في هذا التقرير، عرض يحيط بتفاصيل ثلاثة أفلام سينمائية تستحف المشاهدة، خصوصًا في موسم الأعياد المقبل، لما فيها من أبعاد إنسانية تطبعها الدراما بطابعها.

نعرض في هذا التقرير لثلاثة افلام تتناول موضوعات مختلفة، بين قصة تشارلز ديكنز التي صارت من الأعمال الكلاسيكية، خصوصًا في موسم عيد الميلاد، والمعالجة السينمائية المؤثرة لحياة شخص يعيش بوجه مختلف عن الآخرين والميلودرما بمعالجة حديثة.

The Man Who Invented Christmas

يروي هذا الفيلم كيف كتب تشارلز ديكنز روايته القصيرة "ترنيمة عيد الميلاد" Christmas Carol. يجمع هذا الفيلم بين سيرة حياة الكاتب وقصة عن الأشباح، وتتردد فيها اصداء افلام سابقة عن عيد الميلاد. وينجح الفيلم في تسليط ضوء جديد على واقعة في حياة ديكنز خضعت لكثير من التمحيص والبحث.

ففي أربعينات القرن التاسع عشر، كان ديكنز (يقوم بدوره دان ستيفنس) ما زال في أوائل ثلاثينياته، لكنه نجم ساطع في عالم الأدب. عاد لتوه من جولة في الولايات المتحدة لكن شهرته لم تُترجم ماليًا.

التحدي الذي يواجه المخرج بهارات نالوري هو تصوير لندن الفكتورية في زمن ديكنز. ويسعى المخرج إلى عرض البؤس واللامساواة الاجتماعية وتعامل رجال أعمال أثرياء مثل مستر غريمسبي (يقوم بدوره بيل باترسون) بقلب لا يعرف الرحمة مع الفقراء. يستند السيناريو إلى كتاب ليز ستانديفورد الذي يشدد على السرعة التي كتب بها ديكنز قصته وكيف قدم فكرتها إلى ناشره غير المتحمس الذي كانت له على ديكنز ديون كبيرة حتى قبل أن يختار لها عنوانًا ويوضح حبكتها.

الفيلم دراما تاريخية تعكس ازياء الفترة واجواءها، بما في ذلك الأحياء الفقيرة والأزقة وبيوت الأغنياء والشوارع المزدحمة.

Wonder

أراد المخرج ستيفن تشبوفسكي أن يكون هذا الفيلم دراما - كوميدية في مدرسة ثانوية اميركية على غرار فيلم "الرجل الفيل". ويقوم الممثل الصاعد جاكوب تريمبلاي بدور اوغي بولمان، الصبي الذي ولد بوجه مشوه.

بعد 27 عملية والكثير من محاولات التجميل، يبقى الصبي مشوهًا، وكان هذا من أسباب إصراره على ارتداء خوذة رائد فضاء في الاماكن العامة والتعلم في البيت على يد والدته (تقوم بدورها جوليا روبرتس) بدلًا من المدرسة. حين يُرسل إلى المدرسة أول مرة، يستفزه الأطفال الآخرون ويطلقون عليه ألقابًا جارحة. لكننا نعلم أن جماله الداخلي سيسطع في النهاية.

للفيلم الذي يستوحي رواية آر. جي. بالاسيو غرابة ممتعة. فالصبي المشوه اوغي مشاكس وذكي جدًا قد يشعر بالقنوط في أكثر من مناسبة بسبب وجهه المشوه، لكنه يحب أن يكون مركز الاهتمام. أمه تغمره بحبها وحنانها، وكذلك والده (يقوم بدوره أون ولسون) وشقيقته الكبرى فيا (إيزابيلا فيدوفيتش).

في الفيلم، يتعلم أوغي وجميع الشخصيات الأخرى تقريبًا كيف يواجهون شعورهم بعدم الأمان في هذا العالم. ويستطيع اوغي أن يكشف عن خير ما فيهم من صفات.

Happy End

حبكة هذا الفيلم من إخراج السينمائي النمساوي الكبير مايكل هانيكه شديدة الشبه بالعديد من الأعمال الميلودرامية العائلية القديمة التي كانت هوليوود تنتجها. الفارق أن هذا فيلم اوروبي ويكمن سحره في معالجة هانيكه التحليلية الباردة لمادة كان مخرجون آخرون سيعالجونها بطريقة أكثر بهرجة.

يكشف المخرج بلا هوادة عن النفاق وسوء الطوية وتعاسة العائلة التي يدور حولها الفيلم، آل لورينت. فهم صناعيون أثرياء يعيشون في بيت كبير قرب كاليه، ليس بعيدًا عن مخيم اللاجئين قبل تفكيكه. وعى الرغم من ثرائهم، فهم تعساء إلى حد لا يُوصف.

تتخلل الفيلم لقطات من الفكاهة التي نجدها في أعمال لويس بونويل على حساب العائلة البورجوازية. وفي إحدى اللقطات، نرى ترينيان أحد أفراد العائلة يدفع نفسه على كرسيه المتحرك في شارع مزدحم باحثًا بين المارة عمن يساعده على الانتحار. ويصور هانيكه المشهد من الجانب الآخر للشارع كأنها كاميرا خفية.

يشير اختيار كاليه لتصوير حوادث الفيلم واللقطات العابرة التي يظهر فيها لاجئون إلى أن المخرج يريد إيصال رسالة عن بعد آل لورينت عن المعاناة التي يعيشها بشر آخرون بالقرب منهم. لكن الواضح هو كره افراد العائلة لأنفسهم وعجزهم عن التمتع بأكثر من لحظات عابرة من السعادة.

اعدّت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "إندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:
http://www.independent.co.uk/arts-entertainment/films/reviews/film-reviews-round-up-the-man-who-invented-christmas-wonder-happy-end-love-is-thicker-than-water-a8082091.html