حذرت حكومة كردستان العراق من دفع بغداد الى قتال سيشكل كارثة على كل العراقيين نافية توقيعها أية إتفاقية معها داعية الى انتشار عسكري مشترك برعاية التحالف الدولي.. بينما قالت المحكمة الاتحادية انها لاتستطيع اصدار حكم حول استفتاء الاكراد.. في وقت وصلت 3 طائرات أف 16 الاميركية الصنع الى العراق.

إيلاف من لندن: قالت حكومة اقليم كردستان العراق في بيان الخميس تابعته "إيلاف" إن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قال أمس الأربعاء أن أربيل تراجعت عن إتفاق مبرم بين وفد من الجيش العراقي ووزارة شؤون البيشمركة".

وأكدت انه "لم يتم توقيع اي اتفاق بيننا". واوضحت انه قد "تم طرح مسودة اتفاق من قبل الوفد العسكري الحكومي العراقي وفي اليوم التالي لاجتماع الوفدين الحكومي والكردستاني تم ارسال ورقة اخرى مغايرة، نوعما عن المسودة الاولى من قبل الوفد العسكري فكان لنا جوابا على المسودتين".

واضافت حكومة الاقليم قائلة "أعلنا مرارا عن استعدادنا لاجراء المفاوضات مع الحكومة الاتحادية وعلى اساس الدستور لكن الرد يأتينا عادة بالنفي من بغداد".

وحذرت حكومة الاقليم ان "دفع الوضع الحالي الى القتال قد يؤدي الى كارثة على العراقيين وجميع مكوناته.. وقالت "اننا مع السلم من موقع الايمان بحقنا المؤطر في الدستور العراقي للوصول الى اتفاق شامل". 
ودعت الى "حوار بناء وصريح لبناء مستقبل امن لجميع ابناء الشعب العراقي". 

وناشدت "مراجع الدين والاحزاب العراقية ومنظمات المجتمع المدني وكل القوى المؤمنة بالدستور والامن والسلام بالوقوف ضد المحاولات التي تسعى الى خلق الفتنة بين العرب والكرد ونبذ حل المشاكل عن طريق العنف والقتال".

ومن جهتها قدمت إدارة دفاع إلاقليم مقترحاً يقضي بانتشار قوات عراقية وللبيشمؤركة مشتركة في معبر فيشخابور الاستراتيجي مع تركيا بمشاركة مراقبين من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

وقالت الادارة إن "هذا المقترح هو بمثابة بادرة حسن نية وممارسة لبناء الثقة تضمن ترتيبات محدودة ومؤقتة لحين التوصل إلى اتفاق وفقا للدستور العراقي.

 واتهم رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس سلطات إقليم كردستان بعرقلة التوصل إلى اتفاق لنشر القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها.. وأكد ان قوات بلاده مصممة على الانتشار على الحدود وداخل حدود اقليم كردستان. واشار الى ان الاقليم طلب التفاوض "وشروطنا هي ان يكون التفاوض تحت ظل الدستور والعراق الموحد والغاء نتائج الاستفتاء". 

كما اتهمت قيادة العمليات المشتركة وفد اقليم كردستان الامني الذي تفاوض مع وفد من الحكومة الاتحادية بالتراجع عن مسودة الاتفاق موضحة ان القوات الاتحادية مأمورة بتأمين المناطق والحدود وحماية المدنيين.

وتمكنت القوات العراقية من السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط في 16 من الشهر الماضي دون مقاومة لكن قوات البشمركة بدأت بالقتال في الطرف الشمالي الغربي حيث تدافع عن المعابر الحدودية مع تركيا وسوريا ومركز نفطي يتحكم في صادرات الإقليم من النفط الخام.

المحكمة الاتحادية: لانستطيع الحكم حول الاستفتاء دون الاستماع للاكراد

وأعلنت المحكمة الاتحادية العراقية العليا اليوم انها لا تستطيع ابداء رأي بعدم دستورية استفتاء اقليم كردستان دون سماع الطرف الآخراي الاكراد.

وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة اياس الساموك في تصريح صحافي تابعته "إيلاف" ان المحكمة الاتحادية العليا تلقت الدعاوى المرقمة 89 مؤخرا بطلب الحكم بعدم دستورية الاستفتاء الجاري يوم 25 سبتمبر الماضي. واشار الى ان المحكمة ترى ان حسم هذه الدعاوى متوقف على تبليغ الطرف الآخر في الدعوى الذي وجهت التبليغات له بواسطة ممثلية اقليم كردستان في مجلس الوزراء موضحا ان آخر تأكيد عليها قد جرى في 18 من الشهر الماضي.

واشار إلى ان "المحكمة لا تستطيع أن تبدي رأياً في موضوع دستورية أو عدم دستورية الاستفتاء إلا من خلال الدعاوى المذكورة حيث أن إعطاء الرأي مسبقا ودون سماع الطرف الآخر مع وجود هذه الدعاوى يتعارض مع أحكام المادة (91/ 5) من قانون المرافعات المدنية ومع السياقات القضائية المستقرة على لزوم عدم اعطاء رأي مسبق مع وجود دعاوى بنفس الموضوع.

ويأتي هذا الموقف اثر مطالبات نيابية وسياسية عدة بالرجوع الى المحكمة الاتحادية لحسم الخلاف حول استفتاء الانفصال وانهاء الازمة الحالية بين بغداد وأربيل من خلال الاحتكام الى القرار الذي ستتوصل اليه المحكمة.

وصول ثلاث طائرت أف 16 الى العراق

إلى ذلك، أعلنت قيادة القوة الجوية العراقية عن وصول ثلاث طائرات أف 16 الحربية العراقية المصنوعة أميركيا الى البلاد اليوم.

وقالت القيادة في بيان ان ثلاث طائرات من نوع أف 16الحربية قد وصلت االى العراق لتنضم إلى اسطول الطائرات المقاتلة التابعة لقيادة القوة الجوية العراقية. وكانت القيادة أعلنت في 26 آب أغسطس الماضي عن الانتهاء من تصنيع آخر أف 16 عراقية في الولايات المتحدة الأميركية.

وكان العراق قد أبرم مع الولايات المتحدة اتفاقا في عام 2011 لشراء 36 مقاتلة اف 16 بقيمة 65 مليون دولار للطائرة الواحدة إلا أن تسليم المقاتلات أرجئ بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد في حزيران يونيو عام 2014 وانهيار قطعات من الجيش العراقي لكنه تم بعد ذلك تسليم العراق 12 منها بحسب وزارة الخارجية الاميركية حيث يتواصل حاليا وصولها الى العراق بين فترة واخرى.