القاهرة: اعتبرت جامعة الدول العربية في ختام اجتماعها الطارىء الثلاثاء أن أي اعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل هو "اعتداء صريحا على الأمة العربية".

واكد بيان مجلس الجامعة عقب الاجتماع الطارىء للمندوبين الدائمين والذي دعت له فلسطين للوقوف على خطوة الادارة الاميركية لنقل سفارتها لدى اسرائيل إلى القدس ان "أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، اعتداء صريح على الأمة العربية، وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاك خطير للقانون الدولي".

وتابع البيان بأنه "من شأن مثل هذا الاعتراف غير القانوني أن يشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة، علاوة على نسف فرص السلام وحل الدولتين، وتعزيز التطرف والعنف".

وطالبت الجامعة الولايات المتحدة ب"الاستمرار في لعب دور إيجابي ونزيه ومحايد لتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط". وكلّف المجلس المجموعة العربية في نيويورك بدراسة الطرق الفعالة للتصدي لهذه الخطوة من خلال الأمم المتحدة.

وخلال الجلسة الافتتاحية، أعلن أحمد أبو الغيط الامين العام للجامعة أن اتخذا الولايات المتحدة قرارا بنقل سفارتها الى القدس سيكون "إجراء خطيرا ستكون له عواقب وتداعيات، ولن يمر من دون تبعاتٍ تتناسب ومدى خطورته".

وقال ان مثل هذا القرار، إن اتخذ، "من شأنه القضاء على الدور الأميركي كوسيط موثوق لرعاية التسوية بين الفلسطينيين والقوة القائمة بالاحتلال".

وجاءت كلمة أبو الغيط تزامنا مع إعلان البيت الابيض أن الرئيس الاميركي دونالد ترمب أرجأ قراره في شأن نقل السفارة الاميركية في اسرائيل الى القدس، علما أن مهلة اتخاذ القرار انتهت الاثنين. 

وأقرّ الكونغرس الاميركي في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل"، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس.

ورغم ان القرار ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة اشهر لحماية "مصالح الامن القومي". وقام الرؤساء الاميركيون المتعاقبون بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين ان الظروف لم تنضج لذلك بعد. وهذا ما فعله ترمب في يونيو الماضي.

ودعا أبو الغيط الادارة الاميركية "أن تمتنع عن أية مبادرات من شأنها أن تفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأيٍ من قضايا الحل النهائي".

وقال "اجتمعنا اليوم، لا لإثارة مشاعر وإنما للتحذير من العواقب الخطيرة للإقدام على خطوة طالما عرف الرؤساء الأميركيون المتعاقبون منذ 1980 مغزاها ومدى تهديدها للاستقرار في المنطقة، فتجنبوا طوال هذه الفترة اتخاذها"

وأضاف "ويخطئ من يظنُ أن القضية الفلسطينية (..) يمكن أن تكون مسرحاً للتلاعب أو مجالاً للعبث من دون عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة".