«إيلاف» من لندن: ناقش نادي حديث الأمة في بريطانيا أخيرا كتاب "ايران من الداخل" للدكتور نبيل الحيدري الباحث والكاتب العراقي.

وفي حديث مع "إيلاف" قالت لميس عبد الله أحد مؤسسي نادي حديث الامة في بريطانيا "أنه من المواضيع الشائكة التي طرحها النادي هو موضوع ايران والموقف منها وقد طرحناه اكثر من مرة بعمق تاريخي عقائدي يتجاوز مجرد تحليل للسياسة الايرانية الحالية". وأشارت الى أن "كتاب (ايران من الداخل) كان واحدا من الكتب المهمة التي رفعت الغطاء عن حقائق مغيبة من داخل المؤسسات الايرانية الدينية وما يتبعها من تركيبة سياسية بوثائق كتبت بلغة القوم انفسهم"، وأوضحت أن "الكتاب غطى معظم المحاور اللازمة لفهم هذه الأمور، أما حوار الجمهور فكان متفاوتا ما بين التقليدي المقولب بوسائل الاعلام والجريء المتفهم لما وراء السياسات الظاهرة" .

نادي حديث الأمة 

وحول بدايات النادي أوضحت" إنه بدأ عندما شعرنا أن الفكر المقدم سواء بالكلمة المكتوبة أو المسموعة عجز أن يمس جوهر الثقافة العربية المتمثلة بتأصيل المفهوم المتداول وارجاعه الى أصله القراني فهو المصدر الوحيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . فمفردة (حديث ) في القرآن تعني أخبار الماضي والحاضر والمستقبل، والله وصف قرآنه بأنه (احسن الحديث ) ولله المثل الاعلى ولكننا لانذهب الى هذه الدرجة من الزعم بأن حديثنا هو احسن الحديث ولكنه حديث يهدف الى تكوين (أمة ) والأمة من (الأم ) والأم هي الأصل وهي هنا كل مجموعة من الناس تصدر عن رأيها الاصيل ولا تقلد الاخرين .فنحن لانقبل فكرًا دخيلاً مزوراً ونحاول جاهدين ان نرى من خلف دخان الدعايات الاعلامية والتهريجات السياسية والثقافية" . 

أما ردا على سؤال حول ان كان حديث الأمة نجح في أن يكون حديثًا للامة بالفعل فقالت إن الجواب " هو اننا لم نلمس آثارًا لنجاحنا في تكوين امة ولكن روادنا اعتادوا على الاقل ان يسمعوا في نادينا حوارات وآراء اكثر جرأة في مجالات شتى من العلوم لم تكن اذانهم تالفها من "قبل .

الثوابت الكونية

وحول الثوابت التي تجتمع عليها الأمة، ان وجدت، قالت عبد الله "هي الثوابت الكونية التي جاء بها القرآن، فمن غير الرؤيا الشاملة من مفهوم الهي كلي لايمكن للبشر الا أن يقع ضمن قصور حواسه المحدودة ويصبح فريسة للتخبط فيسهل انقياده لقوى الشر العالمية. والعرب انطلقوا فقط عندما حملوا رسالة القرآن، اما قبلها فكان بعض العرب رغم بسالتهم ونبالة أخلاقهم لايكادون يفقهون قولاً خارج اطار حياتهم المحلية وصراعاتهم الذي كان سيبقى أبديا لولا رسالة القرآن. اما العرب الآخرون في الدول التي تسمى الآن عربية فكانوا مجرد مستعبدين للقوى العالمية في ذلك الوقت الروم والفرس ولم يتحرروا الا بظهور الاسلام، والتاريخ يعيد نفسه، لان الثوابت هي هي لا تتغير منذ خلق الله الانسان وخلق الشيطان ليكون له خصماً". 

واعتبرت أن عرب اليوم "ليس لهم فكر خاص بهم وان توهموا ذلك فكل افكارهم مستوردة ومترجمة ولاتقوم امة ما لم تبتدع فكرها الخاص" على حد تعبيرها.

ايران باتت اضعف

وكان الدكتور نبيل الحيدري الكاتب والباحث العراقي اعتبر أن ايران باتت أضعف مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلطة في البيت الأبيض .

وقال في لقاء سابق مع «إيلاف» إن "تقليم أظافر ايران في سوريا والعراق بدأ بقوة عبر تحجيم دورها عسكريًا وسياسيًا" مؤكدا "أن ايران ضعيفة من الداخل لكن الصورة لم تكن واضحة، لأنه لم تكن هناك خطة أميركية لمواجهتها ولكبح تمددها في المنطقة العربية، فقد ارتأى الرئيس الأميركي باراك اوباما أن الاتفاق النووي معها هو الحل، وتم تسليم العراق الى ايران والإبقاء على خلايا حزب الله المدعومة من ايران في لبنان، اضافة الى ما يحدث في سوريا من تدخل إيراني مباشر ودعم للنظام" .

ورأى الحيدري أن ما حدث في المنطقة العربية يعكس انكشافاً حقيقياً للتقية الايرانية ووضوح شعارات طهران الكاذبة مثل الوحدة الاسلامية ومحاربة الصهيونية، وأضاف: "وها هو ما تفعله ايران في سوريا خير دليل فهي تقف مع النظام ضد الشعب السوري، رغم ما يحدث من جرائم وقتل". .

ورأى أن "التحالف العربي عرَّى المخطط الايراني وأضعفه وجعله هشاً"، وأكد " تعالي الأصوات الشيعية في لبنان وسوريا والعراق لترفض المشروع الايراني، لتسقط طهران اليوم في المستنقعات التي حفرتها" .

وانتهى الى أن " كل المشاريع الايرانية ستفشل نظرًا لأننا اليوم نشهد بوصلة حددها بيان القمة السعودية الخليجية الاسلامية مع ترمب حول أن ايران مصدر الارهاب، ولابد من الوقوف أمام أتباعها".