لندن: اطلقت مملكة آسغارديا الفضائية التي أسسها مهندس فضائي وملياردير روسي اول اقمارها الاصطناعية الى مدار حول الأرض.

آسغارديا هي الآن منظمة غير حكومية وغير ربحية مقرها في العاصمة النمساوية فيينا. ولكن قادتها يريدون بناء مملكة في الفضاء تستثمر الكويكبات الغنية بالمعادن وتدافع عن كوكب الأرض ضد النيازك والانقاض الفضائية وغيرها من التهديدات الأخرى.

وقال رام جاكو مدير معهد قانون الجو والفضاء في جامعة ماكجيل الكندية وأحد مؤسسي آسغارديا انها ستكون "دولة فضائية عابرة للاثنيات وعابرة للقوميات وعابرة للأديان ، كياناً اخلاقياً سلمياً لتوطين البشرية في الفضاء".

يسمى القمر الاصطناعي الجديد الذي اطلقته المملكة الفضائية آسغارديا ـ 1 وهو قمر اصطناعي صغير لا يزيد وزنه على وزن طفل حديث الولادة لكنه يحمل قرص تخزين صلباً سعته 512 غيغابايت، وفيه "نص دستور الدولة ورموزها الوطنية والبيانات المختارة شخصياً لجنسية آسغارديا" ، كما جاء في بيان اطلعت عليه مجلة بيزنس انسايدر.

وجاء في البيان ان القمر الاصطناعي آسغارديا ـ 1 وضع في مدار منخفض حول الأرض وبذلك تكون آسغارديا "أول دولة رقعتها الأقليمية كلها في الفضاء". وتولى تمويل آسغارديا ـ 1 الملياردير الروسي ايغور آشوربيلي.

وعملت آسغارديا مع شركات متعددة اميركية ساعدت في تصميم القمر الاصطناعي الصغير وايصاله الى مداره بمركبة فضائية كانت وجهتها المحطة الفضائية الدويلة.

وبعد ان نجحت اسغارديا في اطلاق قمرها الاصطناعي الأول ستعمل الآن على اجراء انتخاباتها البرلمانية الأولى التي تستمر حتى نهاية مارس 2018. وقالت اسغارديا ان كل من بلغ الثامنة عشرة من العمر ويقبل دستورها سيكون مسجلاً آلياً في منطقة انتخابية تمثل لغته المنطوقة.

ولدى اسغارديا ما يكفي من الأشخاص الذين طلبوا جنسيتها لاعتبارها دولة في نظر الأمم المتحدة، لأن الحد الأدنى المقبول لعدد المواطنين هو 100 الف شخص. ولكن من المستبعد ان يعترف العالم بآسغارديا دولة ذات سيادة حتى بعد ان اعلنت سلطتها على رقعة اقليمية في الفضاء.

وتمنع معاهدات الأمم المتحدة التي تحكم النشاطات في الفضاء الخارجي الاستحواذ على أي شيء فيه بادعاء السيادة عليه من خلال الاستخدام أو الاحتلال أو أي وسيلة اخرى. ولكن الخبير بالقانون الفضائي فرانز فون دير دونك قال إن هذا لا يمنع في النهاية تشكيل دولة.

في هذه الاثناء يخضع اقليم آسغارديا المعلن في الفضاء ، أي القمر الاصطناعي آسغارديا ـ 1 ، للقوانين الاميركية لأن شركات اميركية هي التي اطلقته من الاراضي الاميركية في رحلة فضائية ممولة من وكالة الفضاء الاميركية.

ويريد مؤسسو آسغارديا اطلاق محطة فضائية تكون مأهولة بصورة دائمة. ولكن لا تتوفر تفاصيل معلنة عن مصادر تمويل هذه المشاريع لا سيما إذا عرفنا ان بناء المحطة الفضائية الحالية كلف اكثر من 100 مليار دولار بجهود 18 دولة. 

ورفض متحدث باسم آسغارديا الكشف عن خطط أو مستويات تمويل مشاريعها، ولكنه قال إن الملياردير الروسي آشوربيلي رصد مبلغاً كبيراً عن طريق شركته "مركز الأبحاث الجوية ـ الفضائية الدولية". 

وتعرض منظمو آسغارديا الى انتقادات واسعة، ولكن رام جاكو مدير معهد قانون الجو والفضاء في جامعة ماكجيل الكندية واحد مؤسسيها قال ان كل من يحاول التفكير خارج السرب يتعرض الى السخرية في البداية، "وكل شيء عجيب يبدأ بفكرة جنونية وبعد فترة يصبح الخيال العلمي حقيقة علمية".

 

اعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بيزنس انسايدر". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://uk.businessinsider.com/asgardia-1-satellite-first-country-exist-space-2017-12