واشنطن: أعرب رئيس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في أربيل المطران بشار وردة في مقابلة مع وكالة فرانس برس عن الامل بان يسرع النصر الذي تحقق على تنظيم داعش في العراق عودة النازحين المسيحيين في 2018، وطالب بزيادة المساعدات المخصصة لإعادة إعمار قراهم.

لكن السريان والكلدان في سهل نينوى في شمال العراق ما زالوا قلقين من احتمال اندلاع معارك جديدة، خصوصًا مع عودة التوتر بين المقاتلين الاكراد والحكومة المركزية في بغداد.

ويزور المطران وردة ممثل الكنسية الكلدانية في عاصمة كردستان العراق واشنطن لعرض قضية المسيحيين في شمال العراق، وتذكير ادارة ترمب بوعدها تزويدهم بالمساعدات.

وقال المطران وردة لوكالة فرانس برس مرحّبًا بموقف الاميركيين الجديد: "ليس الهدف مساعدتهم، لأنهم مسيحيون فقط، بل لتعرّضهم للاضطهاد. انها قضية محقة".

واعلن نائب الرئيس الاميركي مايك بنس في اواخر اكتوبر ان المساعدات الاميركية ستوجه بشكل مباشر الى المسيحيين والايزيديين في العراق من دون المرور لزامًا عبر الامم المتحدة. 

تنفيذا لهذا الوعد طلبت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي في الاسبوع الفائت تخصيص جزء من المساهمة الاميركية في برنامج الامم المتحدة للتنمية لهذه الاقليات الدينية.

تغيير العقليات
اضاف مطران اربيل "لقد عانينا اكثر من الآخرين"، موضحا ان "الشيعة يتمتعون بدعم الحكومة المركزية وكذلك ايران"، فيما "السنة يتلقون دعم الحكومات السنية في المنطقة، وهذا جيد جدا لانه يساعدهم على إعادة اعمار منازلهم ومدنهم".

اضاف "بصفتي مطرانًا مسيحيًا، عليّ السعي إلى الحصول على دعم لمجموعتنا"، موضحا "لا يقتصر الامر على الدعم المالي، بل يجب كذلك ايقاظ الضمائر والدفاع عن قضية المسيحيين ضحايا ابادة".

ويعتقد محيطه ان الولايات المتحدة لطالما ساعدت الشعوب التي تعرّضت لاعمال "ابادة"، لكنها فشلت حتى الان بالقيام بالمثل ازاء مسيحيي العراق، فيما يسود رأي يقول ان "اقتراح نائب الرئيس بنس يستعيد التقليد الاميركي". وتسبب تنظيم داعش في نزوح أعداد ضخمة في السنوات الاخيرة من افراد إحدى المجموعات المسيحية الأقدم في العالم.

واعرب المطران عن امله في ان يكون العام 2018 عام عودة النازحين الى ديارهم. وقال "كلما كان ذلك مبكرًا كلما كان أفضل" مشيرا الى بدء حركة العودة تدريجيًا مع طرد الجهاديين من مزيد من الاراضي في الموصل وغيرها. لكن العراقيل ما زالت قائمة، الى جانب اعادة الاعمار التي ستستغرق وقتا طويلا.

واوضح المطران ان مسيحيين من عدد من احياء الموصل "عبّروا عن مخاوفهم الامنية"، موضحا ان "تنظيم داعش هزم عسكريا لكن عقيدته ما زالت هنا، مؤكدا على ضرورة "تغيير العقليات".

واندلعت معارك بين القوات الكردية والعراقية بعد استفتاء مثير للجدل نظمه اقليم كردستان بشأن استقلاله، وهي تهدد بحسب المطران وردة بـ"تلطيخ سمعة" هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، وتعتبر ملاذًا للمسيحيين، وبإبطاء عودة النازحين الى منازلهم.

وشدد المطران ان المشكلة "سياسية" خصوصا، لافتا الى الدور الذي يمكن ان يلعبه المسيحيون لتهدئة التوتر، وذكر مثالا على ذلك نزاعا محليا وقع بين الاكراد والحكومة المركزية تم تفاديه بوساطة من الكنيسة.