ساذرلاند سبرينغز: أكد مسؤول أمني في ولاية تكساس أن منفذ الاعتداء في كنيسة بلدة ساذرلاند سبرينغز الصغيرة والذي ادى الى مقتل 26 شخصا خلال قداس الاحد تحرك بسبب "خلاف عائلي"، في أسوأ مجزرة ناجمة من اطلاق النار في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

صرح المدير المحلي لدائرة السلامة العامة في تكساس فريمان مارتن "لم يكن هجوما بدافع عنصري ولا ديني. كان وضعا عائليا يتعلق بوالدي زوجته". وأضاف ان حماة العسكري السابق كانت ترتاد هذه الكنيسة وانه بعث "برسائل تهديد" قبل تنفيذ اعتدائه.

وتبين ان المنفذ عسكري سابق طرد من سلاح الجو بعدما مثل امام محكمة عسكرية عام 2012 بسبب توسله العنف مع زوجته وطفله، كما انزلت رتبته العسكرية فاصبح جنديا عاديا.

لكن لم يكن اي فرد من عائلة زوجته حاضرا في قداس الاحد في الكنيسة الصغيرة بحسب ما أعلن المسؤول في شرطة المقاطعة جو تاكيت الذي قال "لا نعلم لم أتى في هذا اليوم تحديدا".

مطاردة 
كما اكدت شرطة المقاطعة ان كيلي انتحر خلال ملاحقته للقبض عليه. وأعلن تاكيت في تصريح لشبكة سي بي اس الاثنين ان شخصين كانا يلاحقان كيلي في شاحنة صغيرة عندما انزلقت سيارته خارج الطريق، مرجحا انه أقدم على الانتحار عندئذ باطلاق النار على نفسه. وتابع المسؤول في الشرطة "نعتقد ان اصابته ناتجة من رصاصة اطلقها على نفسه".

بدأ اطلاق النار حوالى الساعة 11,20 (17,20 ت غ) في الكنيسة المعمدانية الاولى في ساذرلاند سبرينغز البلدة الريفية التي تضم حوالى 400 نسمة. وذكرت السلطات المحلية ان مطلق النار "شاب ابيض في العشرينات من العمر (...) يرتدي ملابس سوداء" ويحمل بندقية هجومية مع سترة واقية من الرصاص.

وواصل اطلاق النار في الكنيسة خلال القداس قبل ان يسيطر عليه احد الحضور ستيفن ويلفورد، الذي كان مسلحا فأطلق النار عليه وأصابه بجروح.

وطلب ويلفورد مساعدة سائق كان مارا في المكان، وانطلق الرجلان في مطاردة كيلي لمسافة 15 كلم قبل فقدانه السيطرة على سيارته والعثور عليه ميتا فيها.

عمل شيطاني
بين القتلى الـ26 ثمانية اشخاص من عائلة واحدة وامرأة حامل في شهرها الخامس وثلاثة من اطفالها، وكذلك ابنة كاهن الكنيسة البالغة 14 عاما. كما اصيب 20 شخصا على الاقل بجروح بينهم عشرة في وضع "حرج".

وندد الرئيس الاميركي دونالد ترمب الذي يقوم بجولة في آسيا باطلاق النار "المروع" في تكساس، ووصفه بانه "عمل شيطاني" قبل أن يأمر بتنكيس اعلام البيت الابيض والمرافق العامة.

لكنه أضاف أن اطلاق النار هذا لا يندرج في اشكالية ضبط الاسلحة، بل يتصل بمسألة الصحة النفسية لمنفذه. وقال ترمب في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو ان "الصحة النفسية هي المشكلة هنا (...) ليست قضية مرتبطة بالاسلحة".

وكان كيلي يقيم في ضواحي مدينة سان انطونيو، احدى كبريات مدن تكساس على بعد نحو خمسين كيلومترا من مكان وقوع اطلاق النار. وكما حدث في حوادث اطلاق النار السابقة، انتهز الديموقراطيون الفرصة للدعوة مجددا إلى ضبط الاسلحة النارية، وهي قضية شائكة في بلد يعتبر حيازة السلاح امرا شبه مقدس.

في الاول من اكتوبر، أطلق ستيفن بادوك المحاسب المتقاعد الثري البالغ من العمر 64 عاما النار على حشد يضم 22 الف شخص في حفل موسيقي في لاس فيغاس بولاية نيفادا، فقتل 58 شخصا وجرح حوالى 550 آخرين قبل أن ينتحر. لكن المحققين لم يتمكنوا حتى الآن من كشف دوافعه ولا اثبات علاقته مع تنظيم داعش الذي تبنى الاعتداء.

وكل سنة تسجل حوالى 33 الف حالة وفاة مرتبطة بالاسلحة النارية في الولايات المتحدة، بينها 22 الف حادثة انتحار، بحسب دراسة صدرت اخيرا. وفي كل حادث اطلاق نار كبير يعود الجدل حول ضبط الاسلحة. مع ذلك، لم تتخذ سوى اجراءات عملية محدودة لمحاولة تطويق هذه الظاهرة خصوصا بسبب "الجمعية الأميركية للبنادق"، لوبي الأسلحة الواسع النفوذ في هذا البلد.