نصر المجالي: توصلت المفوضية الأوروبية والمملكة البريطانية المتحدة إلى اتفاق "اللحظة الأخيرة" وهو يمهد لبدء العمل فورا في محادثات المرحلة الثانية من "بريكسيت" التي تغطي التجارة والأمن والعلاقات الطويلة الأجل بعد خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي.

وأعلنت المفوضية الأوروبية في بيان يوم الجمعة أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي حققا تقدما كافيا في المفاوضات بشأن شروط انسحاب لندن من التكتل مما يؤهلهما للانتقال إلى المرحلة المقبلة من المحادثات بشأن فترة انتقالية وعلاقات تجارية في المستقبل.

ومن المفترض أن يُعرض الاتفاق حول خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي على قادة الاتحاد الأوروبي خلال القمة التي ستعقد الأسبوع المقبل، ومن المرجح أن يتم الموافقة على الاتفاق بشكل رسمي خلال تلك القمة.

تقدم كاف

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد حققت تقدما كافيا، مما يمهد الطريق لإجراء محادثات حول العلاقات المستقبلية بين لندن والاتحاد الأوروبي.

يونكر مستقبلا ماي بالعناق

واعترف يونكر بأن المفاوضات "كانت صعبة لكل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي". واضاف: "أكدت لي رئيسة الوزراء ماي أن الاتفاق يحظى بدعم الحكومة البريطانية. وعلى هذا الأساس أعتقد أننا حققنا الآن الانفراجة التي نحتاجها. نتيجة اليوم تمثل حلا وسطا بالطبع".

ونوه إلى أن تفعيل المحادثات حول التجارة والمرحلة الانتقالية خلال عملية الانسحاب من التكتل أمر حاسم بالنسبة لمستقبل ماي تناقصت شعبيتها مؤخرا كرئيسة للوزراء، وللإبقاء على تدفق التجارة بين أكبر تكتل تجاري في العالم وبين بريطانيا التي ستخرج منه بحلول 30 مارس 2019.

وقال يونكر إن حقوق مواطني المملكة المتحدة الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي ستبقى كما هي، كما أن الإجراءات الإدارية الخاصة بالأطراف المعنية ستكون "رخيصة وبسيطة".

الحدود الإيرلندية

وكانت ماي وصلت إلى بروكسل صباح الجمعة بعد محادثات حول قضية الحدود الأيرلندية، وقالت إنه لن تكون هناك حدود مع أيرلندا لكن ستراعى"كل الحقوق الدستورية والاقتصادية للمملكة المتحدة".

وسيكون بمقدور مواطنو الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة "الاستمرار في الإقامة في المملكة كما كان الوضع في السابق". وقال يونكر فى مؤتمر صحفي عُقد في بروكسل: "النتيجة التي توصلنا لها اليوم هي بالطبع تسوية".

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية إن الوصول إلى هذه النقطة "تطلب تنازلات متبادلة من الجانبين كليهما". وفيما يتعلق بحقوق مواطني الاتحاد الأوروبي، قالت إن الاتفاق سيضمن حقوق ثلاثة ملايين مواطن من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، وهي الحقوق "المنصوص عليها في قانون المملكة المتحدة والمنفذة من قبل المحاكم البريطانية".

الحزب الديموقراطي

وإلى ذلك، أعربت رئيسة الحزب الديموقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية، أرلين فوستر، عن "سعادتها بما أُنجز من تغييرات، إذ أن هذا يعني أنه لا يوجد خط أحمر على البحر الأيرلندي".

وكان ما حدث للحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا من بين النقاط الرئيسية الشائكة في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويوم الاثنين الماضي، اعترض الحزب الديمقراطي الوحدوي، الذي تحتاج تيريزا ماي لدعمه للحصول على الأصوات الرئيسية في ويستمنستر، على مشاريع الخطط التي وضعتها المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.