أكدت متحدثة باسم ترمب أن الرئيس الأميركي لا ينوي تغيير المدعي الخاص روبرت مولر الذي يحقق في تواطؤ محتمل مع روسيا في وقت رفض بول مانافورت المدير السابق لحملة ترمب اتهامات موجهة إليه.

إيلاف - متابعة: أعلنت متحدثة رئاسية اميركية الاثنين ان الرئيس دونالد ترمب ليست لديه "خطة او نية" لتغيير المدعي الخاص روبرت مولر الذي يحقق في تواطؤ محتمل مع روسيا للتأثير على الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2016.

ياتي هذا التأكيد بعد ساعات من توجيه مولر اتهامات الى ثلاثة من الذين كانوا ضمن فريق ترمب بمن فيهم رئيس حملته الانتخابية السابق بول مانافورت. 

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة هاكابي ساندرز ان "الرئيس اعلن في الاسبوع الماضي، كما قلت مرات عدة سابقا، انه لا توجد نية او خطة لاجراء اي تغيير في ما يتعلق بالمدعي الخاص". وردا على سؤال حول الاتهامات التي اعلنت الاثنين، اعتبرت ان "لا علاقة لها البتة بالرئيس ولا علاقة لها بالحملة".

وشددت المتحدثة على الدور "المحدود للغاية" لجورج بابادوبولوس، العضو السابق في فريق ترمب الذي اعترف بانه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي). وقالت "كان متطوعا. لم يقم باي نشاط رسمي في اطار الحملة"، مؤكدة ان اتهامه من جانب الشرطة الفدرالية يرتبط حصرا بانه "لم يقل الحقيقة".

كذلك، توقعت المتحدثة ان ينهي المحقق الخاص مهمته "قريبا"، عازية ذلك الى "المؤشرات التي لدينا في هذه المرحلة"، واضافت "لا يمكنني ان اضيف شيئا حول هذا الامر".

متكتم يثير قلق البيت الابيض
يتراس المدعي الاميركي الخاص روبرت مولر الذي يوصف بانه شخص متكتم ومنهجي، تحقيقا بالغ الحساسية يترقبه البيت الابيض بقلق كبير، وخصوصا انه وجّه لتوه اتهاماته الاولى في قضية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.

منذ تعيينه في مايو مدعيا خاصا في التحقيق حول تواطؤ محتمل بين مقربين من الرئيس دونالد ترمب وروسيا، لم يدل مولر (72 عاما) باي تصريح مفضلا العمل بتكتم مع فريق يضم اثني عشر خبيرا قانونيا في مكاتب في وسط واشنطن على مسافة غير بعيدة من البيت الابيض.

حظي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في ولايتي جورج بوش الابن وباراك اوباما باحترام الجمهوريين والديموقراطيين على السواء، ولم يتردد يومها في مناهضة البيت الابيض حول ممارسات كان يعتبرها غير قانونية. وكان السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومنتال، احد اكثر منتقدي ترمب شراسة، علق لدى تعيينه مدعيا خاصا ان مولر يستطيع ان يجمع في الوقت نفسه "الحزم والاستقلالية".

لا صلة معروفة تربطه بترمب، وهو اول محقق مستقل يغوص في قضية التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الاميركية بكل تشعباتها. وكان عين على رأس الشرطة الفدرالية قبل اسبوع فقط من اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وظل في منصبه طوال اثني عشر عاما.

طغت على ولايته الطويلة قضايا الارهاب والتنصت. وقام بتغييرات عميقة في جهاز الشرطة الفدرالية في وقت كانت الوكالة تواجه خطر التفكيك لاخفاقها في احباط الاعتداءات.

مواجهة مع بوش 
دافع مولر عن البرامج الواسعة النطاق للتنصت على الاتصالات، التي كشف امرها ادوارد سنودن، مؤكدا انها ترتدي "اهمية بالغة" لمنع الاعمال الارهابية. لكنه هدد عام 2004 بالاستقالة بسبب قرار الرئيس السابق جورج بوش الابن بعد 11 سبتمبر باعتماد برنامج تنصت يتجاوز السلطات القضائية.

وقبل ان ينضم الى اف بي آي، تولى روبرت سوان مولر، المتحدر من اريستوقراطية نيويورك، والذي تلقى علومه في جامعة برينستون العريقة، مسؤوليات مهمة في النظام القضائي الاميركي. وتبوأ على التوالي مناصب المدعي العام في سان فرانسيسكو والمدعي الفدرالي والمسؤول الثاني في وزارة العدل ابان رئاسة جورج بوش الاب.

وكان اشرف على محاكمات رجل بنما القوي مانويل انطونيو نورييغا، الذي دين في الولايات المتحدة بتهريب المخدرات وتبييض الاموال، اضافة الى التحقيق في انفجار طائرة البوينغ 747 التابعة لشركة بان آم الاميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية، ما اسفر عن مقتل 270 شخصا في 21 ديسمبر 1988.

ومولر ضابط سابق في مشاة البحرية (المارينز) وخدم ابان حرب فيتنام حيث اصيب خلال المعارك. هو الثاني بعد ادغارد هوفر من حيث طول ولايته على راس الشرطة الفدرالية الاميركية، علما بان هوفر اسس هذا الجهاز وظل على رأسه طوال 48 عاما حتى وفاته. وقبل تعيينه مدعيا خاصا في اطار القضية الروسية، كان مولر عضوًا في مكتب ويلمرهايل القانوني وقد استقال منه.