إيلاف من لندن: طالب ناشطون سياسيون أردنيون بحل مجلس النواب الذي يتجهز لافتتاح دورته العادية في 12 نوفمبر الجاري، على خلفية ما قام به نواب من جاهة عشائرية الى بيت أحد النواب للتنازل عن ترشيح نفسه لمنصب النائب الأول لرئيس المجلس. 

وفي واقعة غير مسبوقة تناقلتها وسائل الإعلام الأردنية ومواقع الاتصال الاجتماعي والمواقع الالكترونية بـ"استنكار واستهجان" وسط موجة من النقد، توجهت جاهة نيابية بقيادة النائب المخضرم عبد الكريم الدغمي والنائب المرشح لموقع النائب الاول لرئيس مجلس النواب احمد الصفدي وعدد كبير من النواب الى منزل النائب الدكتور نصار القيسي مساء الاربعاء الماضي وبحضور رئيس المجلس عاطف الطراونة ، وذلك في محاولة كتب لها النجاح في توحيد الصف النيابي في الانتخابات الداخلية للمجلس المزمع إجراؤها عصر الأحد المقبل.

اجتماعات تشاورية

وكانت مصادر نيابية عن اجتماعات تشاورية عقدها أعضاء مجلس النواب الاردني خلال الأسبوعين الماضيين من أجل التباحث حول انتخابات المكتب الدائم واللجان النيابية، والتي من المفترض أن تجري عقب افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة في الثاني عشر من الشهر الجاري.

وطلبت الجاهة النيابية على لسان الدغمي من النائب القيسي عدم الترشح الى منصب النائب الاول للدورة العادية الثانية ، مقابل ان يتم ترتيب الاوراق ودعمه في الانتخابات القادمة.

وحث رئيس المجلس النيابي عاطف الطروانة المرشحين على إظهار الحرص الكامل في اخراج الانتخابات الداخلية للمجلس بأرقى الصور الديمقراطية ، متمنيا ان يصل المرشحين الى اتفاق عادل فيما بينهم.

ونقلت وسائل الإعلام الأردنية أنه "إكراما للدغمي والصفدي وجمع النواب الحاضرين وافق النائب القيسي على طلب الجاهة ، معززا موافقته بالحرص على وحدة الصف النيابي الداخلي وتماسكه ، ومعلنا بذلك عدم الترشح رسيما".

وبهذا الخطوة يتبقى ثلاث مرشحين لموقع النائب الاول وهم كل من النواب احمد الصفدي وخميس عطية وخالد البكار.

استنكار 

وحفلت صفحات الاتصال الاجتماعي استنكرت الأوساط الشعبية والسياسية والإعلامية الأردنية "الجاهة العشائيرية" للتوسط من أجل منصب برلماني لدى أحد النواب في منزله بعيدا عن قبة البرلمان حيث تقتضي الاعراف البرلمانية أن تتم عملية ترشيح وتصويت على لراغبين في شغل المواقع القيادية في المجلس النيابي.

وقال المحلل السيسي والناشط السياسي الدكتور زيد النوايسة في منشور على صفحته في موقع فيسبوك: "جاهة النواب لتوزيع موقع المكاتب الدائم بهذه الطريقة المعيبه للحياة السياسية في البلد تستدعي موقفا أقله حل هذا المجلس البائس". 

ومن جهته، كتب الناقد والكتب الصحفي باسل رفايعة يقول: مَنْ كانَ لديهِ أملٌ ضئيلٌ في مجلسِ النواب الأردنيّ، وفِي العمل البرلمانيّ المؤسسي، أطالبهُ أنْ يُشاهدَ ڤيديو الجاهةَ النيابيةَ التي قادها رئيسُ المجلس إلى بيتِ نائبٍ، للعُدول عن ترشُّحهِ لمنصبِ النائبِ الأولِ لرئيسِ المجلس.

وأضاف الرفايعة: الجاهةُ حضرها برلمانيون مخضرمون، وكما يبدو في الڤيديو، ثمَّةَ نوابٌ إسلاميون وليبراليون وغيرهم. وهذا التصنيف خطأٌ مقصودٌ مني، ففي النهاية لا فرق، فكلهم "وجوهٌ في الجاهةِ الكريمةِ"، التي توجّهتْ لتعطيلِ حقٍّ مشروعٍ للنائب، وقد ردّ على الغانمين والغانمات بالقبول، على ألا يزاحمهُ أحدٌ على المنصبِ في المرة المقبلة، فقالوا له: أبشرْ.

وقال: لا تتوقّعوا أنْ تسمعوا جملةً سياسيةً واحدةً في ڤيديو "الجاهة". وَلَكِنْ هناك تعبيرات مطلوبة للمرحلة، وهي كأيّ مرحلة، مثل: "شروىْ الوجوهْ الطيبةْ. ولا تهونْ. كُلُّنا إخوانْ. إنتْ الخير والبركة.. إلخ".

وخلص لكاتب إلى القول: "الجاهةُ من الوجاهةِ، والديمقراطيةُ تزهو بها المناصبُ، والقهوة خَصْ مشْ نَصْ، أو ع اليمين، والنَّاس كلهم خير وبركة، ولا يهون السامعين والسامعات".. !

موقف طهبوب

وإلى ذلك، قالت النائب الإسلامية ديمة طهبوب التي حضر "الجاهة" إن مفهوم ما أسمته الجاهة البرلمانية جديد عليها، وذلك تعليقا على الجاهة التي توجهت إلى منزل النائب نصار القيسي.

وأكدت طهبوب خلال حديثها لموقع "خبرني"، أنها حضرت إلى منزل النائب القيسي بدعوة شخصية منه، حيث أبلغها مسبقا أنه سينسحب من انتخابات النائب الأول لرئيس مجلس النواب.

وأوضحت طهبوب أن ما حدث حسب أعراف الجاهات في منزل القيسي ليس مألوفا بالنسبة لها، كونها من النواب الجدد تحت قبة البرلمان.وأشارت طهبوب إلى أنها فهمت من سياق الحديث الذي دار بين النواب أن "الجاهات البرلمانية" أمر مألوف بالنسبة للنواب القدامى ومتبع منذ زمن.