الرباط: عكس التوقعات التي ذهبت إلى أن اجتماع أمس الخميس، للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، سيكون محطة مهمة لطي الخلاف المتزايد بين قيادات الحزب ذي المرجعية الاسلامية حول الولاية الثالثة لأمينه العام، عبد الإله ابن كيران، يبدو أن الأمور ما زالت تراوح مكانها ولم تحرز تقدما كبيرا في تقريب وجهات النظر بين التيارين المختلفين.

وعلمت "إيلاف المغرب" من مصادر في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أن لقاء مساء الخميس، لم يحضره الأمين العام عبد الإله ابن كيران، بسبب وفاة أحد أقاربه الذي اضطره للغياب عن اللقاء من أجل تقديم واجب العزاء لأسرته في الدار البيضاء.

وأضافت المصادر ذاتها أن الاجتماع الذي استمر حتى ساعة متأخرة من الليل، مر في ظروف عادية وشهد نقاشا حقيقيا بين أعضاء الهيئة، عبر فيها كل طرف عن وجهة نظره، وأكد الجميع على أهمية طي صفحة الخلاف الذي أصبحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مجالا لتصريفه.

كما أوضحت مصادر "إيلاف المغرب" التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن اللقاء شهد أيضا غياب وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان مصطفى الرميد، الذي هاجم ابن كيران قبل أيام في خرجة أثارت جدلا واسعا وكشفت حدة الصراع الدائر في الحزب بين قياداته.

وكانت "إيلاف المغرب" سباقة إلى نشر جهود الوساطة التي قادها عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية لنزع فتيل التوتر بين الرميد وابن كيران، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة تعكس خوف قيادات الحزب من شبح الانشقاق الذي عصف بعدد من الأحزاب السياسية في تاريخ المغرب.

ورغم تأكيد مصادر الصحيفة على أنه جرى الاتفاق بين قيادات الحزب على طي صفحة الماضي، والنظر إلى المستقبل، يبقى ذلك مجرد كلام سرعان ما سيتم خرقه وعدم الالتزام به، خصوصا وأن هذا الأمر تكرر في عدة مناسبات سابقة، بعد التوجيه الذي دعا فيه الأمين العام للحزب لاحترام أخلاقيات الحوار والحفاظ على اللياقة اللازمة في التعبير عن الرأي بعيدا عن التعصب لأي رأي أو طرف.

ويرى مراقبون أن الصراع بين التيار المؤيد للولاية الثالثة لابن كيران والتيار المعارض لها بقيادة عدد من الوزراء في حكومة سعد الدين العثماني، مرشح للمزيد من التصعيد في الأيام القادمة، خصوصا مع اقتراب موعد الحسم في المؤتمر الوطني الثامن للحزب المزمع عقده في 9 و10 من ديسمبر المقبل .