استانة: بدأت الاثنين في استانا جولة جديدة من المحادثات بين النظام السوري وممثلين لفصائل المعارضة ستتركز بصورة خاصة حول الوضع الإنساني الذي يثير مخاوف متزايدة.

وتستمر هذه الجولة يومين، وهي السابعة في المفاوضات التي ترعاها روسيا وايران حلفيتا دمشق، وتركيا الداعمة لفصائل معارضة، وقد أدت خصوصا حتى الآن الى تشكيل اربع مناطق لخفض التوتر في سوريا.

واكد موفد الكرملين الى هذه المفاوضات الكسندر لافرنتييف للصحافيين في ختام اليوم الاول من المشاورات المغلقة ان التوصل الى تسوية سياسية في سوريا هو امر ممكن.

وقال ان الرئيس السوري بشار الاسد "اكد استعداده (...) لاعداد دستور جديد واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية على هذا الاساس". واضاف ان روسيا مستعدة لاستضافة "مؤتمر للشعوب في سوريا" يضم في الوقت نفسه النظام والمعارضة، ولكن من دون تحديد مكان انعقاد هذا المؤتمر وموعده.

وتركز محادثات السلام في استانة على المسائل العسكرية والتقنية وتتم بموازاة محادثات سياسية في جنيف. وفي اطار محادثات استانة، توصلت روسيا وايران وتركيا في مايو الى اتفاق لاقامة اربع مناطق خفض توتر في سوريا، في محافظتي ادلب وحمص ومنطقة الغوطة الشرقية وفي الجنوب.

وفي اكتوبر، ابدت منظمات انسانية قلقها حيال الوضع الانساني في الغوطة الشرقية فيما اكدت منظمة اليونيسف ان اكثر من 1100 طفل عانوا في الاشهر الثلاثة الاخيرة من سوء تغذية حاد في هذه المنطقة التي تسيطر عليها فصائل معارضة ويحاصرها النظام.

لكن قافلة مساعدات محملة بمواد غذائية دخلت الى منطقة الغوطة الشرقية بالتزامن مع محادثات استانة. وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا ليندا توم لوكالة فرانس برس "دخلنا الغوطة الشرقية"، موضحة أن القافلة محملة بمساعدات تكفي لأربعين ألف شخص.

وخلال الجولة الاخيرة في منتصف سبتمبر، اعلنت روسيا وتركيا انهما توافقتا على نشر قوات لحفظ الامن في ادلب. واوضح لافرنتييف الاثنين ان بلاده مستعدة للتحرك كـ"وسيط" بين القوات التركية والنظام في محافظة ادلب، وذلك بعدما اعتبرت دمشق ان الوجود العسكري التركي في سوريا غير شرعي.

واجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في شكل منفصل الاثنين اتصالين هاتفيين بنظيريه التركي مولود تشاوش اوغلو والايراني محمد جواد ظريف تطرقا الى الوضع في سوريا.

من جهته، يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء الى طهران حيث يلتقي نظيره الايراني حسن روحاني. ومن المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات حول سوريا في جنيف اعتبارا من 28 نوفمبر برعاية الأمم المتحدة.