لندن: يُذكر ونستون تشرتشل بخطاباته الحماسية التي استنهضت البريطانيين للدفاع عن بلدهم في أحلك أيام الحرب. لكن لوحة من لوحاته غير معروفة على نطاق واسع، مقرر عرضها للبيع في المزاد، تلقي ضوء على الجانب الأهدأ من شخصية الرجل الذي قاد بريطانيا إلى النصر على المانيا النازية.

وتشرتشل رسم زهاء 544 لوحة منذ أصبح الرسم هوايته في عشرينيات القرن الماضي، وصار جزءًا من حياته. وآخر اعماله لوحة رسمها قبل فترة وجيزة من وفاته في عام 1965 تصور المكان الأقرب إلى قلبه في العالم بجوار بركة الأسماك في منزله الريفي تشارتويل.

أهدى تشرتشل هذه اللوحة إلى حارسه الشخصي إدموند موراي الذي رافقه خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة من حياته، وساعده في تحضير حامل القماشة والفرش قبل أن يبدأ بالرسم. وظلت اللوحة بحوزة عائلة موراي التي كانت شديدة الاعتزاز بها طيلة هذه السنوات.

بثمانين ألفًا

الآن، تُباع لوحة "بركة الأسماك الذهبية في تشارتويل" التي لم تُعرض قط من قبل في مزاد، ومن المتوقع أن يصل سعرها إلى 80 ألف جنيه استرليني. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن فرانسيس كريستي، رئيسة قسم الفن الحديث وفن ما بعد الحرب في دار سوذبي للمزاد، قولها: "هذه كانت لوحة تشرتشل الأخيرة، لكن الأهم انها تصور المكان الأثير عنده في كل العالم، وهو منزله في مقاطعة كينت"، مشيرة إلى أن المنزل يطل على منظر طبيعي خلاب. أضافت كريستي أن المنظر هو الذي سحر تشرتشل عندما اشترى المنزل في أوائل العشرينيات وكان المكان الأثير عنده حتى آخر يوم من حياته هو بركة الأسماك الذهبية.

كان تشرتشل في أيامه الأخيرة يضع كرسيًا جنب البركة ويجلس هناك ينقر بعصاه التي يتكئ عليها في المشي، فكانت الأسماك فجأة تستعيد حيويتها وهذا هو موضوع اللوحة، بحسب كريستي. وبسبب اعتلال صحته، اضطر تشرتشل إلى التقليل من ممارسة هواية الرسم في السنوات التي سبقت وفاته في عام 1965، وكان رسم هذه اللوحة هو المرة الأخيرة التي أعد فيها الرقيب موري له حامل القماشة وفرش الرسم.

أسلوبها تجريدي

لاحظت كريستي أن هذا يبين كم كان الرسم مهمُا عنده، والمكان ايضًا الذي كان جزءًا لا ينفصل من حياته. وقالت إن عائلة الحارس الشخصي احتفظت باللوحة زمنًا طويلًا وهي تشعر أن الوقت ملائم ليتمتع بها أحد آخر. وتتسم اللوحة باسلوب تجريدي أكثر من اعمال تشرتشل الأخرى "مع ضربات بالبرتقالي لتمييز الأسماك الذهبية".

كانت لوحة رسمها تشرتشل في وقت أبكر آلت إلى ابنته ماري التي باعتها بسعر 1.8 مليون جنيه استرليني في عام 2014. ولم يُعرض أي من أعمال تشرتشل للبيع حين كان في قيد الحياة. وقالت كريستي إن هذه اللوحة رُسمت بعد 30 عامًا. وظهرت في العام الماضي لوحتان زيتيتان رسمهما تشرتشل في عام 1946، وقُدرت قيمتهما معًا بنحو 800 ألف جنيه استرليني. ومن المتوقع أن يصل سعر لوحة "بركة الأسماك الذهبية في تشارتويل" إلى 80 ألف جنيه استرليني حين تعرضها دار سوذبي للبيع في لندن في 21 نوفمبر المقبل.

 

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط:

http://www.telegraph.co.uk/news/2017/10/22/sir-winston-churchills-last-ever-painting-sale/