تيغوسيغالبا: ما زالت هندوراس تنتظر الاحد اعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت قبل اسبوع وتنافس فيه الرئيس اليميني المنتهية ولايته خوان اورلاندو ايرنانديز وسلفادور نصر الله مرشح المعارضة اليسارية التي تراجعت في الشارع بسبب حالة الطوارىء وومنع التجول.

واعلنت حكومة الرئيس المنتهية ولايته خوان اورلاندو ايرنانديز الذي يتصدر نتائج الانتخابات التي تجري في دورة واحدة، حسب تعداد للاصوات يرفضه خصمه اليساري، الجمعة حالة الطوارىء لعشرة أيام لوضع حد للتظاهرات الاحتجاجية.

واعلن المرشحان فوزهما في الاقتراع الرئاسي.

وبعد منع للتجول لمدة 12 ساعة، استيقظت العاصمة تيغوسيغالبا على صدمة تظاهرات الايام الاخيرة، وسط بقايا متفحمة لحواجز اقيمت في المساء وحجارة رشق بها رجال الشرطة. وعلى الجدران كُتبت عبارات معادية للرئيس المنتهية ولايته، من بينها "ارحل ايها الديكتاتور" و"مزور".

مقتل شابة 

قُتلت شابة في التاعسة عشرة من العمر تدعى كيمبرلي دايانا فوسيكا بعد اصابتها بالرصاص ليل الجمعة السبت خلال مواجهات بين انصار سلفادور نصر الله والشرطة في حي فيانويفا بشرق العاصمة.

واتهم والد الشابة كارلوس فونسيكا الشرطة العسكرية لحفظ النظام باطلاق النار على ابنته. واعلنت النيابة العامة والشرطة العسكرية فتح تحقيق في هذه القضية.

وروت لويزا شقيقة الشابة لوكالة فرانس برس ان "عددا من عناصر الشرطة العسكرية خرجوا من احراج وهم يطلقون النار مثل المجانين وقتلوها برصاصة في الرأس".

ودان نصر الله الذي دعا الى التظاهرات، "انقلاب الرئيس المرشح غير الشرعي لاعادة انتخابه".

ويأمل ايرنانديز الفوز في ولاية ثانية لكن المعارضة تطعن في صلاحية ترشحه لأنه يستند الى قرار مثير للجدل اصدرته المحكمة العليا ويسمح له بالتقدم لولاية ثانية مع ان الدستور يمنع ذلك.

تسريع فرز الاصوات 

قال مدير حملة نصر الله مرشح "تحالف المعارضة ضد الديكتاتورية" للصحافيين ان حزبه يعمل من اجل التوصل الى اتفاق مع رئيس المحكمة الانتخابية العليا ديفيد ماتاموروس لمواصلة فرز الاصوات على اساس معايير محددة.

واضاف مارلون اوشوا ان هذه "المطالب" التي يبلغ عددها 11 "تهدف الى اعطاء مزيد من الضمانات للنتائج"، مؤكدا "نحن مستعدون لقبول النتائج المنبثقة عن تطبيق هذه المعايير التي تهدف الى ضمان شفافية العملية".

ومع تقدم فرز الاصوات انقلبت النتائج المتقاربة جدا، لمصلحة الرئيس ايرنانديز الذي حصل وفقها على 42,92 بالمئة من الاصوات مقابل 41,42 بالمئة لخصمه نصر الله بعد فرز 94,31 بالمئة من الاصوات.

وفي مواجهة الشكوك بحدوث تزوير انتخابي، تطالب المعارضة بالتدقيق في 5174 محضرا حررت بعد انقطاع النظام المعلوماتي مرات عدة.

وقال مارلون اوشوا ان المعارضة تطالب ايضا باعادة التدقيق في 1006 محضرا عن مشاكل في عدد الاصوات وغياب تواقيع ناخبين ومخالفات اخرى.

ومن المطالب الاخرى التدقيق في الصناديق القادمة من ثلاث مناطق في غرب البلاد سجلت مشاركة نسبتها بين سبعين و75 بالمئة فيها، بينما بلغت نسبة المشاركة على المستوى الوطني بين خمسين و55 بالمئة.

وهندوراس التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، بلد صغير في قلب "مثلث الموت" في اميركا الوسطى، تنشط فيه العصابات ويسجل واحد من اعلى معدلات جرائم القتل في العالم. وقد شهد عددا من الانقلابات وحركات التمرد المسلحة والنزاعات مع جارتيه السلفادور وغواتيمالا.

مراقبو الاتحاد الاوروبي 

انتخب الرئيس الحالي في 2013 بعد اقتراع احتج عليه اليسار بشدة.

وقد طلب من المحكمة الانتخابية العليا عدم تأخير اعلان النتيجة. وقال بعد لقاء مع مراقبي الاتحاد الاوروبي ومنظمة الدول الاميركية الذين حضروا باعداد كبيرة للاقتراع الرئاسي الذي جرى في 26 نوفمبر ان "عدم تأخير احتساب الاصوات امر اساسي".

وتتهم المعارضة التي تدين منذ اشهر انحياز المحكمة الانتخابية العليا للرئيس ايرنانديز، هذه الهيئة بانها "سرقت" الفوز منها.

والمهلة الوحيدة التي يفترض ان تلتزم بها المحكمة العليا للانتخابات هي اعلان النتائج بعد شهر من الاقتراع الذي جرى في 26 نوفمبر.

وتتألف هذه المحكمة من ثلاثة قضاة اصليين وبديل واحد هو ماركو راميرو لوبو الذي رأى الثلاثاء ان تقدم نصر الله بفارق خمس نقاط على ايرنانديز لا رجعة فيه، قبل ان تنقلب النتائج لمصلحة الرئيس المنتهية ولايته.