«إيلاف» من لندن: قبل أن يبدأ الإعلامي اللبناني مارسيل غانم حلقة "كلام الناس" مساء الخميس، وجه رسالة إلى الرأي العام أخبر فيها ما يتعرض له من ملاحقة من السلطات القضائية اللبنانية على خلفية ما أثارته حلقة الحواري نفسه في الأسبوع الماضي، وما تبعها من اجراءات بحقه وبحق الصحافيين السعوديين إبراهيم آل مرعي وعضوان الأحمري اللذين شاركا في الحلقة التي تناولت مسألة استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من العاصمة السعودية الرياض، والتدخل الإيراني في لبنان واليمن.

هذا ما حصل
بعدما روى ما جرى بينه وبين القضاء، وإرسال جهاز الإستقصاء إلى مبنى المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال التي تبث البرنامج بحثًا وتحريًا، وتوجيه وزير العدل باتخاذ الإجراء المطلوب متهمًا غانم وضيفيه بالنيل من هيبة الدولة اللبنانية، قال غانم: "أنا لست مطلوبًا وتاريخي معروف. كان المطوب إحضاري واخضاعي وتوقيعي لعدم التعرّض لرئيس الجمهورية وأنا لم أفعل قط ولن أفعل".
أضاف: "هويّتي معروفة عندما كنت محاميًا منتسبًا لنقابة المحامين . هويّتي من المفترض أن تعرفها حضرة المدعي العام غادة عون بتاريخ 25 عامًا من النضال والدفاع عن حرية وسيادة واستقلال لبنان".
وتابع غامزًا من علاقة البعض بعهد الوصاية السورية على لبنان: "البعض يحنّ إلى الزمن السوري. تنامى اليّ أن ابنة مرجع كبير تتصل بزميلة في الأخبار وتسأل عن موعد إيقاف برنامج كلام الناس وهي بتهديدها أعادتنا إلى الزمن السوري!".
وتساءل: "هل تحرّك وزير العدل في ملف المنطقة الحرّة الذي كنت أنت بطله وكازينو لبنان والملف الأكبر: أحداث عرسال … أين التحقيقات في الابراء المستحيل؟ لماذا لم يتم الادعاء على من شكك بمواقف الرئيس عندما عارضوا موقف رئيس الجمهورية حول حجز سعد الحريري؟".

لن يتم!
بعد افتتاحية غانم، غرّد الأحمري على حسابه في تويتر قائلًا: "شكرًا للمذيع مارسيل غانم على دفاعه وكلماته في برنامجه كلام الناس وتعليقه على الدعوى المضحكة التي رفعها وزير العدل اللبناني ضدي وضد الزميل إبراهيم آل مرعي".
وكانت صحيفة "سبق" السعودية نقلت عن الأحمري تعليقه على الخطاب الموجَّه من جريصاتي إلى النائب العام مطالبًا فيه بالتحقيق معه ومع آل مرعي. قال: "على وزير العدل اللبناني أن يقدِّم مذكرة للنائب العام باستدعاء الشخص الذي ظهر في مقطع فيديو يدرِّب الحوثيين على عمليات انتحارية في السعودية، ومحاكمته، ونحن نعرف أن ذلك لن يتم".
أضاف الأحمري: "الأمر الآخر كلام وزير العدل اللبناني لا يؤخذ به، وهو الذي يصف حسن نصر الله بسيد المقاومة، ولهذا أعتقد أنه غضب من سردنا التهم والفظاعة التي قام بها حزب الله من تدخلات في البحرين والكويت والسعودية واليمن، ولأنهم لم يستطيعوا محاكمة هذا الحزب قاموا بمحاولة تشتيت انتباه اللبنانيين عن جرائم الحزب بهذه المذكرة التي أصدروها".
وختم: "بالنسبة إلي، أعتقد أن بيان أو مذكرة الاستدعاء من وزير العدل أو الطلب للنائب العام شهادة حق، وليست إدانة".

افتتاحية "كلام الناس" – حلقة 16 نوفمبر 2017


رد وزير العدل
في ردّ مباشر على رسالة غانم، صدر عن المكتب الإعلامي لوزير العدل سليم جريصاتي البيان الآتي: "إن مقدمة برنامج كلام الناس البارحة على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال والتي طالعنا بها الإعلامي مارسيل غانم أثبتت بصورة قاطعة ما أصبح متداولًا ومعروفًا من الناس، بأن الهستيريا أصبحت متحكمة بمفاصل بعض البرامج السياسية، في حين أن زمن العهر الإعلامي والمتفلت من أي ضوابط أخلاقية أو مهنية قد ولّى، وأن لا أحدًا في لبنان اليوم فوق القانون، ولا حصانة من أي نوع كانت لمن هو مدعو للإفادة امام المراجع الأمنية والقضائية المختصة".
أضاف البيان: "من يتمتع بالحصانة بحكم الدستور والقانون إنما يمثل للإفادة والشهادة، وأن الاتهامات الخاطئة والتطاول على المقامات والكرامات الوطنية بالمباشر ومن باب الأقرباء والانسباء هو عمل مدان بكل المعايير والمفاهيم، وأن الحرية الإعلامية براء من إعفاء الذات من الالتزام بالموجبات القانونية بحجة أن هويتنا معروفة، كما المسيرة والسيرة، ولا يكفي أن تتبرأ المؤسسة من إعلامي مقدم برامج لديها لإعفائه من موجباته تجاه وطنه وقوانينه وقضائه".

الحلقة المشتعلة
وكانت الحلقة التلفزيونية المذكورة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد استضافة غانم السعوديين آل مرعي والأحمري عبر الأثير، ونائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق النائب إيلي الفرزلي.
وشهدت الحلقة تصعيدًا كلاميًا بين الضيفين والفرزلي، بعدما هاجما الموقف المتراخي الذي تتخذه الدولة اللبنانية ممثلةً برئيسي الجمهورية والبرلمان إزاء حزب الله الذي يمعن في تورطه في اليمن، وآخر ما فعله إرسال صاروخ بالستي إلى العاصمة السعودية الرياض.
وكان آل مرعي الأكثر حدة حين قرأ في مواقف عون إزاء استقالة الحريري، واتهام المملكة العربية السعودية باحتجاز رئيس حكومة لبنان، إعلان حرب على المملكة بالتواطؤ مع حزب الله، متهمًا المسؤولين اللبنايين بعدم تحملهم مسؤولياتهم، وانجرارهم إلى وحل حزب الله.
وقال آل مرعي: "كل من صمت تجاه إرهاب حزب الله، بدءًا برئيس الجمهورية ميشال عون إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وصولًا إلى وزير الخارجية جبران باسيل، يجعلهم شركاء في الارهاب، وما لم يقله السبهان (وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان) أنا أقوله: لا حكمة لرئيس الجمهورية الذي يسمح لحزب الله أن يسطو على إرادة الدولة اللبنانية".

حلقة "كلام الناس" – 9 نوفمر 2017

 

تحقير وافتراء
بعد الحلقة المشتعلة، وجه جريصاتي كتابًا إلى النائب العام لدى محكمة التمييز اللبنانية القاضي سمير حمود طلب فيه الادعاء على السعوديَين آل مرعي والأحمري إضافة إلى غانم، بجرم توجيه الإهانات إلى شخصيات سياسية لبنانية.
جاء في الكتاب: "عملًا بالمادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، ولما كان ورد على لسان أحد ضيوف البرنامج المذكور، السيد ابراهيم آل مرعي، من التبعية السعودية، كما على لسان ضيف آخر اسمه عضوان الأحمري، كلام اتهامي خطير يقع موقع التحقير والافتراء الجنائي بحق كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وصل إلى حد الاتهام بالخيانة والارهاب والتهديد المباشر بالحرب على لبنان..."
تابع: "... اعلمكم بما سبق وما شهده وسمعه اللبنانيون بالأمس، أرغب إليكم بإجراء التحقيقات والتعقبات اللازمة تمهيدًا للادعاء على الشخصين المذكورين والمحرضين والمسهلين بالجرائم التي تتثبتون منها، واتخاذ التدابير التحفظية التي من شأنها وقف مسلسل التهويل الاعلامي والتهديد والترهيب والتجني، باستدعاء من يلزم للاستماع إلى اقواله".​