البوركينابي الفا باري مساء الاحد انه يعلق "آمالا كبيرة على هذا الاجتماع من اجل مساهمات الاطراف".

وصرح تيكيدا اليمو سفيرة اثيوبيا التي تترأس مع فرنسا وايطاليا الوفد في زيارته "يمكنني ان اؤكد لكم ان بوركينا فاسو والدول الاخرى في مجموعة الساحل ستحصل على الدعم اللازم.

وادلى اليمو بهذه التصريحات خلال زيارة الى موقع الاعتداء الذي استهدف مقهى "عزيز اسطنبول" في وسط واغادوغو واسفر عن سقوط 19 قتيلا و21 جريحا في 31 اغسطس الماضي.

وزارة سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن ايضا يرافقهم عدد من الوزراء في حكومة بوركينا فاسو، زيارة الى مقهى ومطعم "كابوتشينو" الذي يبعد خطوتين عن الموقع الاول واستهدف هجوم لجهاديين اسفر عن سقوط ثلاثين قتيلا و71 جريحا في يناير 2016.