«إيلاف» من الرباط: قضت غرفة الجنايات الإبتدائية لدى محكمة الإستئناف بإقليم ورزازات (جنوب المغرب)، مساء الخميس، بإعادة تلميذين قاصرين إلى أولياء أمورهما، بعد أن كانا متابعين في أحداث مسيرة « العطش » التي شهدتها مدينة زاكورة (جنوب المغرب) في 8 أكتوبر الماضي.
و أصدرت محكمة الإستئناف أحكاما في حق 7 معتقلين، من بينهم التلميذين القاصرين (س.ط .ب من مواليد2002 ) و (أ.ب من مواليد 2002)، اللذين قضت المحكمة بإرجاعهما لحضن والديهما، في حين قضت في حق 5 آخرين تتراوح أعمارهم بين 18 و 19 سنة (تلاميذ وعاطلون عن العمل)، بسنة سجنا منها ثلاثة أشهر نافذة و الباقي موقوف التنفيذ في حق شخص واحد، و الأربعة ألآخرين بشهرين حبسا نافذا واداء غرامة مالية قدرها 500 درهم( 50 دولار) في حق كل منهم في الدعوى العمومية، و بالنسبة للمطالب المدنية فلم تحكم فيها المحكمة بعد أن تنازل الضحايا عنها.
وتوبع المتهمون السبعة بجنايات تتعلق بالمشاركة في عرقلة السير بالطريق العام و إضرام النار عمدا في منقولات و تعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة (محل لبيع الهواتف النقالة، السيارات، حاويات الأزبال) والمشاركة في وضع شحنة متفجرة في الطريق العام، و المساهمة في مظاهرة غير مصرح بها، والعنف والإهانة ضد أفراد القوات العمومية أثناء قيامهم بعملهم والعصيان، وإلحاق خسائر مادية بمنقولات الغير. 
واستمرت جلسة المحاكمة لما يناهز أربع ساعات تقريبا واستمع فيها لمرافعات الدفاع و المتهمين و الشهود الذين أكدوا أمام هيئة المحكمة أن هؤلاء التلاميذ لم يشاركوا في أعمال « الشغب » التي شهدتها الوقفة الإحتجاجية التي نظمها مواطنون بسبب انعدام الماء الشروب بالمدينة. 
وصرح شهود النفي أن بعض المتهمين من جيرانهم كانوا أمام منازلهم لحظة الأحداث، و أنهم توجهوا صوب المسيرة للإطلاع على ما يجري بدافع الفضول فقط، في حين أكد شهود الإثبات من الذين قدمهم الضحايا الذين تعرضت سياراتهم للإتلاف و التخريب أنهم لم يتمكنوا من تمييز الفاعلين و المسؤولين الحقيقيين عن أعمال الشغب. 
من جهتها ، طالبت النيابة العامة بتنزيل أشد العقوبات على المتهمين الخمسة، في حين طالبت هيئة الدفاع، في ردها على مطلب النيابة العامة، باعتماد البراءة باعتبارها الأصل، معللة مطلبها بكون الشهود أثبتوا أنهم لم يتأكدوا ما إذا كان المتهمون هم أنفسهم الماثلون أمام هيئة المحكمة، علما أنهم لم يعتقلوا في حالة تلبس، كما أن محاضر الضابطة ( الشرطة )القضائية لم تستطع تحديد الفاعلين بالإسم، ملتمسة مراعاة مستقبلهم الدراسي لكونهم تلاميذ. 
وتم الإستماع للمتهمين الخمسة الذين أنكروا ما نسب إليهم جملة و تفصيلا، فيما تم الإستماع للحدثين القاصرين في جلسة سرية، قبل النظق بالحكم القاضي بإرجاعهما لأولياء أمرهما. 
وكان سكان مدينة زاكورة نظموا مسيرة، دعا لها نشطاء احتجاجا على انعدام الماء الشروب بالمنطقة، في الثامن من أكتوبر الماضي، قبل أن تتطور لأعمال شغب، أسفرت عن تخريب محلات تجارية و تهشيم سيارات و إضرام النار في حاويات للأزبال.