يلتقي رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، الذي تخلى عنه حلفاؤه المقربون، الأحد، هيئة أركان الجيش، التي فرضت عليه الإقامة الجبرية، غداة تظاهرات حاشدة طالبت باستقالته.

إيلاف - متابعة: تتواصل المفاوضات التي بدأت الخميس بين موغابي والجيش، الأحد. وقد قبل الرئيس المتمسك بالسلطة حتى الآن، لقاء هيئة أركان الجيش للمرة الثانية منذ تدخل العسكريين.

طفح الكيل
وتجتمع اللجنة المركزية لحزبه "الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي-الجبهة الشعبية" (زانو-الجبهة الشعبية) الأحد أيضًا للبتّ في مصيره.

وكانت العاصمة هراري شهدت السبت واحدة من أكبر التظاهرات التي نظمت في البلاد منذ الاستقلال ووصول موغابي إلى السلطة في 1980. وقد تجمع عشرات الآلاف من مواطني زيمبابوي في أجواء احتفالية للمطالبة برحيله.

لخصت مقدمة نشرة الأخبار للتلفزيون الحكومي التي بدا عليها التأثر، الوضع بالقول مساء السبت "إنه يوم تاريخي". ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "كفى موغابي يجب أن يرحل"، و"ارحل بسلام موغابي" و"لا لسلالة موغابي" و"وداعًا أيها الجد".

جمعت التظاهرتان في هراري وثاني مدن البلاد بوالاوايو (جنوب غرب) مواطنين من كل التيارات السياسية، وكان بينهم وزراء ومقربون من الحزب الحاكم والمعارضة وسود، وكذلك بيض في حدث نادر. يشكل تدخل الجيش منعطفًا في حكم موغابي، الذي اتسم بقمع أي معارضة وبأزمة اقتصادية حادة.

وقال ستيفانوس كرينوف، المزارع الأبيض، الذي طرد في إطار الإصلاح الزراعي المثير للجدل الذي أطلقه موغابي العام 2000، "منذ فترة طويلة لم يحصل شيء مماثل أي أن نكون سوية"، الأكثرية السوداء والأقلية البيضاء المتحدرة من أحفاد المستوطنين البريطانيين.

من جهته، أكد سام ساشيتي المتظاهر في هايفيلد الضاحية العمالية لهراري "أنه أجمل يوم في حياتي، نأمل في حياة جديدة بعد موغابي". وفي وسط العاصمة انتزع شبان لوحة معدنية في شارع يحمل اسم روبرت موغابي، وألقوها أرضًا، وقاموا بدوسها.

وطوال نهار السبت حيّا المتظاهرون تدخل الجيش ، الذي سيطر على البلاد ليل الثلاثاء الأربعاء، وفرض الإقامة الجبرية على موغابي (93 عامًا). لكنه منع آلاف الأشخاص من التوجه بعد الظهر نحو القصر الرئاسي، مما جعلهم في حيرة.

وقالت روتندو مايسيري (26 عامًا) العاطلة عن العمل: "هذا ليس أمرًا سليمًا. لماذا يمنعنا الجنود من الذهاب إلى القصر الرئاسي؟". وتفرّق الحشد في نهاية التجمع بسلام أمام أعين العسكريين الملثمين والمدجّجين بالسلاح.

"التمساح" بديلًا

يبدو أن أكبر رؤساء العالم الحاكمين سنًا في الوقت الراهن، يزداد عزلة، بعدما تخلى عنه حلفاؤه. فبعد الجيش والمحاربين القدامى، أعلنت تسعة من الفروع العشرة في البلاد لحزبه الحاكم "الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي-الجبهة الشعبية" (زانو-الجبهة الشعبية) تخليها عنه مساء الجمعة، وطالبت برحيله. 

وتجتمع اللجنة المركزية للحزب الأحد أيضًا للبتّ في مصير موغابي. وقال مسؤول في الحزب لوكالة فرانس برس طالبًا عدم كشف هويته "نجتمع لنتبنى قرارات الأقاليم التسعة".

تدخل الجيش ليل الثلاثاء الأربعاء في هراري دعمًا لإيمرسون منانغاغوا، الذي اُقيل قبل أسبوع من مصب نائب الرئيس. ويستهدف الجيش فصيلًا في الحزب الحاكم يحمل اسم "مجموعة الأربعين" يدعم السيدة الأولى غريس موغابي في طموحاتها الرئاسية.

يذكر أن غريس موغابي هي التي تسببت في إقالة منانغاغوا، الذي بات يشكل عقبة في طريقها لتولي الرئاسة. وقد قامت بحملة شرسة لتشويه صورته، وسببت في نهاية المطاف هذه الأزمة السياسية.

وبات اسم إيمرسون منانغاغوا الملقب بـ"التمساح" مطروحًا لتولي قيادة المرحلة الانتقالية في البلاد. وقد رفع عدد كبير من المتظاهرين صوره ودمى للتمساح الذي أصبح رمز "ثورة القصر" هذه.

شباب الحزب الحاكم والمحاربين القدامي يطالبون بالاستقالة
هذا ودعت جمعية المحاربين القدامي ورابطة الشباب لحزب "الاتحاد الوطني الافريقي لزيمبابوي-الجبهة الشعبية" (زانو-الجبهة الشعبية) الحاكم في زيمبابوي رئيس الاحد الرئيس روبرت موغابي الى "الاستقالة" من رئاسة الجمهورية.

وصرح رئيس جمعية المحاربين القدامى للصحافيين ان موغابي يجب ان يستقيل "اليوم". وقال ان "الجيش يجب ان ينهي القضية اليوم. عليه ان يقدم ذلك لهم اليوم".

من جهتها قالت رابطة شباب الحزب الحاكم في بيان "نطالب بطرد السيدة (غريس) موغابي من +زانو-الجبهة الشعبية+ ونطالب الرئيس موغابي بالاستقالة من منصب الرئيس والامين العام الاول للحزب ومن منصب رئيس جمهورية زيمبابوي". اضافت ان "رئيس الدولة المسن يمكنه بذلك ان يرتاح"، مطالبة بـ"طرد" زوجته من الحركة.

وعبّرت هذه الهيئة عن "ادانتها الحازمة" لاقصاء نائب الرئيس ايمرسون منانغاغوا من الحزب والحكومة واوصت "باعادته فورا" الى مهامه.