في تهدئة لمخاوف أكراد العراق من عمليات عسكرية حكومية ضد اقليمهم الشمالي، فقد أكد العبادي اليوم أن حكومته لن تستخدم الجيش أو تخوض حربًا ضد المواطنين الأكراد، ودعا إلى اعادة جميع النازحين إلى مناطقهم واغلاق المخيمات رافضًا العودة إلى الخطاب الطائفي والتقسيمي.

إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اجتماع أمني مدني موسع في بغداد الخميس، بمشاركة اعضاء الحكومة المحلية وابناء محافظة الانبار الغربية من شيوخ العشائر والاكاديميين، لبحث توطيد الاستقرار في المحافظة، "لن نستخدم جيشنا ضد شعبنا او نخوض حربًا ضد مواطنينا الكرد وغيرهم ومن واجبنا الحفاظ على وحدة البلد وتطبيق الدستور وحماية المواطنين والثروة الوطنية".

لا استخدام للجيش في حرب ضد الأكراد

وأضاف: " لقد حققنا معجزة الانتصار وقطعنا شوطًا طويلاً ومضنيًا وقدمت قواتنا البطلة وجميع العراقيين وأهل الانبار تضحيات غالية يجب ان نحافظ عليها بوحدتنا الوطنية وابشركم بعودة آخر شبر من داعش في الانبار قريبا".

وأضاف "ان جيشنا الذي حقق معجزة الانتصار بشهادة العالم واصبح من اقوى جيوش المنطقة على مستوى القتال على الارض وبقوة ذاتية عراقية لايمكن ان نستخدمه ضد شعبنا او نخوض حربًا ضد مواطنينا الكرد وغيرهم، ولكن من واجبنا ايضا الحفاظ على وحدة البلد وتطبيق الدستور وحماية المواطنين من أي اعتداء وبسط السلطة الاتحادية واخضاع واردات النفط والمنافذ الحدودية للرقابة من اجل مصلحة المواطن الكردي لحماية الثروة الوطنية ومصلحة المواطن الكردي". وأكد "أن الازمة الحالية مع اقليم كردستان ليست من صنعنا".

إغلاق مخيمات النازحين واعادتهم إلى مناطقهم

وشدد بالقول يجب ان "نعمل بجد لتسريع اعادة الاستقرار لمحافظة الانبار ويجب غلق مخيمات النازحين واعادة كل مواطن نازح إلى بيته بأقرب وقت ويجب الحفاظ على النجاح الذي تحقق في الانبار". 

وتابع "ان عز العراق بوحدته ووحدة شعبه ونحذر من محاولات العودة إلى المربع الاول واعادة الخطاب الطائفي والتقسيمي والتفريط بمصلحة الوطن والمواطن". ودعا ابناء الانبار إلى محاربة الفساد واعتبارها قضية اساسية وليست ثانوية كون الفساد لايقل خطرًا عن الارهاب. 

وجرى خلال الاجتماع مناقشة الواقع الامني والاقتصادي والخدمي في محافظة الانبار، ووجه العبادي بتشكيل لجان من اهل الانبار بشأن المشاكل الانسانية والقضائية والجرمية.. وقال "اننا لن نحمي اية جهة اعتدت على المواطنين".

وفي وقت سابق اليوم، تصاعد التوتر بين القوات العراقية الحكومية والبيشمركة الكردية ليأخذ منحى عملياتيًا خطيرًا، حيث اقدمت الاخيرة على قطع الطرق بين الموصل واقليم كردستان قبل ان تفتحها في ما بعد، فيما اسقط الجيش العراقي طائرة مسيرة للبيشمركة.

 وامس، اعلن مجلس امن إقليم كردستان عن تلقيه رسائل خطيرة تفيد أن القوات العراقية والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تستعد للهجوم على قوات البيشمركة من جنوب غرب كركوك وشمال مدينة الموصل. واشار إلى انه يجري الإعداد للهجمات في منطقتي الموصل وكركوك، حيث تنتشر قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان في مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل.

لكن الحكومة العراقية نفت وجود أي خطط لها للقيام بأي هجوم عسكري على إقليم كردستان أو المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة في كركوك، موضحة انها تستعد لإطلاق عملية عسكرية لاستعادة القائم بغرب الانبار، مشيرة إلى ان اولويتها هي محاربة تنظيم داعش فقط.

وقال المتحدث باسم الحكومة سعد الحديثي في تصريح صحافي "ليست لدى الحكومة العراقية أية نية للهجوم على إقليم كردستان والقوات العراقية لا تقاتل إلا تنظيم داعش". وأوضح أن الحكومة مستعدة للحوار مع إقليم كردستان وفقًا للشروط التي أعلن عنها العبادي سابقا وأبرزها إلغاء نتائج الاستفتاء على الانفصال.

وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد حدة التوتر بين الحكومتين المركزية في بغداد والكردية في أربيل على خلفية استفتاء انفصال كردستان عن العراق الذي نظمه الإقليم في 25 من الشهر الماضي.