أكد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المصرية أن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى فرنسا تعد ثالث زيارة له إليها، وأول لقاء شخصى مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وأن اللقاء يؤكد تميز العلاقات المصرية الفرنسية، التى شهدت فى الفترة الأخيرة حالة من الزخم كبيرة جدا انعكست على عدة مستويات، منها التجارى والاستثماري، وكذلك المستوى السياسى والتنسيق المستمر بين الدولتين فى المحافل الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عضوية البلدين فى مجلس الأمن.

وحسب صحيفة الاهرام فقد قال المتحدث الرسمى إن هناك توافقًا تامًا بين الدولتين فى وجهات النظر فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية المطروحة على أجندة المجلس، وكذلك على مستوى التعاون الثقافي، وهو ما يُظهر أن هناك علاقة متميزة جدا مع دولة فرنسا التى ساعدتنا كثيرا خلال المرحلة الماضية والتعاون العسكري.

ووصف العلاقات بأنها متميزة وممتدة وتتميز بالثبات والاستقرار، وخاصة مع دولة نعتبرها شريكا استراتيجيا لنا، ويأمل البلدان فى تطويرها والارتقاء بها والعمل على تنميتها خلال المرحلة المقبلة.

جاء ذلك خلال تصريحات صحفية للسفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية للوفد الصحفى المرافق للرئيس السيسى خلال زيارته العاصمة الفرنسية باريس.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الملف الليبى سيدرج على قائمة المباحثات التى سيتناولها الرئيسان اليوم أكد المتحدث أن الملف الليبى ملف مهم جدا بالنسبة للبلدين، وتم التشاور بشأنه فى عدة مناسبات، وسوف يكون ضمن جدول المباحثات التى سيتم إجراؤها، وهناك اتفاق بين البلدين للتوصل إلى توافق بين الأطراف لتعود المؤسسات ممثلة فى الجيش الليبى والبرلمان.

وقال إن هناك عددا كبيرا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى سيتم توقيعها اليوم مع الرئيس ماكرون فى الإليزيه.

وأشار إلى أن هناك مجالات كثيرة أهمها المجال الاقتصادى والاستثمارى وشركات الاستثمار، كما أن هناك عددا كبيرا جدا من الشركات الفرنسية التى تستثمر فى مصر، وأن الاستثمارات الفرنسية فى تزايد مستمر، ونعتقد أن هناك فرصا جديدة لزيادة هذه الاستثمارات، وخاصة فى محور تنمية قناة السويس وما يمثله كإطار واعد للاستثمارات الفرنسية فى مصر وفرصة للانطلاق منها إلى الدول المجاورة فى المنطقتين العربية والإفريقية.

وأوضح المتحدث الرسمى أن هناك مناقشات جارية بين الجانبين، واهتماما فرنسيا للاستثمار فى مصر والتعرف على الفرص المختلفة التى يمكن الاستفادة منها.

وحول ما اذا كان الرئيس سيزور معهد العالم العربى بباريس قال علاء يوسف إنه نظرا لضيق الوقت لم تتح الفرصة أمام الرئيس لزيارة المعهد العربي، ولكن الجانب الثقافى هو جانب مهم جدا فى العلاقات المصرية الفرنسية، والرئيسين المصرى والفرنسى يوليان اهتماما كبيرا به، وسوف يكون ضمن الأشياء التى سوف يتم الاتفاق عليها خلال المرحلة القادمة.

وأضاف أنه فى العام القادم سيكون هناك احتفال كبير بمحور قناة السويس سيتضمن فاعليات ثقافية كثيرة على مدى العام من خلال معهد العالم العربى الذى نكن له تقديرا كبيرا ونعلم جيدا دوره فى الحياة السياسية الفرنسية.

وأكد المتحدث الرسمى أن ملف الإرهاب هو ضمن الموضوعات التى سيتم مناقشتها بين الرئيسين، حيث إن الإرهاب لم تعد له حدود والبلدين تعرضا لهجمات إرهابية كبيرة، واتفقا فى عدة مناسبات على أهمية تعزيز التكاتف الدولى لمواجهة الارهاب، ولهما نفس الرؤية لمكافحة هذا الإرهاب واستئصال جذوره من خلال مواجهة شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية ولكن تشمل كذلك الجوانب الثقافية والاجتماعية والدينية.

وحول مدى توافق الدولتين حول عملية السلام فى الشرق الأوسط، قال السفير علاء يوسف إن ملف عملية السلام الفلسطينية من الملفات الرئيسيّة التى تتفق مصر وفرنسا على عناصرها الرئيسيّة والتصور الشامل لعملية السلام، وهناك اتفاقا تاما فى الرؤى المصرية والفرنسية حول هذه القضية، وعلى سبل الدفع بها ودفع عملية السلام مرة أخري، وإنشاء الدولة الفلسطينية.

وحول ملف حقوق الانسان وما اذا كان سيتم تناوله من الجانب الفرنسى اكد المتحدث ان مصر منفتحة على جميع القضايا وان قضية مناقشة حقوق الانسان وأن هناك تفهما دوليا متزايدا حول الروية المصرية وأن هناك تواصلا مع المجتمع الدولى لتوصيل هذه الرؤية.

وحول اذا ما كان هناك تحذيرات فرنسية لمواطنيها الراغبين فى زيارة مصر بعد الحادث الارهابى الأخير قال السفير علاء يوسف نحن نناقش كل الموضوعات وهناك بعض الدول تلجأ الى تعديل بعض ارشادات السفر وليس التحذير وهناك تواصل بيننا دائما نشرح لهم الموقف لكن بشكل عام الجانب الفرنسى متفهم تماما لهذه الموضوعات.

وكان فى استقبال الرئيس السيسى إثر وصوله امس الى مطار اورلى وزير الدولة الفرنسى لأوروبا والشئون الخارجية جون باتيست لوموان ممثلا عن الدولة الفرنسية.

وقد رافقت طائرة الرئيس بعد دخولها المجال الجوى الفرنسى مقاتلات فرنسية ومصرية من طراز رافال ترحيبا بالرئيس، فيما اصطف حرس الشرف بالمطار لاستقباله.