«إيلاف» من واشنطن: للمرة الأولى، وجهت الثلاثاء اتهامات مباشرة لفريق حملة الرئيس دونالد ترمب بالتؤاطو مع روسيا للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما ذهبت تقارير إلى أنه من المستبعد أن يحدث هذا التعاون مع الكرملين من دون علم المرشح الجمهوري حينها.

وتأتي هذه الأنباء في وقت كشفت ملفات المحكمة الفيدرالية في واشنطن، أن بول مانفورت رئيس حملة ترمب السابق الذي وجه إليه روبرت مولر المحقق الخاص بالتدخلات الروسية المزعومة بالانتخابات الرئاسية العام الماضي 12 تهمة بالتآمر على الولايات المتحدة الاثنين، ويخضع للإقامة الجبرية، كان يتنقل بثلاثة جوازات سفر أميركية في وقت واحد كل منها يحمل رقماً مختلفاً، كما أنه استخدم رقم هاتف حصل عليه باسم مزور، وفقاً لمحطة السي إن إن.

وفجر جورج بابادوبولس المستشار السابق لحملة ترمب مفاجأة من العيار الثقيل، وضعت ترمب وفريقه للمرة الأولى بدائرة الاتهام بالتواطؤ مع الكرملين مباشرة للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وقالت وكالة بلومبرغ الثلاثاء إن بابادوبولس الذي أقر بالذنب بتقديم معلومات مضللة لمكتب التحقيق الفيدرالي ومحاولته إخفاء اتصالاته بالروس لصالح حملة ترمب أبلغ المدعين العامين "أن مديري حملة ترمب أعطوه الضوء الأخضر للاتصال بشخصيات روسية وثيقة الصِّلة بالكرملين".

وذكر أن هؤلاء كانوا يعلمون إنه قدم معلومات كاذبة خلال استجواب أجراه معه عملاء من الإف بي آي في يناير الماضي بشأن اتصالاته بالروس.

وكانت مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الاثنين قالت إن بابادوبولس يشكل خطرًا أكبر على ترمب من رئيس حملته السابق مانفورت، ومستشاره السابق ريتشارد غيتس، الذي وجهت له الاثنين التهم نفسها الذي وجهت للأول ويخضع للإقامة الجبرية في منزله.

وذكرت محطة السي إن إن الثلاثاء، أن ترمب وفريقه يقومان بحملة كبيرة لتقديم معلومات تستهدف تضليل المحقق مولر وفريقه، تستهدف التقليل من الدور الذي لعبه بابادوبولس في الحملة، حتى أنهم وصفوه بأنه كان "صبي القهوة"، أي وظيفته فقط إعداد المشروبات.

لكن لائحة الاتهام المتعلقة بالمستشار السابق ورفعها مولر للمحكمة، تقول غير ذلك تماما، فإن بابادوبولس لعب دورًا مهمًا وكلف بإجراء اتصالات باسم فريق المرشح الجمهوري خصوصا مع شخصيات روسية على صلة بالكرملين.

وكان جيمس كليبر رئيس الاستخبارات الأميركية بين عامي 2010 و2017 قال الأحد الماضي في مقابلة تلفزيونية إن روسيا حصدت نجاحات (بالتدخل للتأثير على الانتخابات الأميركية العام الماضي) لم تتوقع تحقيقها في أقسى أحلامها.