إيلاف من نيويورك: قبل ان يطفو ملف جورج بابادوبولوس ومحاولته عرقلة تحقيقات جهاز (الأف بي آي)، إلى العلن، حاول مستشار حملة ترمب السابق الاجتهاد كثيرا، ولكن أخطأ في جميع الاجتهادات التي قام بها.

لم يترك بابادوبولوس أي آثر في حملة المرشح الجمهوري، فإبن الثلاثين عاما كان شخصية مغمورة وبالكاد يمكن العثور على تصريح اعلامي له، بدأ مشواره في حملة جراح الاعصاب بن كارسون وعندما قرر الأخير وضع حد لمسيرته الانتخابية وإعلان دعمه لترمب، إنتهت المرحلة الأولى من حياته السياسية.

انتقال بفعل الدعم

وكما يحصل عادة مع اعلان مرشح ما الانسحاب لصالح مرشح آخر، بدأت جوجلة أسماء كوادر كارسون لمعرفة الاشخاص المؤهلين للانضمام الى فريق ترمب، تلقى سام كلوفيس أحد أصدقاء قطب العقارات نصيحة بضم جورج بابادوبولوس الشاب اليافع المتمكن سياسيا ونفطيا.

في تلك الفترة كان المرشح الجمهوري الذي كانت النتائج تؤشر الى علو كعبه بالانتخابات التمهيدية لحزبه، كان يواجه ضغوطات للكشف عن أسماء مستشاريه، فخرج في شهر اذار ليعلن عن خمسة أسماء يشكلون العامود الفقري لسياسته الخارجية، وتم تضمين اسم بابادوبولوس بناء على نصيحة صديق سام كلوفيس.

لم يكن محبوبا

وفي معلومات خاصة بإيلاف، "فإن المستشار القادم الى حملة ترمب لم يكن يرتبط بعلاقة جيدة باركان فريق كارسون، ولذلك حاول منذ البداية تقديم نفسه بصورة تجعل رئيسه الجديد منبهر بأدائه وعلاقاته ومعلوماته".

مفاجاة منذ البداية

وتقول المعلومات، "ان ترمب دعا فريقه المعين حديثا لاجتماع موسع. المرشح الجمهوري أراد فقط الخروج على الاعلام بصورة تذكارية تنفي عنه صفة استعراض الرجل الواحد، حضر المستشارون ومن بينهم بابادوبولوس الذي فاجأ الحضور يومها اكثر من مرة بداية عندما قام بتوزيع بطاقات (بيزنس مارد) عليها معلومات تتضمن بريده الاكتروني ورقم هاتفه ثم بمداخلة ثانية عن السياسة الخارجية".

ولأنها كانت المرة الأولى والأخيرة التي يلتقي بها ترمب ببابادوبولوس، حاول الأخير اغتنام الفرصة، فطرح موضوع فتح قناة تواصل مع الروس من اجل تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو، أي قبل أربعة اشهر من بدء الحديث عن موضوع التدخل الروسي في الانتخابات.

استعراض عضلات علاقاته

عمد بابادوبولوس الى استعراض عضلاته على ترمب والايحاء بقدرته على شق الطريق الى العاصمة الروسية، فما كان من المرشح يومها الا وان بادل مستشاره بنظرة تدل على استغراب وحيرة، دون ان يرد على عرضه، فالشاب الثلاثيني تحدث وكأنه يمتلك مفتاح الحل والربط مع المسؤولين الروس ورفعت الجلسة بعد مداخلة للسناتور جيف سيشنز الذي اصبح وزيرا للعدل في حكم ترمب.

خطأ قاتل

المعلومات تقول ان بابادوبولوس ارتكب خطأ قاتلا في مطلع أيار 2016، وتحديدا عندما هاجم رئيس الحكومة البريطاني، ديفيد كاميرون طالبا منه الاعتذار بعدما انتقد الأخير تصريحات صدرت عن دونالد ترمب، وعلى الفور طلب القائمون على الحملة من جيفري او جي دي غوردون التواصل مع بابادوبولوس وتوجيه رسالة قاسية اليه مفادها بأنه بأنه غير مكلف بالتعبير عن أي موقف يخص الحملة والمرشح.

دفع بابادوبولوس ثمن اجتهاده الشخصي حيال طروحاته الروسية وهجومه على ديفيد كاميرون، ليبقى في منصبه كإسم فقط دون ان يجري الإطاحة به علنا، فترمب كان مشغولا في تلك الفترة باجراء تغييرات على مستوى القيادة افضت الى اخراج كوري ليفاندوفسكي ودخول بول مانافورت مكانه.