ترأست بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية المغربية، صباح الاثنين بالرباط، لقاء وطنيًا لإطلاق برنامج "مواكبة" الخاص بمواكبة أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية لما بعد 18 سنة، بحضور مختلف الفاعلين المعنيين، من قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية وقطاع خاص، وجمعيات وخبراء في مجال التربية والطفولة.

إيلاف من الرباط: اعتبرت الوزيرة الحقاوي، في كلمتها الافتتاحية، أن أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية، يظلون دائما في حاجة إلى الحماية الاجتماعية، وإلى الدعم والمساندة، حتى ولو بلغوا سن الثامنة عشرة من أعمارهم، خاصة إذا كانوا يفتقرون إلى المهارات المهنية أو الشهادات التي تسهل اندماجهم في المجتع بسلاسة، وهو الأمر الذي يجعلهم يتوجسون من بلوغ سن الرشد القانوني خوفا من المصير المجهول الذي ينتظرهم، لدى مغادرتهم المؤسسة.

وأوضحت أن هناك فئة من الأطفال في هذه السن من الحياة، تجد نفسها في وضعية هشة، لاعتبارات عدة، من بينها فقر الأسرة، أو التفكك العائلي، إضافة إلى بعض الظواهر الأخرى، من بينها الهدر المدرسي، مشيرة إلى أن هناكمقاربات اجتماعية عدة تعالج الكثير من هذه الآفات.

مجلس الأسرة والطفولة
في سياق حديثها عن المبادرات الخاصة بالشأن الاجتماعي ذات الطابع المؤسساتي، كشفت أن المغرب سيشهد قريبًا ميلاد مجلس الأسرة والطفولة، الذي سوف يكون له دور كبير في خدمة وتتبع قضايا الطفولة حين خروجه إلى الوجود.

بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية خلال افتتاح لقاء إطلاق برنامج مواكبة أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية لما بعد 18 سنة

ولدى تطرقها إلى ضرورة مأسسة العمل الاجتماعي في المغرب، سجلت المتحدثة نفسها أن العامل في مؤسسات الرعاية الاجتماعية في المغرب ليس له وضع ثابت، ولا تكوين موحد له على المستوى المهني، وغالبًا ما يجد نفسه مضطرًا للتأقلم مع طبيعة الفئة العمرية التي يشتغل في خدمتها، سواء كانت في مرحلة الطفولة أو الشيخوخة.

في هذا الصدد، أعلنت أن هناك الآن مشروع قانون لدى الأمانة العامة للحكومة يخص الفاعل الاجتماعي، وعيًا وإدراكًا من الجميع بأهمية إخراج هذا القانون لوضع حد للكثير من الإشكالات، وهو الآن قيد النقاش على ضوء بعض الملاحظات.

هاجس الخوف
ومن نتائج تنظيم يوم دراسي حول مواكبة أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية لما بعد 18 سنة، اتضح من خلال تقرير تم تقديمه بالمناسبة، أن هناك العديد من الإشكالات المطروحة.

وقد عبّر عدد من الأطفال المستجوبين عن أن بلوغ 18 سنة يشكل هاجسًا كبيرًا بالنسبة إليهم، "إذ يتعرّضون لمجموعة من المخاطر، أهمها وضعية الشارع، والتشرد، والاستغلال والإدمان على المخدرات، والإجرام".

تبعًا لذلك، يؤكد التقرير نفسه أنه أصبح من الضروري "توفير رعاية قبلية تتضمن تهيئ الطفل قبل بلوغه 18 سنة، إضافة إلى رعاية لاحقة ترتكز إلى مواكبة نفسية واجتماعية، متبوعة باندماج مهني واجتماعي".

وحسب منظمي هذا اللقاء، فإن برنامج "مواكبة"، الذي يندرج في إطار تنزيل البرنامج الوطني التنفيذي للسياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة، يهدف "إلى تمكين أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية من المهارات الحياتية، وتعزيز الخدمات الموجهة إليهم لتأهيلهم لفترة ما بعد المؤسسة ومواكبتهم في أفق استقلالهم. كما يهدف إلى تجويد الخدمات المقدمة بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، ووضع إطار منسجم لتبادل الخبرات وتثمين المبادرات".