إيلاف - متابعة: أدان زعماء دول عديدون القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرين إياه لا يشجع على السلام ويخرق المواثيق الدولية ويحرض على العنف، مؤكدين أن وضع القدس لا يحدد إلا بالتفاوض.

ماكرون يتأسف
وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاربعاء بـ"المؤسف" قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ودعا الى "تجنب العنف باي ثمن".

وشدد الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده في الجزائر حيث يقوم بزيارة، على "تمسك فرنسا واوروبا بحل الدولتين اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن، ضمن حدود معترف بها دوليا ومع القدس عاصمة للدولتين".

وتابع ماكرون "اوجه نداء الى الهدوء والى التهدئة، وادعو الجميع الى التصرف بمسؤولية". وقال ايضا "علينا ان نتجنب باي ثمن اعمال العنف وان نعطي الاولوية للحوار. ان فرنسا مستعدة مع شركائها لاتخاذ كل المبادرات المفيدة في هذا الاطار". وكان ماكرون وصل صباح الاربعاء الى الجزائر في زيارة رسمية.

تركيا: غير مسؤول 
في وقت وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بانه "غير مسؤول". وقال تشاوش أوغلو على تويتر "ندين الاعلان غير المسؤول الصادر من الادارة الأميركية (...) هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ومع قرارات الأمم المتحدة".

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حذر بعد اجتماع مع الملك الاردني عبد الله الثاني، قبل اعلان ترمب المرتقب، من ان "مثل هذا الاجراء لا يفيد الا الجماعات الارهابية". وسبق ان دعا اردوغان الى قمة لمنظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول في 13 ديسمبر لبحث المسألة.

اضافت الخارجية التركية في بيان ان النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله الا بانشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. كما حذرت من ان قرار ترمب سيخلف "انعكاسات سلبية على السلام والاستقرار في المنطقة" ويهدد "بتدمير تام لأسس السلام". اضافت "ندعو الادارة الاميركية الى مراجعة هذا القرار الخاطئ الذي قد تكون له تبعات شديدة السلبية".

ماي لا توافق
في حين أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الاربعاء في بيان ان المملكة المتحدة "لا توافق" على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل.

وقالت ماي في بيان "نحن لا نوافق على القرار الاميركي نقل السفارة من القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل قبل التوصل الى اتفاق نهائي حول وضعها"، معتبرة ان هذا القرار "لا يساعد بشيء" على التوصل الى السلام في المنطقة. واكدت ان السفارة البريطانية في اسرائيل ستبقى في تل ابيب.

وتابعت ماي "موقفنا من وضع القدس واضح وقائم منذ زمن طويل: لا بد ان يتحدد في اطار تسوية يتم التفاوض بشأنها بين الاسرائيليين والفلسطينيين ويجب ان تكون القدس في نهاية المطاف عاصمة للدولتين الاسرائيلية والفلسطينية". واضافت "نحن نعتبر القدس الشرقية جزءا من الاراضي الفلسطينية المحتلة".

الاتحاد الاوروبي قلق
من جانبها اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاربعاء باسم الاتحاد الاوروبي عن "بالغ القلق" ازاء قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وقالت موغيريني في بيان "يعرب الاتحاد الاوروبي عن بالغ قلقه ازاء اعلان الرئيس الاميركي ترمب حول القدس، وما يمكن ان ينتج عن ذلك من تداعيات على فرص السلام". وتابعت موغيريني ان "الاتحاد الاوروبي يدعو كل الفاعلين على الارض وفي المنطقة، الى التحلي بالهدوء وضبط النفس لتجنب اي تصعيد"، مضيفة ان الاتحاد الاوروبي "يبقى مستعدا للمساهمة في عملية التفاوض" الضرورية لحل مسألة وضع القدس.

وقالت المسؤولة الاوروبية ايضا "ان الحل التفاوضي القائم على اساس دولتين بما يلبي تطلعات الطرفين، هو الوسيلة الوحيدة الواقعية لاقرار السلام والامن" لما فيه مصلحة الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

ميركل "لا تدعم"
كذلك اعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الاربعاء ان حكومتها لا تدعم قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال المتحدث باسم ميركل ان الحكومة الالمانية "لا تدعم هذا الموقف لان وضع القدس لا يمكن التفاوض بشأنه إلا في اطار حل الدولتين".

واعرب وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل عن خشيته من ان يؤدي قرار ترمب الى "تصعيد جديد في النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين". ونقلت وكالة الانباء الالمانية عنه ان هذا القرار يُحتمل ان "يصب الزيت على النار".

مصر ترفض اي آثار مترتبة 
بدورها استنكرت مصر قرار الولايات المتحدة الاربعاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، مؤكدة انها ترفض أية آثار مترتبة عليه، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.

وجاء في بيان الوزارة أن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال".

الرئاسة السورية: مستقبل القدس لا يحدده ترمب
أما الرئاسة السورية فأكدت الأربعاء ان "مستقبل القدس لا تحدده دولة أو رئيس" بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل وبدء التحضيرات لنقل السفارة الأميركية إليها.

وكتبت الرئاسة السورية على صفحتها على فايسبوك إن "مستقبل القدس لا تحدّده دولة أو رئيس، بل يحدّده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية التي ستبقى حيّة في ضمير الأمة العربية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". وأثار قرار ترمب استنكار الفلسطينيين وتأكيدهم انه يعني تدمير عملية السلام، وموجة استنكار عالمية.

الأردن: خرق للشرعية الدولية
كما اعتبر الاردن الاربعاء ان اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل يشكل خرقا للشرعية الدولية والميثاق الأممي. ونقل بيان رسمي عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قوله ان "قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل سفارة واشنطن اليها، يمثل خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة".

واضاف ان الشرعية الدولية والميثاق الاممي "يؤكدان ان وضع القدس يتقرر بالتفاوض، وتعتبر جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة".

واكد ان "اعتراف أي دولة بالقدس عاصمة لإسرائيل لا ينشئ أي أثر قانوني في تغيير وضع القدس كأرض محتلة، وفق ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية في قرارها حول قضية الجدار العازل".

وعبر المومني عن "رفض المملكة القرار الذي يزيد التوتر، ويكرس الإحتلال. فالقرار الذي يستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي يؤجج الغضب ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والاسلامي". واوضح ان "هذا الاعتراف باطل قانونا كونه يكرس الاحتلال الاسرائيلي للجزء الشرقي من المدينة الذي احتلته اسرائيل في حزيران عام 1967"

وقال المومني ان "إجراءات إسرائيل في القدس التي تهدف الى تغيير طابعها ووضعها القانوني، بما في ذلك إعلانها عاصمة لها هي، إجراءات باطلة ولاغية كما أكدت على ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خصوصا القرارات 465 و 476 و478".

وحض واشنطن على ممارسة "دورها الأساس وسيطا محايدا لحل الصراع وتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، الذي أجمع العالم انه السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق السلام الدائم". وكان الاردن حذر غير مرة من "تبعات خطيرة" لهذا القرار.

وخلال اتصال هاتفي تلقاه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني من أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني حذر الملك مجددا من ان "القرار ستكون له تبعات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة وجهود تحقيق السلام"، بحسب بيان للديوان الملكي. وبحث الزعيمان التطورات المتعلقة بالقدس بعد القرار الاميركي. وحض الملك امير قطر على "دعم الأشقاء الفلسطينيين في مساعيهم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

لبنان: خطوة مرفوضة تنذر بمخاطر
هذا و قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عبر تويتر إن القرار الأميركي خطوة يرفضها العالم العربي وتنذر بمخاطر تهب على المنطقة. واضاف "لبنان يندد ويرفض هذا القرار ويعلن في هذا اليوم أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس".

النقاط الرئيسة في إعلان ترمب
في ما يلي النقاط الأبرز في إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاربعاء عن اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل.

- القدس "عاصمة لاسرائيل" -
اكد الرئيس الاميركي ان "التحديات القديمة تحتاج مقاربة جديدة" قبل الادلاء باعلانه التاريخي قائلا "آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لاسرائيل". واضاف مبررا قراره "هذا ليس اكثر او اقل من الاقرار بحقيقة".

تابع "بعد اكثر من عقدين من الارجاء ما زلنا لم نقترب من اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين" في اشارة الى قانون اميركي صدر في العام 1995 ينص على نقل السفارة. ويشمل القانون بندا يجيز للرؤساء ارجاء تطبيقه ستة اشهر، واستخدمه الرؤساء السابقون بيل كلينتون وجورج بوش وباراك اوباما دوريا.

وقال ترمب "من الحماقة الظن ان تكرار الصيغة نفسها سيأتي بنتائج افضل او نتائج مغايرة"، علما انه تحتم عليه توقيع الاستثناء ايضا نظرا الى ان السفارة الجديدة لم تبن بعد.

- نقل السفارة -
قال الرئيس الجمهوري "اطلب من الخارجية التحضير لنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس".

اضاف "سيطلق ذلك عملية توظيف معماريين ومهندسين ومخططين مدنيين كي تكون السفارة الجديدة عند جهوزها تكريما رائعا للسلام".

- "عاصمة الشعب اليهودي" -
"قبل 70 عاما اعترفت الولايات المتحدة اثناء حكم الرئيس (هاري) ترومان بدولة اسرائيل. ومنذ ذلك الوقت اقامت اسرائيل عاصمتها في مدينة القدس - العاصمة المختارة للشعب اليهودي في العصور القديمة. اليوم تشكل القدس مقرا للحكومة الاسرائيلية. انها مقر البرلمان الاسرائيلي، الكنيست، والمحكمة العليا الاسرائيلية" بحسب ترمب.

واضاف ان "القدس اليوم، مكان يذهب فيه اليهود للصلاة امام حائط المبكى (الحائط الغربي، البراق) ويسير المسيحيون على درب الصليب (الجلجلة) ويصلي المسلمون في المسجد الاقصى، ويجب ان تبقى كذلك".

- حل الدولتين -
واكد ترمب ان "الولايات المتحدة مصممة على المساهمة في تسهيل ابرام اتفاق سلام مقبول من الطرفين" موضحا "انوي بذل كل ما استطيع للمساعدة على ابرام اتفاق من هذا النوع". كما اكد ان بلاده تؤيد "حل الدولتين" في حال "اتفاق" الطرفين بهذا الشأن.

تابع "ادعو الان جميع الاطراف الى ابقاء الوضع الراهن على ما هو في الاماكن المقدسة في القدس وبينها جبل الهيكل، الذي يسمى كذلك الحرم الشريف".

-دعوة الى التهدئة -
اضاف ترمب "مع اعلان اليوم، اكرر التاكيد على التزام ادارتي منذ زمن طويل بالسلام والامن في المنطقة". وتابع "اليوم ندعو الى الهدوء والاعتدال والى اعلاء اصوات التسامح على اصوات من يبثون الكراهية"، مضيفا ان نائبه مايك بنس سيزور "المنطقة في الايام المقبلة". وختم كلمته بالقول "شكرا، ليبارككم الله، ليبارك اسرائيل وليبارك الفلسطينيين وليبارك الولايات المتحدة".