إيلاف من نيويورك: أدار روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وجهه نحو جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب.

وبعدما كان كوشنر بمثابة مفتاح العبور نحو البيت الأبيض، وأكثر الشخصيات الموثوقة من قبل الرئيس الأميركي، إنقلب الحال في الأيام الأخيرة فأضحى الصهر في موقف لا يُحسد عليه، فترمب يحمله مسؤولية تحقيقات مولر التي أوقعت حتى اليوم ثلاثة من كبار العاملين في حملته، والمحقق الخاص وضعه نصب عينيه كهدف مباشر علّه يوقع به آملاً في الحصول على معلومات تفيد قضية التواطؤ التي يعمل عليها.

تسليم الوثائق

وذكرت قناة سي ان ان، الخميس، ان كوشنر قام في الأسابيع الأخيرة بتسليم فريق مولر وثائق تتعلق بالحملة والمرحلة الانتقالية، بالتزامن مع معلومات تحدثت عن قيام مساعدي المحقق باجراء مقابلات مع عدد من الشهود حول دور صهر الرئيس في طرد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي.

وقال مصدر مطلع على القضية، "ان كوشنر قام بشكل طوعي بتسليم الوثائق الى فريق مولر، وهي مماثلة لتلك التي قدمها للكونغرس من قبل".

خلفيات القرار

وتضاربت التحليلات حول الأسباب التي دفعت بجاريد كوشنر لترغيب ترمب باتخاذ قرار طرد كومي، وسط معلومات تحدثت عن ان الصهر كان يعتقد ان هذا العمل سيكون بمثابة هبة سياسية لترمب دون ان يعي تداعيات هذا العمل، وفي الوقت نفسه سيتخلص من عبء كومي قبل وصول تحقيقاته الى شؤون الشؤون المالية المتعلقة بشركاته.

وبات الرئيس الأميركي مقتنعًا بأن قرار طرد كومي مهد الطريق لتعيين روبرت مولر كمحقق خاص للتدخل الروسي، وتزويده بصلاحيات مطلقة تخوله التحقيق في كل شيء يتعلق بهذا الملف وبما قد ينتج عنه من قضايا أخرى، واستفاد المحقق الخاص من التفويض المطلق في فتح ملفات مدير حملة ترمب السابق، بول مانافورت وشريكه ريكس غيتس وتوجيه اتهامات اليهما تتعلق بالتآمر على الولايات المتحدة الاميركية، وغسيل الأموال، والتهرب الضريبي.