إيلاف من واشنطن: ربما لم يبالغ السفير الروسي السابق في واشنطن سيرغي كيسلياك حينما قال الخميس للقناة الأولى الروسية الحكومية، إنه يحتاج إلى عشرين دقيقة ليسرد اسماء المسؤولين في حملة ترمب الذين ألتقاهم أو اتصل بهم خلال فترة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة العام الماضي.

وكان مايكل فلين مستشار الأمن القومي أقيل من منصبه في فبراير الماضي، بعدما تبين أنه أجرى اتصالا قبل توليه منصبه بشكل رسمي بالسفير الروسي، وناقش معه العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما على موسكو.

ويأتي حديث كيلسياك في وقت، ذكرت صحيفة واشنطن بوست إن 19 اجتماعاً ونحو ثلاثين اتصالاً جرت بين أعضاء في فريق حملة ترمب وروس خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

وقال عضو مجلس النواب الديمقراطي تيد ليو في مقابلة مع محطة السي إن إن الجمعة “إن التحقيقات لم تعد تبحث عمّا إذا كان هناك تواطؤ بين مسؤولي حملة ترمب وروسيا، فالأمر هذا تم إثباته، لكن ما تركز عليه التحقيقات حجم هذا التواطؤ”؟

وذكر ليو “أن مسؤولي حملة ترمب قالوا في البداية إنه لم يجروا اتصالات مطلقاً مع الروس، لكن لاحقاً ثبت إنهم غير صادقين ومنهم وزير العدل جيف سيشزن الذي كذب تحت القسم في الكونجرس وزعم أنه لا يعلم بوجود مثل هذه الاتصالات” 

وكشفت وسائل الإعلام الأميركية الجمعة إن محققي لجنة الاستخبارات في الكونغرس بعثوا برسالة إلى محامي جاريد كوشنر نجل ترمب ومستشاره يطالبون برد قبل نهاية الشهر الجاري من موكله بشأن اتصالات أجراها مع روسيا وموقع ويكليكس.

واكتشف هؤلاء أن كوشنر كذب تحت القسم خلال استجوابه أمام لجنة الاستخبارات في الكونغرس في جلسة سرية، ما يعد جريمة في القانون، فزوج ابنة ترمب قال إنه لم يتصل بموقع وكيليكس أو مؤسسه، كما أنه لا يعرف أحد من فريق حملة ترمب تواصل مع الموقع.

لكن الأسبوع الجاري أقر نجل ترمب الابن بأنه تواصل مع “ويكليكس” عبر موقع تويتر في أكتوبر عام 2016، بعد ساعات من تقرير نشرته مجلة ذا إتلانتيك كشفت فيه هذا الأمر.

وكشفت التحقيقات التي أجراها محققو الكونغرس إن الابن أرسل لكوشنر رسالة عبر البريد الإليكتروني أبلغه فيها باتصالاته مع موقع ويكليكس. 

وكان ترمب الأب لبى طلباً في 12 من أكتوبر العام الماضي من موقع ويكليكس للترويج عبر حسابه على موقع تويتر لعملية اختراق البريد الإليكتروني لحساب رئيس حملة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ووصفت مقالات لثلاث كتاب نُشرت في موقع السي إن إن وواشطن بوست ومجلة نيوزيوك الثلاثاء بعنوان واحد تقريباً هو “غباء وحماقة ترمب الابن”، معتبرين خطوة التواصل مع موقع ويكليكس ستلحق ضرراً بالغاً بوالده وتدعم مزاعم تواطؤ حملته الانتخابية مع روسيا للتأثير لصالحه على نتائج الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

وكان كوشنر خلال الأشهر الماضي بعد تكشف اتصالاته بالروس، اضطر مرات عدة لتعديل بيانات استمارة “التصريح الأمني” الذي حصل عليه في يناير الماضي ويسمح له بالعمل بالبيت الأبيض والإطلاع على معلومات حساسة، وأفصح في إحدى هذه التعديلات الاجتماع الذي عقده مع محامية روسية على صلة وثيقة بالكرملين في صيف 2016.

وكان تشارلز فيلن رئيس دائرة التحقيقات الخاصة بالسيرة الذاتية، وهي جهة حكومية تتولى فحص سيرة المرشحين لتولي وظائف حكومية أو فيدرالية، قال في شهادة أدلى فيها أمام الكونجرس في أكتوبر الماضي “إن الاستمارة التي تحمل أكبر عدد من الأخطاء ومرت عليه خلال فترة عمله، كانت تلك التي تقدم بها كوشنر للحصول على التصريح الأمني”.

والشهر الماضي وجه روبرت مولر المحقق الخاص بالتدخلات الروسية المزوعومة بالانتخابات اتهامات بالتآمر ضد الولايات المتحدة ضد ثلاثة هم رئيس فريق حملة ترمب السابق، واثنين من مستشاريه.