«إيلاف» من لندن: وصف الدكتور محمد خالد الشاكر المتحدث الرسمي باسم قوات النخبة السورية في لقاء خاص مع "ايلاف "تحرير الرقة بأنه "انتصار بطعم الهزيمة "، واعتبر أن لابد من توسيع مروحة مشاركة الدول العربية في الحل السوري .
وأوضح أنه منذ "استمراء اجتناب الاصطدام بين النظام وقوات سورية الديمقراطية، في المراحل المبكرة من عمر الصراع السوري"، الذي قال أنه "ساعد قوات سورية الديمقراطية على الاستفراد بالساحة الكردية، وخلق حالة من الانقسام داخل البيت الكردي، ما أدى إلى شعور الكرد أنفسهم بعدم الأمان، والنزوح الجماعي إلى إقليم كردستان العراق، قابل ذلك قبول ضمني من النظام بطروحات الاتحاد الديمقراطي، ليقول للسوريين بأنه الضامن الوحيد لوحدة سورية وعدم تقسيمها".

وأشار الى أنه "الآن وقد أصبحت خارطة المصالح ترسمها مساحات الاستحواذ على الجغرافيا، أصبحت الاستراتيجيات الجديدة، تطغى على تكتيك التفاهمات بين النظام والأكراد، كما تنذر" بما أسماه "نهاية " زواج المتعة" بين الأمريكان وقسد." 

ورأى أن "زواج المتعة ذاته، الذي انجب ولادات مشوهة، و جموحاً افرز انتصاراً بطعم الهزيمة في الرقة".

ولفت الشاكر الى "تحول الرقة إلى مدينة مدمرة تصفر فيها الريح، و خالية من سكانها، الذين مازالوا يهيمون على وجوههم في العراء، في الوقت الذي مازالت فيه قوات سورية الديمقراطية، تصر على ثقافة وحدانية " الآبو"، كما إصرارهم غير المبرر - خلال عمليات معركة الرقة- على الانفراد بالعمليات العسكرية ضد داعش، وهو ما يتنافى مع الأساس القانوني لتأسيس التحالف الدولي، كما يتنافى مع القيمة الأخلاقية التي تُحتم على أبناء المنطقة المشاركة في طرد داعش من ديارهم التي تم تهجيرهم منها"

وردا على سؤال حول اعلان (قسد) تسليم الرقة لمجلس مدني اعتبر" أنه لا احد يعرف حتى هذه اللحظة ماهو مصير الرقة، بسبب غياب الدور الأمريكي، و غياب اية خطة لقيادة التحالف الدولي في معالجة هذه المشكلة، منذ الشرخ الكبير ، الذي افتعله الاخوة في قسد ، باستبعاد قوات النخبة السورية في المراحل الأخيرة من عمليات غضب الفرات، كفصيل عربي مشرعن دولياً، لطالما عولتْ عليه جميع القوى العربية بكافة مشاربها، في أن يشكل المعادل الموضوعي، والضامن لامتصاص الاحتقان - المشتعل الآن - بين العرب والكرد".

وشدد أنه الآن يستحوذ على الرقة فصيل كردي ، لم يتورع على العلن في إعلان " اتحادية " سورية، في تجاهل واضح لاية عملية سياسية، أو إرادة ديمقراطية شعبية، أو دستور يقرر ذلك.

وأشار الى أنها "وحدها كانت أعلامهم، ترتفع وسط دمار كامل لمدينة عربية الهوى والهوية، لم تتنكر يوماً لأي مكون فيها ، وحدها كانت صورة ل " الآبو" الأوحد عبد الله اوجلان ترتفع، لتبدو الرقة امام مرحلة، وربما مراحل مفتوحة على جميع الاحتمالات."

وحول بقاء قسد في الرقة والاستفراد في إدارتها، اعتبر أيضا" أنه خيار يبدو صعباً ومستحيلاً، تخوفاً من ان يؤسس لمرحلة جديدة؛ تدفع نحو حرب أهلية وقودها الصراع الإثني بين العرب والكرد، وربما عودة العقلية الداعشية، بلبوس جديد، مادته التهميش والإقصاء للعنصر العربي، تماماً كما حصل مع سُنة العراق، وربما عودة داعش نفسها على شكل خلايا نائمة، مايفتح الباب على مصراعيه لمرحلة " رقاوية" صعبة، ستكون مادة دسمة، لجملة من دفوعات إقليمية ودولية، تستكمل تصفية حساباتها على الأرض السورية، وقد تستفيد منها قوى مازالت تؤسس لإعاقة العملية السياسية، وتكريس حالة الاستقطاب الحاد، الذي مادته بقاء الصراع".

وردا على ما قد يتكهن البعض بخيار آخر ، وهو أن تقوم قوات سورية الديمقراطية بتسليم الرقة للنظام، أجاب الشاكر" أنه يبدو هذا الخيار هو الآخر صعباً، فبالرغم من ان ذلك سيُفقد قسد ذراع الإدارة الذاتية في علاقتها مع الإدارة المركزية، كما انه لايتفق أيضاً و الحسابات الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، التي لن تتخلى عن المناطق التي حررتها من داعش، كمنطقة غطاء أمريكي".

وأضاف المتحدث باسم قوات النخبة أن "تسليم الرقة للنظام، سيعني ايضاً مناطق تمدد جديدة لإيران في سورية، وهو ما يخالف التصورات الأمريكية تجاه إيران في المنطقة".

وأعرب عّن اعتقاده أنه" هنا يبدو الخيار الأخير ، وربما الأقرب، كحالة توافقية بين الخيارين آنفي الذكر، ويتمثل بتسليم الرقة لقوى لا علاقة لها مباشرة مع النظام وإيران، كما لا علاقة لها مباشرة مع تركيا."

وحول الرؤية العربية الحالية بيّن الشاكر "أنه بين الثقل السعودي في إعادة الإعمار ، ورعاية القاهرة، " للمجلس العربي في الجزيرة والفرات"، الذي ضمّ قوى وشخصيات عربية، اضطلعت بإلإدارة على مستوى الدولة السورية، وليس على صعيد الرقة وحسب، لتبدو مسألة توسيع مروحة المشاركة العربية الفاعلة، ضامناً لوحدة سورية، وفرصة لتشكيل مجلس مدني رقّي – سوري، خارج عقلية " الضحك على اللحى"، التي تتحدث عن تسليم الرقة لمجلس مدني يرتبط بإيديولوجيا تأخذ قرارها من " جبل قنديل".".
وحول سيطرة الكرد على حقل العمر القريب من الميادين قال أن ذلك يثبت فرضية شرق نهر الفرات وغرب النهر حيث تصبح مناطق الغطاء الامريكي في مكان ومناطق النظام وحلفائه في مكان آخر ، ويبدو أن دير الزور تجنح نحوادارة دولية واقتسام للثروات والأرض فهناك حديث عن اقتسام الغاز والنفط بين موسكو وواشنطن .
ورأى أن كل ما يجري ناتج عن تفاهمات روسية أمريكية ولا يمكن أن نضعه ضمن ربح ذلك الطرف أو ذاك .
ولفت الى القول أخيرا أن " الحرب سهلة، ولكن بناء السلام صعب"، مشددا أنه "ما على الذين برروا رفع صورة " عبد الله أوجلان" في قلب عاصمة " الرشيد"، إلا أن يعوا ذلك."