«إيلاف» من بيروت: غادر رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون بيروت قبل ظهر اليوم، متجهًا الى روما في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الايطالي سيرجيو ماتاريلا الذي سيجري معه محادثات في قصر الرئاسة الايطالية تتناول العلاقات اللبنانية - الايطالية وسبل تطويرها في المجالات كافة، كما سيتطرق البحث إلى التطورات الاخيرة في لبنان والمنطقة، ويلتقي رئيس الجمهورية ايضًا رئيس الوزراء الايطالي باولو جينتيلوني، وعددًا من المسؤولين الايطاليين.

حول زيارة عون لروما، يقول الوزير السابق والنائب نبيل دو فريج لـ"إيلاف"، إن الزيارة تأتي بعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إليها أيضًا للتحضير لمؤتمر لدعم الجيش اللبناني بالتعاون بين روما وباريس، ومؤتمر يحضر له للإنعقاد في لبنان بعدها من أجل التباحث في قضية اللاجئين السوريين في لبنان.

ويلفت دو فريج أن زيارة عون لروما تدخل ضمن هذا الإطار، وهي تتمة للزيارات التي قام بها سابقًا رئيس الحكومة سعد الحريري.

الضغط الدولي

عن كيفية مساهمة الضغط الدولي في الحفاظ على أمن لبنان وإستقراره، يؤكد دو فريج أن هناك تفاهمًا دوليًا مفاده أن المنطقة مشتعلة ومن المفروض أن يبقى لبنان بعيدًا عن تلك النيران، لأن لبنان دفع سابقًا ثمنًا غاليًا من أجل صراعات الآخرين على أرضه بدءًا من العام 1958 وصولاً الى حرب الـ1967 و1973 مع الفلسطينيين ثم الحرب الأهلية في العام 1975، وكلها كانت حروبًا دمرت لبنان من دون أن تكون الأسباب داخلية.

من هنا نعمل جميعنا للنأي عن النفس فعليًا وليس فقط بالكلام، والدول الأجنبية يهمها أن يشكل لبنان منطقة مستقرة أمنيًا وسياسيًا من أجل إعادة إعمار سوريا، ووجود موقع لبنان الجغرافي حيث من المهم أن يبقى منطقة آمنة، لأنه سيشكل مكانًا آمنًا للعائلات التي ستقصده من أجل العمل على إعادة إعمار سوريا.

والجميع يهمهم نظرًا لتلك الأسباب أن يبقى لبنان منطقة آمنة، من أجل ذلك تقام المؤتمرات في روما وغيرها من الدول الأوروبية لدعم المشاريع في لبنان، والتي تجعل لبنان آمنًا ومستقرًا.

المشاورات

عن أهمية المشاورات التي أجراها عون، وهل تم التوافق على أبرز النقاط التي طرحها الحريري بعد تريثه عن الإستقالة، يؤكد دو فريج أن عون كان مرتاحًا ومتفائلاً، ونأمل من حزب الله ومن ورائه إيران أن يكونا قد أخذا هذه الأمور على محمل من الجد، وأن يجعلا لبنان خطًا أحمر، وان يأخذا بنصيحة الفرنسيين في عدم التدخل من قبل فريق من اللبنانيين كحزب الله في سوريا والعراق واليمن.

مجلس الوزراء

وردًا على سؤال بعد الأجواء الإيجابية التي يشهدها لبنان، هل هناك أمل من عودة إلتئام مجلس الوزراء اللبناني من جديد عندما يعود عون من روما؟ يجيب دو فريج أن الأمر ممكن لأن بيان قصر بعبدا بعد المشاروات أكد أن تلك المشاورات ستتابع من خلال المؤسسات الدستورية بما فيها مجلس الوزراء.

ومن الممكن أن يجتمع مجلس الوزراء برئاسة عون وسعد الحريري، ويكون هناك بيان لهما لتوضيح ما تم الإتفاق عليه من أبرز النقاط التي شكلت محور المشاورات بما فيها النأي بالنفس.

ويلفت دو فريج أنه متفائل بمستقبل لبنان وهذا كان شعار رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري أن نتفاءل دائمًا، مع القرار الدولي بتحييد لبنان عن النار مع ضرورة تحصين لبنان من قبل الفرقاء الداخليين وليس فقط من قبل الدول الخارجية.