نصر المجالي: كانت آليات تعزيز وتمتين العلاقات الاستراتيجية الأردنية البريطانية، على أجندة القمة البريطانية التي شهدتها عمّان، يوم الخميس، وأكد الجانبان الحرص على توسيع آفاق التعاون، لا سيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية.

وختمت رئيسة الحكومة البريطانية جولة امتدت ليومين شملت السعودية والعراق وختمتها في الأردن، وقال ناطق باسم ماي إن هذه الجولة تظهر أن بريطانيا مصممة على إقامة مستقبل واثق وجريء في العالم، في حين تغادر الاتحاد الأوروبي.

وعقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيسة الوزراء البريطانية جلسة محادثات في قصر الحسينية اليوم الخميس، مباحثات ركزت على علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، وأخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

ترحيب

وفي تصريحات صحفية، رحب الملك عبدالله الثاني بزيارة رئيسة الوزراء البريطانية إلى المملكة، وقال "يسعدنا وجودك معنا هنا في زيارتك الثانية للأردن هذا العام، ونقدر لك هذا الاهتمام، كما أشكرك وجميع المؤسسات البريطانية على المستوى المميز من التنسيق، فقد زارنا وفد من مؤسسات بريطانية الأسبوع الماضي".

وتابع: "لقد ناقشت مع رئيس الوزراء اليوم سبل تعزيز منعة اقتصادنا، وهو أمر مهم جدا، ونحن نقدر عالياً هذا الجهد، وما تبذلونه للمساعدة في التعامل مع التحديات التي نواجهها في المنطقة"، مضيفا: أما على الصعيد السياسي والإقليمي، لطالما عملنا بانسجام، وهذا أمر جيد للغاية.

تصريح ماي

ومن جهتها، قالت أعربت رئيسة الوزراء البريطانية: "يسعدني أن نحظى بفرصة التحدث مع جلالتكم ثانية، حول كيفية الارتقاء بهذه العلاقة إلى مستويات أعلى، حيث تجمعنا علاقات تاريخية ومتجذرة، وعلاقة أمنية ممتازة نود أن نستمر بها، بالإضافة إلى الانتقال إلى علاقة متينة في مجال الاقتصاد والتنمية الاقتصادية، ونحن ندعم رؤية الأردن 2025 التي أطلقتموها، ونود مساعدتكم لتحقيق تقدم فيها".

وأضافت: "هناك بالفعل الكثير من التحديات، ولكن، كما تفضلتم جلالتكم، تعزيز منعة الاقتصاد هو أمر محوري، ويرتبط بشكل مهم بزيادة فرص العمل والتركيز على التعليم، الذي يشكل جزءا مهما جداً".

كما تم التأكيد على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطورات الملحة على الساحتين الإقليمية والدولية، وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

أعباء

وتطرقت المباحثات إلى الأعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن، حيث أكد الملك عبدالله الثاني أهمية متابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر لندن للمانحين والتزام الجهات المانحة بترجمة تعهداتها تجاه الدول المستضيفة للاجئين، وفي مقدمتها الأردن لتمكينه من مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم، والتخفيف من حدة هذه الأعباء على المجتمعات المحلية والاقتصاد الوطني.

كما تم استعراض المستجدات على الساحة الإقليمية، حيث جرى التأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، وبما يعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.

عملية السلام

وتطرقت المباحثات أيضا إلى جهود تحريك عملية السلام، حيث أكد عاهل الأردن ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وبما يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما حذر من أن عدم التوصل إلى حل عادل ودائم سيبقي المنطقة عرضة لمزيد من التوتر وتصاعد حدة التطرف والعنف.

الارهاب، سوريا والعراق

واستعرضت القمة البريطانية الأردنية الجهود المبذولة في الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية، وجرى التأكيد على ضرورة تكثيف وتعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للتصدي لهذا الخطر، الذي يهدد منظومة الأمن والسلم العالميين.

وفيما يتصل بالأزمة السورية، جرى التأكيد على أهمية البناء على محادثات أستانا للتوصل إلى حل سياسي في سوريا ضمن مسار جنيف، وبما يضمن وحدة واستقرار سوريا وسلامة شعبها.

وتناولت المباحثات التطورات على الساحة العراقية، حيث جرى الإشادة بجهود الحكومة العراقية في الحرب على الإرهاب، والانتصارات التي حققها الجيش العراقي على عصابة داعش الإرهابية.