خلفت تدوينات نشرها نشطاء مغاربة على صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي تدعو إلى الإرتباط بنساء روسيات، بعد تأهل المنتخب المغربي لـ"مونديال روسيا" ردود فعل غاضبة من قبل العديد من المغربيات بمختلف انتماءاتهن ووظائفهن.&

إيلاف من الرباط: نشر نشطاء مغاربة بشكل ساخر عبر مواقع التواصل الإجتماعي شعار «الروسيات.. ها احنا جايين (نحن قادمون)»، مما أثار غضب العديد من المغربيات، خاصة وأن بعض المدوّنين أرفقوا الشعار بعبارات ساخرة في حق النساء المغربيات تنتقص من أنوثتهن وجمالهن.

كاتبات وفنانات وغيرهن عبّرن بلهجة ساخرة أحيانًا، وغاضبة أحيانًا أخرى عن موفقهن الرافض للأسلوب الذي عبّر به المغاربة عن رغبتهم في الزواج بروسيات، إذ لم يكتفوا بذلك، بل عمدوا إلى نشر عبارات ساخرة من المغربيات، وهو ما أجّج غضب بنات بلدهن.

كتبت القاصة المغربية لطيفة باقا في صفحتها في فايسبوك «الانتصار في استيهامات "الذكر الفلوسي phallique" يستدعي مكافأة جنسية... والمكافأة كما تأخذ شكل حور عين قد تأتي على صورة شقراء روسية».

القاصة المغربية لطيفة باقا

وقالت الكاتبة في تصريح لـ "إيلاف المغرب" إن الرجال يفترضون دائمًا أنهم في موقع يخوّل لهم دائمًا اختيار الزوجة، وينسون أو يتناسون أن النساء أيضًا من حقهن الإختيار.&

أضافت باقا أن بعض الرجال يعتقدون أنهم مركز الكون، وأن من حقهم الإختيار، ولا يمكن رفضهم لأي سبب من الأسباب، مشبهة الرجال بكونهم ذلك المسمار أسفل البركار (الفرجار) الذي يثبت في الورقة لتحديد مركز الدائرة، في حين أن النساء هن قلم الرصاص في الجانب الآخر حيث يدور البركار، والذي غالبًا ما يكون في حاجة إلى التقليم.&

كما هاجمت المدونة زهراء الساهر الشباب المغاربة، الذين أبدوا رغبتهم في مرافقة المنتخب لروسيا والإرتباط بروسيات، بلهجة حادة عبر فيديو نشرته على صفحتها في فايسبوك.

المدونة زهراء الساهر

وقالت زهراء إن المغربيات اللواتي لا يرقن لهؤلاء الشباب هن أخواتهم وبناتهم وأمهاتهم اللواتي يتحملن عبء تنظيف ملابسهم المتسخة وجواربهم «المقرفة»، وليحمد هؤلاء الله إن وجدوا مغربية تقبل الزواج بهم.&

وأطلقت مجموعة من النشطاء المغاربة بشكل ساخر دعوة إلى الإرتباط بنساء روسيات، فيما هاجموا النساء المغربيات، وهو ما أثار غضب العديد من المغربيات، اللواتي لم يترددن في الرد بشكل حاد على الإنتقادات التي طالتهن.&

فكتبت الكاتبة والشاعرة أمينة الصيباري: «في أول فرصة تكتشفين أن أي أحد يمكن أن يعوضك، أن ينسفك، أن يمحيك من خريطة الوجود. روعني الفرح الذكوري الذي رافق تأهل الفريق الوطني لكأس العالم بروسيا والفرح العارم لمعانقة الروسيات الذي غلفته الكوميديا الفورية التي أعقبت فرح المغاربة بالفوز والإستيهمات الجارفة التي رافقت الحدث».

الشاعرة أمينة الصيباري

وقالت الصيباري مخاطبة الرجال الذين أبدوا رغبتهم في الإرتباط بالروسيات: "ضربة أخرى تتلقاها المغربيات في أنوثتهن، لكن هذه المرة من الداخل»، واصفة المغربيات بكونهن "مقاتلات صابرات على العاهات الفكرية لذكور البلد".

خاطبت الكاتبة أصحاب الشعار قائلة «إذهبوا جميعًا أيها الرجال إلى روسيا، وبعدها إلى تنزانيا أو أستراليا، سنبقى مرابطات في هذا البلد، نحرس البحر كي لا يرحل، نغرس الحب، نربي الخيبة في الأنابيب… لا تستحقون الخبز الذي تحرق من أجله أنامل النساء، ولا مهرجانات التسياق… لا تستحقون طروح المسمن (خبز تقليدي) التي تبرع في صنعها النساء…».

وأضافت الكاتبة: «كان لابد أن يتأهل المنتخب المغربي للمونديال لنعرف أن غالبية الرجال المغاربة غير عازبين في هذا البلد».&

المطربة المغربية سامية أحمد

من جهتها، عبّرت المطربة سامية أحمد عن موقفها بالقول «إن كرة القدم رياضة ذكورية، والفائز في المخيال الجمعي والبدائي غالبًا ما يكون مطالبًا بالتمتع بفوزه عن طريق الإستمتاع بالمال والنساء، من دون ضبط النفس، إلا أن جمهور المتفرجين غالبًا ما يستفيقون على واقعهم المرير الذي سرعان ما يعودون إليه في اليوم الموالي لفوز فريقهم الكروي».