بيروت: عاد رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري اليوم الثلاثاء عن استقالته التي كان تقدم بها بحسب ما جاء في بيان صدر عن مجلس الوزراء بعد اجتماعه الثلاثاء.

وقال البيان الذي تلاه الحريري بنفسه إن "مجلس الوزراء قرر التزام الحكومة في كل مكوّناتها بسياسة النأي بالنفس عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب، وعن الشؤون الداخلية للدول العربية".

وكان الحريري برر استقالته بأنها رفض لتدخل حزب الله المدعوم من ايران في نزاعات المنطقة.

واضاف الحريري الذي تحدث في ختام اول جلسة للحكومة منذ استقالته المفاجئة في 4 نوفمبر من الرياض، أن هذا "النأي بالنفس" يأتي "حفاظاً على علاقات لبنان السياسية والاقتصادية مع أشقائه العرب".

واعتمدت حكومة لبنان مبدأ النأي بالنفس منذ تشكيلها عام 2016، لكن تدخل حزب الله في النزاع السوري والاتهامات له بالضلوع في النزاع اليمني ألقيا بثقلهما على هذه السياسة.

ويشارك حزب الله اللبناني المدعوم من طهران والمشارك في حكومة الحريري، منذ 2013 في النزاع في سوريا إلى جانب قوات النظام. ورفض الحريري على الدوام مشاركة حزب الله عسكرياً في الحرب السورية.

انقاذ ماء الوجه
وقال كريم بيطار المتخصص بشؤون الشرق الاوسط في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس لوكالة فرانس برس ان "تاكيد مبدأ النأي بالنفس مجددا وبغض النظر عن صدقيته وتعذر ترجمته بشكل ملموس، يتيح انقاذ ماء الوجه وكسب الوقت".

وخلال اجتماع مجلس الوزراء اعرب الحريري عن امله في ان تشكل "هذه الجلسة، فرصة جديدة للتضامن لحماية البلد". وقال بحسب بيان منفصل وصلت نسخة منه الى وكالة فرانس برس ان الجميع يرى "كيف ان المنطقة تغلي، ويجب الا يكون لدينا وهم بان اي خطوة خاطئة يمكن ان تجر البلد الى هاوية خطيرة".

واضاف "أنا رئيس مجلس وزراء لبنان واليوم عليّ حكم إعدام بسوريا، وحزب الله مصنّف إرهابيا من قبل دول الخليج". وتابع "كل الذي نقوله هو، تجنيب البلد الدخول في صراعات المنطقة والحفاظ على استقرارنا".

ورغم الانقسامات السياسية إزاء ملفات كبرى، كانت حكومة الحريري التي تشكلت قبل حوالى السنة، نجحت في تحقيق استقرار الى حد كبير في بلد يقوم نظامه السياسي على تقاسم السلطة وفق حصص طائفية وعلى "ديموقراطية توافقية".

مجموعة دعم لبنان تجتمع الجمعة 
في سياق آخر يلتقي الحريري الجمعة في باريس كبار مسؤولي المجموعة الدولية، بينهم وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذين يريدون دعم العملية السياسية في لبنان، بعد الازمة التي أثارتها استقالته المفاجئة قبل نحو شهر، والتي عاد عنها الثلاثاء، وفق ما أفادت الخارجية الفرنسية. 

وعلم لدى الخارحية الفرنسية الثلاثاء ان "الهدف هو دعم العملية السياسية في فترة حساسة (...) سيشكل ذلك رسالة الى الاطراف اللبنانيين ولدول المنطقة في الوقت نفسه". 

هذا الاجتماع للمجموعة الدولية لدعم لبنان سيضم ممثلين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، بينهم وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، ونظيره الاميركي ريكس تيلرسون، وكذلك المانيا وايطاليا ومصر. 

وتابعت الخارجية الفرنسية ان "سعد الحريري اطلق عملية مشاورات مع كل القوى السياسية اللبنانية لتأمين برنامج يتيح له ترسيخ حكومته والعمل على اسس متينة".

من جهته قال مصدر دبلوماسي ان ذلك يمر عبر تعزيز الجيش اللبناني، حامي الوحدة الوطنية، ودعم المشاريع الاقتصادية لسعد الحريري التي تتطلب استثمارات اجنبية. واجتماع باريس لن يكون مؤتمرا للمانحين، لكن من المتوقع ان يعطي دفعا لتأمين مساعدة دولية في المستقبل للبنان.