قالت السلطات الإندونيسية إنها قد تجلي بالقوة الأشخاص الذين رفضوا مغادرة منازلهم بالقرب من بركان جبل أغونغ في جزيرة بالي.

وقد ظل عشرات الآلاف من الأشخاص في مناطقهم قرب جبل أغونغ على الرغم من رفع درجة التأهب من خطر البركان إلى أقصاها.

ومازال البعض منهم يشعر أنه بأمان، في حين يصر البعض الآخر على عدم ترك قطعان ماشيتهم خلفهم.

وقال ستوبو بورو نوغروهو، الناطق باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، إنهم يدرسون تحديد دائرة الخطر التي تشكلها ثورة البركان بالنسبة لمن لم يجلوا من المكان.

وأضاف "ثمة أشخاص يقومون بمسح المنطقة، بحثا عن الباقين فيها لإجلائهم بالقوة في حالة وجود حاجة إلى ذلك".

وقد اُغلق مطار الجزيرة، وتقطعت السبل بالكثير من المسافرين في هذه الجزيرة التي تعد مقصدا للسياح.

وقد يتضرر نحو 100 ألف شخص ممن يعيشون في المنطقة بسيول الحمم البركانية التي لُوحظ تدفقها من قمة البركان. بيد أنه ما زال في المنطقة 40 ألف شخص حتى يوم الإثنين.

وقد بدأت الاهتزازات داخل جبل أغونغ في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

ومنذ الأسبوع الماضي ظلت سحابة غاز ورماد ترتفع إلى مسافة نحو 3400 متر فوق قمة الجبل.

إلى أي مدى ستكون ثورة البركان الكبرى قريبة؟

رفعت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث حالة التأهب إلى المستوى الرابع في الساعة السادسة من صباح الإثنين بالتوقيت المحلي (العاشرة مساء الأحد بتوقيت غرينتش) "لاحتمال خطر كارثة وشيكة".

اندونيسيون يرتدون كمامات
AFP
بعض السكان ارتدوا الكمامات لتجنب استنشاق الرماد البركاني

وظل البركان ينفث "نفثات رماد متواصلة" مع "فورات انفجارات" أحيانا، يمكن أن تسمع أصواتها على مسافة 12 كيلومترا من قمة الجبل.

وقالت الوكالة في بيان على صفحتها على فيسبوك إنه يُمكن مشاهدة ألسنة اللهب بشكل متزايد خلال الليل "وهذا يؤشر احتمال ثورة أكبر على وشك الحدوث في البركان".

وقال عالم الجيولوجيا مارك تينغاي من جامعة أديلايد الاسترالية لبي بي سي إنه من الصعب توقع الانفجارات داخل البركان إذ "من الصعب جدا" معرفة كيف سيتطور الوضع فيه على وجه التحديد.

وأضاف أن السلطات الاندونيسية بدت "مستعدة بشكل جيد جدا" وأن الوضع "تحت السيطرة ".

كيف يواجه السكان الوضع؟

وسعت السلطات الإندونيسية منطقة الإخلاء المعرضة لخطر البركان إلى دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات، وأمرت الناس بالجلاء عن هذه المنطقة.

وقال ستوبو إن بعض الأشخاص في دائرة الإخلاء لم يغادروا لأن مناطقهم لم تتعرض للخطر في ثورة البركان السابقة قبل من 50 عاما.

وأبدى البعض منهم قلقه على مصير حيواناته، ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد السكان ويدعى كومانغ جيدي قوله "سنحاول الذهاب إلى مراكز الإجلاء بعد الظهر، لأننا نحتاج لأن نبقى في الصباح هنا لإطعام قطعان ماشيتنا".

وقد رصدت حمم بركانية باردة أو ما يعرف بـ "لاهار"، وتشكل عجينة من قطع الصخور المختلطة بالماء، في الحقول والأنهار القريبة من البركان.

وتتجم تلك الحمم البركانية عن التدفق السريع للغاز والرماد الذي يمكن أن تصل حرارته إلى 800 درجة مئوية.

ووزعت السلطات كمامات وقاية على سكان المناطق القريبة، التي ظل الرماد البركاني ينهال عليها.

وقالت أنا بارانوفا، التي تعمل مع منظمة كوبرنيك غير الحكومية التي تساعد في جهود الإجلاء، لبي بي سي إن مجموعتها تحاول جلب كمامات جيدة وأجهزة تليفزيون تعمل على الطاقة الشمسية لأغراض تقديم المعلومات للسكان في حال انقطاع الطاقة الكهربائية.

وقد أصدرت السلطات في البدء تحذيرات من ثورة وشيكة للبركان ثم رفعت حالة التأهب إلى المستوى الثاني قبل شهرين، بعد رصد تصاعد في النشاط البركاني.

وبعد عملية إجلاء واسعة، عاد بعض السكان إلى ديارهم في شهر أكتوبر/تشرين الأول، عندما خُفضّ مستوى التأهب بعد انخفاض نشاط البركان.

وتشير تقديرات رسمية إلى أن الجزيرة التي تعتمد على السياحة قد خسرت 110 ملايين دولار على الأقل من عائدات السياحة خلال عملية الإجلاء الكبرى فيها.

ما أثر ذلك على السياح؟

يبعد منتجعا كوتا وسمنيياك السياحيان الرئيسيان نحو 70 كيلومترا عن البركان، أي بعيدا عن منطقة الإخلاء المباشرة.

بيد أن سحب الرماد دفعت المسؤولين إلى إغلاق مطار ديهنباسار الدولي في بالي بدءا من يوم صباح الاثنين حتى صباح الثلاثاء، ثم أعلنت لاحقا تمديد الاغلاق 24 ساعة أخرى لينتهي في الساعة السابعة من صباح الاربعاء بالتوقيت المحلي.

خارطة
BBC

وقالت سلطات المطار إن 445 رحلة جوية قد ألغيت، الأمر الذي أضر بـ 59 ألف مسافر، وقالت رابطة الفنادق في إندونيسيا إنه يمكن للسياح الذين تقطعت به السبل قضاء ليلة مجانا في فنادقها.

وأصدرت الحكومة الاسترالية نصيحة لمواطنيها تحذرهم من إن "النشاط البركاني قد يتصاعد سواء تلقوا إشعارا سريعا بذلك أو من دونه".

ونصحت وزارة الخارجية البريطانية الذين يعتزمون السفر إلى المنطقة بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لإلغاء سفراتهم، وأن يرقبوا باستمرار وسائل الإعلام المحلية وينتبهوا إلى تحذيرات السلطات الإندونيسية المحلية.