فيما دعا العبادي إلى الالتزام بالنظام والقانون والتهدئة اثر اضطرابات أمنية خطيرة شهدتها مدن اقليم كردستان، قالت مصادر كردية إن وفدي القوات العراقية الاتحادية والبيشمركة الكردية توصلا عقب محاثات استمرت يومان إلى تشكيل قوة مشتركة لادارة المناطق المتنازع عليها خارج ادارة اقليم كردستان الشمالي.

إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه يتابع "عن كثب تطورات الاحداث في اقليم كردستان وما حصل من اعتداءات على مقرات الاحزاب وكذلك الاعلاميون ومحاولات إحداث فوضى واضطرابات في أربيل ودهوك وهو امر يضر بمواطنينا في الاقليم وبالوضع العام هناك". 

ودعا في بيان صحافي الاثنين تابعته "إيلاف" إلى الالتزام بالنظام والقانون والتهدئة وان لا تنعكس الخلافات السياسية على المواطن الكردي الذي تضرر كثيرا نتيجة هذه الممارسات. وشدد على أن الحكومة الاتحادية حريصة على استتباب الاوضاع في جميع محافظات العراق وتعمل من اجل المواطنين وحماية مصالحهم.

وفي وقت سابق اليوم دعا الخبير القانوني العراقي طارق حرب العبادي ممارسة صلاحياته الدستورية في أربيل. 

وقال في بيان صحافي تابعته "إيلاف" إن "مجمل الظروف في كردستان تنادي بإيقاف الاضطراب الحاصل ولاحتمال حصول تطورات اخرى لا يحمد عقباها بالنسبة للاقليم وللعراق ككل لا سيما وانه لم تبقى إلا ساعات على انتهاء ولاية بارزاني كرئيس للاقليم فان الموضوع يتطلب من الحكومة الاتحادية ممارسة سلطاتها واختصاصاتها الدستورية سواء بالنسبة لرئيس الوزراء طبقا لصلاحياته الواردة في المادة (78) من الدستور والتي اعتبرته المسؤول التنفيذي المباشر عن الدولة باجمعها بما فيها الاقليم والذي يدخل تحت مصطلح الدولة الوارد في المادة الدستورية المذكورة والامر ذاته يقال عند صلاحية مجلس الوزراء الواردة في المادة (80) من الدستور والتي قررت ان مجلس الوزراء يملك صلاحية تخطيط وتنفيذ السياسة العامة للدولة وكذلك صلاحيات مجلس النواب الدستورية التشريعية والتنفيذية لتجاوز هذه الازمة التي يمر بها اقليم كردستان والتي قد تؤدي إلى نتائج غير محمودة وللحفاظ على ارواح شعب اقليم كردستان وامواله والمنشآت الحكومية والاموال العامة". 

ودخل اقليم كردستان العراق منذ يوم امس في اضطرابات سياسية وأمنية شهدت أقتحام انصار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لمبنى البرلمان وحرق مقرات الاحزاب المنافسة فيما دعت الحكومة اجهزة الامن إلى السيطرة على الاوضاع وسط مطالبات بتدخل أممي.

وهاجم انصار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اثر اعلانه تنحيه عن منصبه الاربعاء الماضي ليقودوا عمليات اعتداء على نواب وصحافيين وحرق مقرات لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير في عدد من مدن الاقليم. كما اعتدى انصار بارزاني لدى اقتحامهم مبنى البرلمان على بعض النواب من كتلة التغيير وكوادر القنوات الفضائية فيما سمع دوي اطلاق رصاص رجال الامن من داخله.

اتفاق على قوة مشتركة لادارة المناطق المتنازع عليها خارج الاقليم

قالت مصادر كردية ان وفدي القوات العراقية الاتحادية والبيشمركة الكردية توصلا عقب محاثات استمرت يومان على تشكيل قوة مشتركة لادارة المناطق المتنازع عليها خارج ادارة اقليم كردستان الشمالي.

وبعد محادثات استمرت يومين اتفق الوفدان العسكريان للحكومة الاتحادية وحكومة أربيل على عدة نقاط حول اعادة انتشار القوات العراقية وقوات البيشمركة في المناطق المتنازع عليها خارج ادارة اقليم كردستان. وجرت محادثات مكثفة بين الجانبين خلال اليومين الماضيين في مقر قيادة عمليات نينوى للاتفاق على كيفية اعادة انتشار القوات.

واليوم تمخض الاجتماع عن اتفاق الجانبين على تشكيل قوة مشتركة تتولى امن المناطق الواقعة خارج ادارة اقليم كردستان التي تسيطر عليها قوات البيشمركة حالياً في منطقة سهل نينوى مثل المحمودية، سحيلا، فايدة، شيخان، القوش، كوير، مقلوب، والخازر، وان تدار هذه المناطق بشكل مشترك من قبل الجانبين كما قالت وكالة باسنيوز الكردية في تقرير اطلعت عليه "إيلاف".

وفيما يتعلق بمعبر فيشخابور بين اقليم كردستان وسوريا فقد توصل الجانبان إلى تفاهم بأن تتولى قوة من حرس الحدود العراقي واخرى من البيشمركة بالاضافة لقوة اميركية تتواجد في المنطقة حيث سيتوجه رئيس أركان الجيش العراقي، عثمان الغانمي اليوم إلى المعبر.

اما بالنسبة للمعابر الحدودية والمطارات فقد اتفق الجانبان على ان تتولى وزارتي الداخلية والمالية في حكومتي بغداد وأربيل حسم هذه القضية في اطار الدستور.

 وكان العبادي أمر الجمعة الماضي بوقف اطلاق النار مع قوات البيشمركة 24 ساعة "لفسح المجال امام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الاقليم للعمل على الارض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها وكذلك في فيشخابور والحدود الدولية فورا وذلك لمنع الصدام واراقة الدماء بين ابناء الوطن الواحد".

وبدأت المفاوضات في اجتماع مغلق السبت الماضي ومثل الجانب الاتحادي فيه رئيس ‏اركان الجيش الفريق الاول الركن عثمان الغانمي وقائد عمليات نينوى اللواء نجم ‏الجبوري، فيما مثل قوات البيشمركة عزيز ويسي قائد قوات الزيرفاني وشيخ جعفر ‏شيخ مصطفى امر اللواء 70 ووزير داخلية الاقليم كريم سنجاري.