الرباط: ما كاد يمر يوم واحد على حادث الإعتداء الذي طال أستاذا من طرف تلميذه بإقليم ورزازات (جنوب المغرب) حتى تفجرت قضية أخرى من نفس النوع، لكن الضحية هذه المرة تلميذة في الرابعة عشرة من عمرها تتابع دراستها بالثانوية التأهيلية سيدي موسى بإقليم قلعة السراغنة ( جنوب)، أما المعتدي فهو شاب ينحدر من الإقليم و قريب لجهة نافذة بالمدينة. 

و وجهت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان رسالة للنيابة العامة بالإقليم مطالبة بفتح تحقيق في الحادث، الذي يعود ليوم الجمعة الماضي، حين كانت التلميذة «سلمى.ع» رفقة زميلاتها أمام مدخل المؤسسة ينتظرن قدوم النقل المدرسي، ليتقدم صوبها شاب كان برفقة إثنين آخرين، ويطلب منها أن ترافقه لوجهة ما، و لما امتنعت الفتاة و قاومته بعد أن حاول جرها بالقوة، أخرج سكينا و اصابها بجروح في الرأس و البطن ثم غادر المكان. 

أمام هول المشهد هربت الفتيات وهن يطلبن حماية حارس المؤسسة الذي فتح لهن الباب ليحتمين في الداخل، فيما طلب سيارة إسعاف نقلت الفتاة «سلمى» للمستشفى الإقليمي. 

وقال محمد أمين لحميدي لـ «إيلاف المغرب» إنه تم الإستماع لعائلة الفتاة التي ما زالت ترقد بمصحة خاصة بمراكش، وأنها (العائلة) أكدت تشبثها بحقها في متابعة الجاني مهما كانت نفوذه، سيما و أن له سوابق في مثل هذه الحوادث. 

و أضاف المتحدث أن المعتدي يبقى بعيدا عن المساءلة بسبب قرابته بشخصية نافذة في الإقليم، كما أن الضحايا للأسف يتنازلون في نصف الطريق عن حقوقهم، بسبب الضغوطات التي تمارس عليهم من قبل عائلة المعتدي، سيما و أن الأمر يتعلق بمنطقة قروية حيث يهيمن المنطق القبلي، و العائلات تربطها علاقات متينة ببعضها البعض. 

من جهتها، أدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش الإعتداء الذي وصفه فرع المنارة للجمعية بـ"الشنيع"، كما طالب بفتح تحقيق قضائي شفاف في الحادث. 

وقالت الجمعية في بيان، تلقت «إيلاف المغرب» نسخة منه، إنها قامت بزيارة الفتاة بالمصحة التي ترقد فيها و أنه أثناء الإستماع لعائلتها، تبين لها أن الشاب المعتدي سبق و ان قام بأفعال مشابهة رفقة مجموعة من الشبان، و أنه يحتمي بشخصية نافذة بالمدينة، مما يجعله بعيدا عن المساءلة القانونية. 

وطالبت الجمعية بفتح تحقيق قضائي في الحادث، وترتيب الآثار القانونية اللازمة، مشددة على ضرورة التقيد بالمساطر و الإجراءات القانونية كيفما كانت الضحية أو المعتدي، احتراما لحق الجميع في المساواة أمام القانون دون تمييز.