علمت بي بي سي أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد أمرت وزيرة التنمية الدولية بالعودة إلى البلاد من رحلتها إلى أفريقيا، إثر لقاءاتها المثيرة للجدل مع مسؤولين إسرائيليين.

وقالت محررة الشؤون السياسية في بي بي سي، لورا كَنسبرغ، إنه يتوقع حدوث "بعض التطورات" اليوم، وإن إقالة باتيل من منصبها بدت "الآن أمرا محتوما تقريبا".

وقد اعتذرت باتيل الاثنين إلى رئيسة الوزراء بشأن لقاءاتها التي لم تأخذ موافقة رئاسة الوزراء عليها مع سياسيين إسرائيليين في أغسطس/آب الماضي.

ولكن يبدو أنها لم تكن صريحة بشأن الحديث عن عقدها لقاءات أخرى في شهر سبتمبر/ايلول.

ويقول مراسل الشؤون الدبلوماسية في بي بي سي جيمس لانديل، إن وزيرة التنمية الدولية قد قطعت زيارتها الرسمية إلى أوغندا واستقلت رحلة جوية عائدة إلى بريطانيا.

وقد وُبخت باتيل في مقر رئاسة الوزراء في دواننغ ستريت الاثنين، وطُلب منها تقديم تفاصيل بشأن عشرات اللقاءات التي عقدتها مع مسؤولين إسرائيليين اثناء تمتعها بإجازة من العمل. ولم تقر وزارة الخارجية تلك اللقاءات.

بيد أنه كشف الثلاثاء عن أن باتيل لم تُخبر رئيسة الوزراء بشأن خططها لمنح مبالغ"من أموال دافعي الضرائب البريطانيين" إلى الجيش الإسرائيلي لمعالجة لاجئين سوريين جرحى في المنطقة التي تحتلها إسرائيل من مرتفعات الجولان، الأمر الذي وصفه مسؤولون بأنه "غير مناسب ".

ورشح الآن أنها عقدت اجتماعين آخرين في سبتمبر/أيلول بحضور مسؤولين حكوميين.

ويعتقد أن اللورد بولاك، الرئيس الشرفي لمجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين، كان حاضرا في الاجتماعين.

وقد التقت باتيل بجلعاد أردان وزير الأمن العام الإسرائيلي في ويستمنستر في السابع من سبتمبر/أيلول.

وقد نشر أردان تغريدة على موقع تويتر لاحقا عن لقائهما.

والتقت في 18 سبتمبر/أيلول بإيفال روتيم المسؤول في الخارجية الإسرائيلية في نيويورك.

وقد أجبرت باتيل في وقت سابق هذا الأسبوع على تصحيح عدد اللقاءات التي حضرتها، ومتى أبلغت وزارة الخارجية بشأنها.

وقالت الوزيرة، التي هي أيضا عضو بمجلس العموم، إنها كانت مخطئة في تصريحها لصحيفة الغارديان بأن وزير الخارجية بوريس جونسون كان يعرف مسبقا برحلتها، والحقيقة أنه علم برحلتها إلى إسرائيل أثناء قيامها بها.

من هي بريتي باتيل؟

  • انتخبت عضوة في البرلمان عن حزب المحافظين في منطقة ويتام في مايو/أيار 2010
  • عملت وزيرة دولة في وزارة الخزانة بدءا من يوليو/تموز 2014 الى مايو/أيار 2015
  • ثم أصبحت وزيرة دولة لشؤون البطالة للفترة مايو/أيار 2015 الى تموز/يوليو 2016.
  • عينت وزيرة للتنمية الدولية في يوليو/تموز 2016
  • ظلت لوقت طويل من المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي، وكانت شخصية رئيسية في حملة التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا بهذا الصدد.

وفي مجلس العموم الثلاثاء، قال اليستر بيرت، وزير الدولة للشؤون الخارجية، الذي كان في زيارة رسمية لإسرائيل في الوقت الذي كانت فيه باتيل هناك، إن رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت تعد القضية "منتهية" بعد أن وبخت رئيسة الوزراء باتيل. وأشار إلى انها قدمت اعتذار رسميا وفق قواعد السلوك الوزاري عما فعلته.

وباتيل من الداعمين لإسرائيل لفترة طويلة ونائبة سابقة لرئيس جمعية أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين.

وقال اللورد فالكونر، وزير العدل العمالي السابق، لراديو 4 في بي بي سي "يجب أن لا تتواطأ مع حكومة أجنبية، ولا يهم هنا سواء كانت حكومة حليفة أم لا... ولكن أن تقوم بذلك بهذا الشكل السري، يجعلها تبدو وكأنها مبعوثة تابعة للحكومة الإسرائيلية وليست عضوا في الحكومة البريطانية".

بيد أن وزير الدولة للتنمية الدولية السابق (من حزب المحافظين) ، السير دزموند سواين، قال إذا أجبرت باتيل على الاستقالة بعد أسبوع واحد فقط من استقالة وزير الدفاع، السير مايكل فالون، بسبب سلوك غير مناسب، لن يشكل ذلك "كارثة".

وأضاف متحدثا لبي بي سي "ثمة 22 وزيرا في مجلس الوزراء، وثمة العديد من الأشخاص الموهوبين الذين يمكن أن يحلوا محلها".

وقال الوزير المحافظ السابق كريسبين بلانت، إن "مستقبل باتيل بات "أمرا يخص رئيسة الوزراء".

وفي رسالة أرسلها إلى ماي، دعا وزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة الظل العمالية، جون تريكيت، رئيسة الوزراء إلى أن تستدعي مستشارا مستقلا للتحقيق في ضوء المعايير الوزارية أو أن تقدم توضيحا علنيا للأسباب الكاملة وراء إخفاء باتيل معلومات عنها.

وقال نديم زهاوي، النائب المحافظ وعضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، لبي بي سي إن بعض الانتقادات الموجهة إلى باتيل ناجمة عن كونها من الناشطين المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء.

وأضاف أن باتيل لم تعقد اجتماعات "سرية" مع "دولة عدوة" وأن وزارة الخارجية قد أعلمت بالاجتماعات عندما كانت هي في إسرائيل.