«إيلاف» من لندن: خرج موظفو مدينة السليمانية العراقية الشمالية اليوم في تظاهرات غاضبة مطالبين بمرتباتهم المتأخرة منذ اشهر، داعين الحكومة الاتحادية في بغداد للتدخل وذلك بعد ساعات من اعلان العبادي العمل على دفع مرتبات موظفي وبيشمركة اقليم كردستان .. بينما قالت لندن انها ستسعى بشكل جدي لتطبيع الأوضاع بين أربيل وبغداد.

فقد انطلقت في مدينة السليمانية مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني تظاهرات غاضبة لموظفي وتدريسيي المحافظة، مطالبين بتسديد مرتباتهم المتأخرة منذ أشهر ومبتدئين اضراباً عن العمل حتى يتم تنفيذ مطالبهم.
واكد المتظاهرون الذين احاطت بهم قوات الامن ان احتجاجاتهم ستستمر حتى تقوم حكومة الاقليم التي يترأسها نجيرفان بارزاني بتسديد مرتباتهم المتأخرة، داعين الأحزاب السياسية الى التحرك للمساعدة على تنفيذ مطالبهم. كما ناشد المحتجون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التدخل لصرف مرتباتهم نظرا لما سببه تأخرها في ظروف معيشية صعبة بدأوا يعانون منها.

وكان العبادي اكد خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي امس وتابعته "إيلاف" أن الحكومة العراقية تعتزم دفع رواتب موظفي إقليم كردستان وقوات البيشمركة. وقال "سنتمكن قريباً من دفع رواتب البيشمركة وموظفي إقليم كردستان قريباً". 

وحول وعد العبادي هذا فقد قال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزيي إن "الحكومة العراقية لم تبلغ حكومة إقليم كردستان حتى الآن بشكل رسمي بأنها ستدفع رواتب الموظفين والبيشمركة في الإقليم"، كما نقلت عنه شبكة رووداو الإعلامية الكردية اليوم.

واوضح مصدر عراقي في تصريح لـ"إيلاف" الاربعاء ان العبادي يتبنى مشروعًا لصرف رواتب كل موظفي اقليم كردستان والبيشمركة بشكل مباشرة من بغداد وقال ان صرف الرواتب لموظفي الإقليم سيكون بشكل مباشرة عبر نظام "كي كارد" دون وساطة مالية الاقليم. واشار الى ان هذا يأتي بعد السيطرة على آبار النفط في كركوك والإقليم ومناطق اخرى وإخضاعها لشركة سومو التابعة لوزارة النفط الاتحادية وبيع النفط والغاز والمشتقات النفطية من قبلها.
يذكر أن الاختلاف في عدد الموظفين في قوائم الموظفين بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان يشكل أساس مشكلة توفير ودفع رواتب الموظفين.. ففي حين تعترف حكومة المركز بوجود 680 ألف موظف، تؤكد سلطات الاقليم وجود مليون و480 ألف مستحق للرواتب منهم 720 ألف موظف و270 ألف منتسب عسكري.

لندن : نسعى بشكل جدي لتطبيع الاوضاع بين بغداد وأربيل

أكدت لندن اليوم انها ستسعى بشكل جدي لتطبيع الأوضاع بين أربيل وبغداد، فيما دعا رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بغداد الى مراجعة نفسها وحل الخلاف عبر الحوار.
جاء ذلك خلال اجتماع بارزاني مع فرانك بيكر سفير بريطانيا لدى العراق في اربيل الاربعاء والذي اكد أن بلاده "ستسعى وبشكل جدي من أجل تطبيع الأوضاع بين أربيل وبغداد وصولا لحل المشاكل والخلافات على أساس الدستور العراقي وإنهاء حالة العنف والتوتر".
من جهته، دعا بارزاني لندن بأن يكون لها "دور فعال في بناء أجواء ملائمة لإجراء الحوار بين أربيل وبغداد". وقال إن حكومته "ومنذ البداية أبدت استعدادها لإجراء المباحثات مع بغداد من أجل معالجة المشاكل، وأنها لم تؤيّد التهديدات والتحركات العسكرية غير المقبولة ولا يمكن أن تستمر".
واضاف "على بغداد أن تراجع نفسها وأن تسعى عبر الحوار والتفاهم لمعالجة المشاكل والخلافات وأن إقليم كردستان على استعداد للحوار والتباحث بشكل جدي". ودعا بارزاني المجتمع الدولي للعب دور فعال في تهيئة الأجواء الملائمة لحل الاشكالات بين حكومتي بغداد وأربيل.

وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد اكد للعبادي خلال اتصال هاتفي في 19 من الشهر الماضي ان الحكومة البريطانية تدرك بأن الاستفتاء الذي اجرته سلطات اقليم كردستان في 25 سبتمبر الماضي كان خطأ، واشار الى انه قد ابلغ مسعود بارزاني بذلك قبل ان يقدم على هذه الخطوة التي اراد ثنيه عنها.