«إيلاف» من الرباط: على إيقاع الموسيقى ودقات الطبول الإفريقية، التي كانت تتردد في الفناء الخارجي، افتتح مساء أمس الاثنين في الرباط، معرض للوحات التشكيلية، حول "مسيرة إفريقيا"، أنجزها رسامون شباب قدموا من القارة السمراء، خصيصا للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي تنبض بالدفء والضوء والألوان.

محمد مثقال،السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، المشرفة على تنظيم المعرض، أبرز في كلمة له في حفل الافتتاح المقام بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، ما يكتسيه هذا المعرض من دلالات وأبعاد تؤرخ لحدث وطني كبير في تاريخ الإنسانية، شاركت فيه الدول المحبة للوحدة والحرية، ضمنها وفود من افريقيا، بعد نداء الملك الراحل الحسن الثاني،يوم انطلاق المسيرة في السادس من نوفمبر 1975.

لوحة يبدو في مقدمتها العاهل المغربي تتصدر أحد أروقة معرض مسيرة افريقيا

 

مستلهمة من روح المسيرة الخضراء

وذكر مثقال أن اللوحات التشكيلية والأعمال الفنية المعروضة، المستلهمة من روح المسيرة الخضراء، تم إنجازها كلها في الوكالة المغربية للتعاون الدولي، ضمن سلسلة أنشطتها الثقافية والفنية، وفق رؤية تقوم على دعم أسس التعاون جنوب ـ جنوب، تمشيا مع التوجيهات الملكية الرامية لضمان مستقبل أفضل لإفريقيا، عبر تقوية العلاقات مع شعوبها في مختلف المجالات.

وكشف أن هذا المعرض شارك فيه خمسة رسامين تشكيليين من افريقيا، وهم: كيني أو، ومحمود بابا لاي، وسنديري نيانج، وسيرجن ندياي، وأسان ديون، الذين كانوا مرفوقين خلال إقامتهم الفنية في الوكالة المغربية للتعاون الدولي، بالكاتبين والشاعرين أمادو إليمان كان، وتيرنو سيدو سال، ما أسفر عن تسجيل هذه التجربة ضمن كتاب تذكاري حول هذا الحدث.

محمد مثقال، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، في صورة جماعية مع ممثلي السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد في الرباط

 

تأطيرالرسامين

ولم يفت السفير مثقال أن ينوه بمحمدوم باي، الملقب ب" زيلي"، رئيس قرية الفنانين في دكار، مندوب الإقامة، نظرا لما بذله من جهود في تأطيرالرسامين الذين أبدعوا أعمالهم الفنية، في الوكالة المغربية للتعاون الدولي التي تأوي أكثر من 700 طالب من سبعين جنسية، يوجد من بينهم طلبة من أربعة وأربعين دولة افريقية.

وفي تصريح له لموقع "إيلاف المغرب"، أكد السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، أن الرسالة التي يحملها المعرض تؤكد أن أفريقيا تسير بعزم وثبات، نحو استكمال مشوار التطور وارتقاء مدارج التقدم، في إطار سياسة المغرب الرائدة، بقيادة الملك محمد السادس،عبر ترسيخ أسس التعاون جنوب ـ جنوب. 

فنانون أفارقة مشاركون في المعرض يقفون إلى جانب لوحة يبدو فيها العاهل المغربي في مشهد ذي بعد افريقي

ذكريات

وعبر سندري نينج، أحد الرسامين الأفارقة الشباب المشاركين في المعرض، عن اعتزازه بالمساهمة الفنية التي أتاحت له فرصة التواصل مع الشعب المغربي، المتمسك بوحدته الترابية.

وقال سندري إنه سيحتفظ بأجمل الذكريات عن زيارته لمدينة الرباط، وانخراطه إلى جانب رسامين أفارقة آخرين، في الورشة الفنية التي أسفرت عن لوحات تشكيلية عبرت بصدق عن القيم التي تثيرها في النفس ذكرى المسيرة الخضراء.

تميز حفل افتتاح المعرض بحضور لافت للسفراء،ممثلي السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد في مدينة الرباط، وقد أجمعوا كلهم، خلال تناوبهم على أخذ الكلمة، على أهمية هذه المبادرة الثقافية والفنية، التي تعبر بالريشة واللون عن تطلع إفريقيا نحو عالم أكثر وحدة وأمنا واستقرارا وعدلا وسلاما.

رقصات افريقية في الفناء الخارجي لمعرض الوكالة المغربية للتعاون الدولي حول افريقيا