ناقشت الصحف العربية الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية في الجامعة العربية في القاهرة، وفيه أدانوا ما وصفوه بـ"التدخلات المستمرة" لإيران في الشؤون العربية، متهمين حزب الله المدعوم من طهران بدعم "الإرهاب".

وأبرزت عناوين الصفحات الأولى احتمالية توجه العرب نحو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تصعيد للخلاف.

تقول صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها: "لنكن صادقين مع أنفسنا فنحن نعرف أن الإجماع العربي قد لا يكون ممكناً في بعض الأحيان لاختلاف المصالح والتوجهات رغم مرحليتها لا استراتيجيتها ولكن في شأن التدخلات الإيرانية في المنطقة، وتعرض الأمن القومي العربي لخطر محدق غير مسبوق وجب على العرب أن ينحوا خلافاتهم جانباً من أجل مصالحهم الاستراتيجية العليا، وعدم السماح للنظام الإيراني بالمضي في تنفيذ مخططاته تحت أي مسمى كان، لأن إيران تبحث عن مصالحها التي هي نقيض المصالح العربية بكل تأكيد".

ويقول غسان شربل رئيس تحرير الشرق الأوسط اللندنية: "'التدخلات الإيرانية' ليست حدثاً جديداً. سياسة 'تصدير الثورة' هي بالدرجة الأولى إشهار لحق التدخل في شؤون الدول الأخرى. جديد التدخلات هو اتساع حجمها وتزايد خطورتها وعلانيتها، وما تحاول إحداثه من تغييرات عميقة في المسارح التي تستهدفها. تغييرات سياسية. وانقلابات في موازين القوى بين المكونات. وتغييرات ديموغرافية لضمان تكريس الملامح الجديدة".

ويضيف: "يفسر تصاعد التدخلات اللهجة التي استخدمها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في افتتاح الاجتماع. ويفسر أيضاً اللهجة الحازمة التي استخدمها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. لقد اتُهمت إيران في الاجتماع بانتهاج سياسات طائفية وتأسيس ميليشيات تابعة لها على الأرض العربية والتدخل في الشؤون الداخلية. وهذه الاتهامات كلها ترشح بند التدخلات لانتزاع الموقع الأول في جدول أعمال اللقاءات الإقليمية والدولية. ولا مبالغة في القول إن الموقف من هذه التدخلات سيكون عاملاً مؤثراً في العلاقات العربية - العربية وكذلك في العلاقات العربية - الدولية".

وفي ذات السياق، تقول منى بوسمرة في البيات الإماراتية: "إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، يؤكد أن على بعض الدول العربية، أن تتوقف عن العمل سراً مع طهران، فلم يعد هناك سر، والكل يعرف من ينسق مع الإيرانيين ضد المصالح المنطقة، ومن انتقل مؤخراً إلى المجاهرة بالعلاقة معها، وبإمكاننا تعديد خروقات هذه الدول، التي باتت منصات خطر ضد الجميع".

وتضيف: "لا بد أن نرى نتائج لهذا المؤتمر، نتائج لا تنتهي بانتهائه، ولعل العرب يدركون الآن أكثر من أي وقت مضى، أن الخطر يحيق بهم من كل جانب، ولا بد من إنهاء جذره ومصدره وأصله".

كذلك تقول الأهرام في افتتاحيتها: "فى ظل هذه الأجواء المتوترة بشدة فإنه من الواضح أن الأمور تتجه إلى التصعيد ضد إيران، وأن السعودية لا تقف بمفردها فى مواجهة طهران، بل إن معظم الدول العربية ـ خاصة دول التحالف الرباعى تقف وتساند بقوة موقف الرياض. وسواء ذهبت الدول العربية إلى نقل ملف إيران إلى مجلس الأمن أم تريثت لبعض الوقت فإن 'الرسالة العربية' واضحة والأرجح أن الدول العربية قد انتهت إلى 'خطة للتحرك العربي' للحد من ممارسات إيران في المنطقة العربية، وفيما يبدو أن الأطراف العربية سيكون عليها أن تعلن بوضوح عدم رضاها عن الممارسات الإيرانية، وأن تجدد التزامها بالأمن القومي العربي. وفى المقابل فإن العرب سوف يرسلون رسالة حازمة لطهران بأنهم يأملون فى 'علاقات حسن جوار' ولكن لن يسمحوا بالتدخل أو تهديد الأمن القومي العربي".

من ناحية أخرى، يقول فاروق يوسف في ميدل ايست أونلاين اللندنية: "لا تهمني إيران ولا يهمني مَن يحكمها أو أسلوب الحكم فيها ولتذهب حيثما تشاء بشرط أن تكف عن التدخل في الشؤون العربية وإلحاق الأذى بنا. لتذهب بمشاريعها المذهبية ورؤاها الآخروية وطريقة نظرها إلى الحياة بعيدا عنا. لقد أتعبتنا بحروبها الخاوية من أي معنى. فهي حروب خاسرة قبل أن تقع. ذلك لأنها لا تنطوي على الدفاع عن قضية عادلة".