رفع معتقل سابق في غوانتنامو دعوى قضائية ضد الحكومة الكندية تتضمن اتهامات لها بالتواطؤ في انتهاكات تعرض لها في السجن العسكري الأمريكي.

ولم يُتهم جمال أمزيان، وهو جزائري، بارتكاب أي جرائم، وهو ينكر أي صلة له بـ"الإرهاب".

ورفع أمزيان الدعوى القضائية أمام محكمة أوتاوا في ولاية أونتاريو الكندية، ويطالب فيها بتعويض تبلغ قيمته قرابة 40 مليون دولار أمريكي.

وأطلق سراح أمزيان عام 2013 بعد أن قضى في السجن 11 سنة، لكن مزاعمه لم يتم إثباتها أمام القضاء.

وتوصلت كندا في الأشهر القليلة الماضية إلى تسويات مع معتقلين سابقين في غوانتنامو وبعض السجون في الشرق الأوسط، إذ كان للأجهزة الأمنية الكندية دور في إمداد حكومات أخرى بمعلومات أدت إلى سجن وتعذيب هؤلاء الأشخاص بعد هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول.

وحصل المعتقل السابق في غوانتنامو عمر خضر مؤخرا على 10.5 ملايين دولار كندي، علاوة على اعتذار من رئيس الوزراء جاستن ترودو.

وقضت المحكمة العليا في كندا عام 2010 بأن ما فعلته الحكومة الكندية فيما يتعلق باعتقال خضر يعد انتهاكا لحقوقه الدستورية.

وقالت المحكمة إنه تعرض للحرمان من النوم حتى يكون "أقل مقاومة أثناء التحقيقات".

وحصل ثلاثة كنديين تعرضوا للتعذيب في أحد السجون السورية على 31 مليون دولار كندي على سبيل التسوية مع الحكومة الفيدرالية.

وقال أمزيان لوسائل إعلام كندية: "لسنوات عدة كنت أفكر في مقاضاة الحكومة الكندية، وحتى أكون صادقا، لم أعرف كيف أفعل ذلك إلا عندما قرأت الأخبار عن عمر خضر، الذي كان معي في غوانتنامو."

وطالب نايت ويتلينغ، محامي أمزيان، بفتح تحقيق قضائي في التواطؤ المزعوم لكندا في الانتهاكات التي تعرض لها سجناء في معتقل غوانتنامو.

وكان أمزيان مقيما في كندا في الفترة من 1995 وحتى عام 2000 حيث كان يسعى للحصول على حق اللجوء فيها.

وبعد رفض طلب اللجوء الذي تقدم به، رحل إلى أفغانستان، بحسب ما قال في الدعوى القضائية.

وبعد اندلاع الحرب في أفغانستان، رحل أمزيان إلى باكستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001، لتلقي السلطات القبض عليه وتسلمه للقوات الأمريكية.

وقال المعتقل السابق إن المعلومات التي أمدت بها السلطات الكندية الجيش الأمريكي هي التي أودعته السجن هناك، حيث خضع للتحقيق من قبل قوات أمريكية وكندية.

وزعم أن القوات الأمريكية استخدمت معه أساليب مختلفة من بينها الإيهام بالغرق ورش رذاذ الفلفل على جسمه.