ريكيافيك: تمكن رئيس الوزراء الايسلندي من الفوز في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت السبت رغم تعرضه لسلسة من الفضائح، بحسب النتائج النهائية المعلنة الاحد، لكن لا يزال غير واضح إذا كان باستطاعته تشكيل ائتلاف حكومي أو لا. 

وأجبر رئيس الوزراء بيارني بينيديكتسون البالغ 47 عاما على خوض انتخابات مبكرة بعد انهيار الائتلاف الحاكم اثر فضيحة الملاذات الضريبية التي فجرها التحقيق الصحافي "اوراق بنما". كما واجه اتهامات بارتكاب مخالفات اثناء الانهيار المالي في ايسلندا في 2008. 

رغم ذلك حقق حزب الاستقلال الذي يقوده فوزا على منافسيه في الانتخابات التي جرت السبت، بحسب النتائج النهائية المعلنة لكن بدون أن يحصد غالبية في البرلمان المؤلف من مجلس واحد. وحاز حزب الاستقلال 16 من اصل 63 مقعدا، وبلغت نسبة المشاركة 81% من إجمالي الناخبين المسجلين. 

قد يستغرق الأمر أسابيع وربما اشهرا قبل تشكيل حكومة جديدة في الجزيرة، إذ يترقب الجميع مفاوضات شائكة بين الاحزاب الممثلة في البرلمان. وتشكل "حركة اليسار-الخضر" وحلفاؤها الاشتراكيون الديموقراطيون و"حزب القراصنة" المناهض للمؤسسات التحدي الأكبر لبينيديكتسون.

وحلت "حركة اليسار-الخضر" التي تقودها كاترين ياكوبسدوتير ثانية بعد فورها بـ 11 مقعدا، فيما حصل الاشتراكيون الديموقراطيون على سبعة مقاعد وحزب القراصنة على ستة. ودعا رئيس ايسلندا غودني يوهانسون قادة الأحزاب الأربعة للقاء كل منهم على حدة الاثنين، قبل أن يقرر هوية من سيكلفه تشكيل الحكومة. وفازت ثمانية احزاب بمقاعد برلمانية. 

وبصفته رئيس الحزب الاول في البلاد، يفترض ان يكلف بينيديكتسون من قبل الرئيس. وفي حال اخفق تتولى ياكوبسدوتير المهمة.

وقال بينيديكتسون لوكالة فرانس برس بعد اغلاق مراكز الاقتراع ليل السبت الاحد "انني متفائل بقدرتنا على تشكيل حكومة".

وخسر حزب الاستقلال خمسة من المقاعد التي كان يشغلها في الولاية السابقة. وشارك حزب رئيس الوزراء في كل الحكومات التي شكلت منذ 1980.

وكان رئيس الوزراء دعا الى هذه الانتخابات المبكرة وسط فضائح تهز الطبقة السياسية رغم اقتصاد قوي يعززه قطاع السياحة المزدهر، وذلك بعد استقالة شريك أصغر في الائتلاف الذي يضم ثلاثة أحزاب من يمين الوسط. هذه الانتخابات هي الرابعة في ايسلندا منذ الازمة المالية التي هزت البلاد العام 2008.

وقال ارنار ثور جونسون استاذ القانون في جامعة ريكيافيك لوكالة فرانس برس "هناك شكوك في احتمال تشكيل حكومة" لافتا الى ان مفاوضات تشكيل الحكومة بعد انتخابات اكتوبر 2016 استمرت ثلاثة أشهر.