نصر المجالي: تتواصل في نيويورك جلسات محاكمة نائب الرئيس السابق لبنك "خلق" التركي محمد هاكان أتيلا، أمام هيئة المحلفين، في القضية المتهم فيها مع رجل الأعمال التركي "الإيراني الأصل" رضا ضراب باختراق العقوبات على إيران.

وانطلقت محاكمة أتيلا يوم الثلاثاء، بعدما رفض القاضي الذي يتولى القضية، ريتشارد بيرمان، طلبًا تقدم به الدفاع، لتأجيل المحاكمة لمدة أسبوعين. وبدأت المحاكمة بمرافعة للادّعاء العام أمام هيئة المحلفين، طالب فيها بالاستماع إلى ضراب كشاهد في القضية، مشيرًا الى أن الأخير أقر بست تهم من الاتهامات الموجهة إليه في القضية.

وظلت حكومة أردوغان تعتبر "القضية ملفقة لأغراض سياسية"، مما يزيد من التوتر القائم في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، وتقول تقارير إنها من أسباب "غضب الرئيس التركي الدائم على واشنطن".

يذكر أن أتيلا معتقل في الولايات المتحدة، منذ مارس الماضي، مع تاجر الذهب ضراب على خلفية اتهامهما بـ"اختراق العقوبات الأميركية على إيران"، و"الاحتيال المصرفي".

 

تاجر الذهب رضا ضراب

 

اتهامات

وفي إطار مرافعته، وجه الادّعاء العام لأتيلا كافة التهم التي سبق توجيهها لضراب، بل ودافع عن تسجيلات صوتية قدمها للمحكمة كدليل، ورفض الإفصاح عن مصدرها. ورفض فيكتور روكو، أحد المدافعين عن أتيلا، أمام هيئة المحلفين، الاتهامات التي وجهت لموكله، ووجه التهم لضراب قائلا: "أتيلا أحد ضحايا ضراب".

ولفت أن أتيلا جاء الولايات المتحدة مرتين بعد توقيف ضراب، منتقدًا التسجيلات الصوتية التي قدمها الادعاء العام ورفض الكشف عن مصدرها.

مكالمات هاتفية

وتابع موجهًا كلامه لهيئة المحلفين "لو قام الادعاء العام في الولايات المتحدة، بتسجيل مكالمات هاتفية، وسلمها لدولة أخرى بدون علم بلاده، فماذا كنتم فاعلين ؟"، في إشارة الى عناصر منظمة "غولن" التي قامت بذلك في تركيا.

وخلال الجلسة شدد القاضي، بريمان، على أعضاء هيئة المحلفين، ضرورة عدم متابعة الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة عن القضية، وعدم الإدلاء بتصريحات لأية جهة.

اعتقال ضراب

يشار إلى أن السلطات الأميركية كانت اعتقلت رضا ضراب في فلوريدا في مارس 2016، وهو يعتبر رأس جهاز إيراني هائل للتحايل على العقوبات الغربية على إيران عن طريق تركيا. 

وكانت تقارير تحدثت عن اهدائه عدة ثلاجات ديب فريزر لأبناء أردوغان مليئة بسبائك الذهب، كما كان ضراب قد قال للتلفزيون التركي أنه نقل 200 طن ذهب إلى إيران.

وفي 13 أكتوبر 2017، نشرت صحيفة ا(واشنطن پوست) أن أحد أسباب الخلاف بين أردوغان وواشنطن هو القبض على "رضا ضراب". ويتهم أردوغان المدعي العام في نيويورك، پريت بهارارا، بالضغط على ضراب ليشهد زوراً على أطراف أخرى في تركيا. 

ويشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمپ كان أقال بهارارا (وهو من الحزب الديمقراطي) مباشرة بعد لقائه بأردوغان. إلا أن ضراب مازال حبيساً.

إقرار بالذنب

وإلى ذلك، كان مدعٍ أميركي أعلن، الثلاثاء الماضي، أن تاجر الذهب التركي (الإيراني الأصل) رضا ضراب أقر بذنبه في تهمة التآمر للتهرب من العقوبات الأميركية على إيران، وإنه سيشهد ضد المسؤول المصرفي التركي الذي يواجه تهمة ترتيب معاملات غير قانونية عبر بنوك أميركية.

وكشف مسؤول الادعاء، ديفيد دينتون، في بيانه الافتتاحي خلال محاكمة محمد هاكان أتيلا نائب مدير "خلق بنك" التركي في محكمة اتحادية في نيويورك أن تاجر الذهب ضراب سيقدم وصفًا "من الداخل" عن برنامج دولي لغسيل الأموال بمليارات الدولارات.

من جهته، أكد فيكتور روكو المحامي الموكل عن أتيلا أن ضراب "مستعد للكذب من أجل النجاة من السجن"، وأنه "يفتقر للمصداقية".

ويوجّه الادعاء الأميركي تهمًا لتسعة أشخاص في القضية الجنائية، لكن رضا ضراب ومحمد هاكان أتيلا هما الوحيدان فقط المعروف أنهما محتجزان في الولايات المتحدة. ومن المتهمين الآخرين الرئيس السابق لخلق بنك سليمان أصلان ووزير الاقتصاد التركي السابق ظافر جاجلايان.