أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعبادي خلال اجتماعهما في أنقرة اليوم دعمه لإجراءات حكومته في مواجهة تداعيات الاستفتاء الكردي، وأبلغه قلقه من وجود قواعد جزب العمال التركي الكردي في كردستان العراق.. فيما وصل رئيس الوزراء العراقي إلى طهران مساء اليوم في ختام زيارة قصيرة لأنقرة.

إيلاف: عقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في أنقرة ظهر اليوم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعًا ثنائيًا، ثم توجّها بعدها إلى ترؤس جلسة المباحثات المشتركة بحضور أعضاء الوفدين.

وجرى خلال الاجتماع استعراض شامل للعلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون وتبادل المصالح بما يخدم الشعبين والبلدين، وفي مقدمتها مواجهة الإرهاب وقضايا المياه والنفط والطاقة والمنافذ الحدودية والتبادل التجاري والتعاون الثقافي والسياحي. 

وأكد الرئيس أردوغان رغبة بلاده في توسيع العلاقات العراقية التركية ودعمه لخطوات الحكومة العراقية في مواجهة تداعيات الاستفتاء وتوحيد البلاد وفرض سلطة الدولة بقواتها وإرادتها الوطنية، مؤكدًا التعامل المباشر مع الحكومة العراقية، وداعيًا إلى تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتوسيع العلاقات العراقية التركية ورفع التبادل التجاري.

مباحثات الوفدين العراقي برئاسة العبادي والتركي برئاسة اردوغان

أضاف الرئيس التركي: "نحن سعداء بانتصاركم على داعش والتخلص من تبعاتها السيئة وبسط الاستقرار ومستعدون للمساعدة في جهود دعم عودة النازحين في المناطق المحررة وإعادة البناء والاستثمار في المجالات كافة". وأعلن أردوغان استعداد بلاده لإنشاء سد مشترك. وقال "نحن حريصون على عدم إلحاق الضرر بإخوتنا العراقيين ونقص المياه".

وعبّر الرئيس التركي عن قلقه الشديد من تواجد منظمة حزب العمال التركي الكردستاني الانفصالي والمنظمات الإرهابية الأخرى في إقليم كردستان العراق "لكونها تشكل خطرًا مشتركًا على بلدينا الجارين، وندعو إلى التعاون لمواجهة ذلك الخطر"، كما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الحكومة العراقية عقب الاجتماع إطلعت على نصه "إيلاف".

العبادي: أرادوا إقامة حدود لدولة بالدم على أراضينا
من جهته أكد العبادي رغبة بلاده في تعميق العلاقات مع تركيا وبحث القضايا التي تخص البلدين وكذلك التي تخص المنطقة.. وأضاف "لقد حان الوقت لإنهاء النزاعات والحروب التي تسببت بضياع القدرات واستنزاف الموارد ونزوح الملايين، ولولا هذه النزاعات لكانت دولنا في وضع أفضل ولكان صوتنا مسموعًا في العالم".

تابع العبادي "إن ماعانيناه من إرهاب داعش خطير وبشع وبعيد عن الإسلام الذي يدعونه زورًا وكذبًا، وأرادوا تخريب التنوع الذي نعيشه ونفتخر به، ولكننا نجحنا في مواجهة داعش، وانتصرنا عليه، بتضحيات غالية وعزيزة علينا، ولكن علينا أن نعمل معًا على غلق الأبواب أمام عودة داعش وكل الإرهابيين، وأحذر من أن هذا التنظيم خطير جدًا، بحيث لو أعطي فرصة سيعود مرة أخرى ليرتكب ما هو أبشع".

أضاف "لقد كان هناك مشروع لتفكيك المنطقة، وليس العراق فقط، عندما أرادوا إقامة حدود دولة بالدم، ونحن رغم كل ذلك لم نقاتل شعبنا الكردي، وأوامرنا كانت مشددة بعدم المواجهة، وظننا حسن بالبيشمركة، ودعوناهم إلى عدم القتال، والحمد لله إنهم استجابوا، لكن ما يؤسف له هو حملة الكذب والتزييف والإدعاءات الباطلة بوجود قوات غير عراقية في كركوك وحولها".

وشدد العبادي بالقول "إننا ماضون ببسط السلطة الاتحادية، ومن واجبي حفظ وحدة العراق وسيادتها وحماية ثروة البلاد". وأكد "أن الحشد الشعبي يتكون من مقاتلين عراقيين، وقد تشكل في ظل ظرف هجمة داعش واحتلالها مدننا، وبفتوى من سماحة السيد السيستاني والحشد الشعبي اليوم جزء من المؤسسة الأمنية للدولة وفق قانون أقرّه البرلمان، ونحن نرفض وجود أية قوة مسلحة خارج إطار الدولة، ومن غير القوات العراقية، كما لن نسمح بوجود أية قوة على أرضنا تعمل ضد دول الجوار، وهذا التزام دستوري نتمسك به". 

وشارك في الاجتماع من العراق وزراء الداخلية والنفط والتخطيط والكهرباء والموارد المائية ومستشار الأمن الوطني والسفير العراقي في أنقرة مع نظرائهم من الجانب التركي.

العبادي وصل إلى طهران
وفي وقت سابق اليوم توجّه العبادي إلى أنقرة في زيارة رسمية قادته إلى طهران، التي وصل إليها مساء اليوم، لبحث تطوير العلاقات ومواجهة الإرهاب والاتفاق على خطوات لمعالجة الأزمة التي أثارها الاستفتاء الكردي، وذلك باتخاذ إجراءات مشتركة لزيادة الضغط على سلطات كردستان ووقف التجارة وغلق المنافذ الحدودية مع الإقليم.

وفي طهران وصف على أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية زيارة العبادي المرتقبة إلى إيران بالمهمة للغاية، لافتًا إلى العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين. 

وقال ولايتي في تصريحات نشرتها وسائل إعلام إيرانية إن العلاقة بين إيران والعراق استراتيجية وقائمة على أساس حسن الجوار والأخوة.. مشيرًا إلى أنه "خلال الأيام الصعاب في العراق فإن الشعب الإيراني من خلال إرشادات سماحة قائد الثورة الإسلامية قد ذهب لمساعدة الشعب والحكومة العراقية، وإنهم بمساعدة إيران استطاعوا بقوة الحفاظ على وحدة تراب بلدهم والانتصار على أعدائهم في الداخل والخارج".

وأضاف إن تبادل الزيارات بين البلدين، سيما على مستوى كبار المسؤولين، يعد أمرًا طبيعيًا وملحًّا، وكلما ازدادت هذه الزيارات خلال فترات زمنية أقصر فإن إمكانية تبادل وجهات النظر ستكون أكثر وفي أي وقت يقوم السيد العبادي أو أي مسؤول عراقي بزيارة إيران، فإنها تحظى بترحيبنا". وأشار إلى أن هذه الزيارات ليست زيارات دبلوماسية بحتة، بل زيارات حيوية تجري في ظروف حساسة.

وأمس قال العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد إنه سيزور تركيا وإيران لنقل الرؤية العراقية حول مستقبل المنطقة وبحث السيطرة على المعابر الحدودية التي كانت سلطات الإقليم تسيطر عليها، وتستولي على أموالها، إضافة إلى ملف المياه المشتركة. 
وأوضح أن البلدين يعتبران انفصال إقليم كردستان خطرًا على أمنهما الوطني وعلى أمن المنطقة.. مشددًا على أن العراق أصبح له أثر ومحور إقليمي كبير وأنه يتعامل مع كل جيرانه بمرونة عالية.

وكان العبادي قام خلال الأيام الثلاثة الماضية بجولة إقليمية قادته إلى السعودية ومصر والأردن بحث خلالها تطوير علاقات العراق مع البلدان الثلاثة والتنسيق معها في مواجهة الإرهاب الذي تتعرّض له دول المنطقة.