اختتم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون زيارة لإيران استغرقت يومين دون التوصل لاتفاق يقضي بالإفراج المبكر عن سيدة بريطانية من أصل إيراني.
وعُقدت آمال عريضة على إمكانية توصل الجانب البريطاني لاتفاق يقضي بالإفراج عن نازانين زغاري راتكليف من السجن والعودة بها على متن طائرة جونسون.
ووصف مسؤولون بريطانيون محادثات جونسون مع الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنها كانت "مباشرة".
وتقضي زغاري عقوبة السجن خمس سنوات لاتهامها بالتآمر للإطاحة بالحكومة في إيران.
- جونسون يحث طهران على الافراج عن بريطانية متهمة بالتجسس
- وزراء الخارجية العرب يبحثون "التصدي لتدخلات إيران"
وكان جونسون قد أجرى "زيارة مهمة" لإيران استغرقت يومين، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن الجانبين "تحدثا بصراحة" بشأن عدد من القضايا، من بينها قضية المعتقلة البريطانية الإيرانية نازانين زغاري.
وتقضي زغاري، وهي أم لطفل واحد، عقوبة السجن منذ أبريل/نيسان 2016 بتهمة التجسس، ونفت زغاري التهم المنسوبة إليها.
وقال المتحدث إن المحادثات أسفرت عن "تقدم في جميع المجالات".
وحث جونسون نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، يوم السبت على الإفراج عن زغاري وآخرين من الرعايا مزدوجي الجنسية لدواعي إنسانية.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الجانبين ناقشا خلال محادثات استغرقت ساعتين "التزامات جميع الأطراف بشأن تطبيق الاتفاقية النووية".
- إيران تتهم فرنسا بتأجيج التوترات في الشرق الأوسط
- إسرائيل تعرض التعاون مع السعودية "لمواجهة نفوذ إيران"
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اعترض على الاتفاقية التي أبرمت عام 2015 وهدد بإلغائها، غير أن بريطانيا تواصل دعم الاتفاق.
وهدد ترامب في أكتوبر/تشرين الأول بتمزيق الاتفاقية، وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إن استمرارها يصب في "مصلحة أمننا الوطني المشترك".
وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية :"غادرنا وكلا الجانبين تساورهما الرغبة في الحفاظ على قوة الدفع الرامية إلى تسوية القضايا الصعبة التي تواجه العلاقات الثنائية والحفاظ على الاتفاقية النووية".
وكان ريتشاردراتكليف، زوج زغاري، الذي ينظم حملة للإفراج عن زوجته، قد أعرب عن أمله في جونسون وأن يكون "مقنعا ويوطد العلاقات".
وثمة اعتقاد في أن تمثل زغاري للمحاكمة في وقت لاحق بتهم جديدة.
وقال جيمس روبينز، مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، إن سلطات الرئيس محدودة لانه ليس المرشد الأعلى الإيراني.
واعتقلت السلطات الإيرانية زغاري أثناء زيارتها لوالديها ومعها ابنتها غابريلا.
- زوج بريطانية مسجونة في إيران يدعو وزير الخارجية لسحب تصريح "أضر بموقفها"
- روحاني: لن نتردد في إنتاج أي سلاح للدفاع عن إيران
وبعد اعتقال الأم صادرت السلطات جواز سفر ابنتها، وتعيش الطفلة البالغة من العمر ثلاث سنوات مع جديها في إيران.
ولم تعترف إيران بالجنسية المزدوجة التي تحملها زغاري فضلا عن عدم سماحها للمندوبين البريطانيين بزيارتها في السجن.
وتعقدت القضية عندما صرح جونسون بالخطأ أمام لجنة برلمانية في نوفمبر/تشرين الثاني بأن زغاري كانت في إيران لتدريب صحفيين.
واعتذر وزير الخارجية بعدها أمام مجلس العموم البريطاني، وتراجع عن "الإشارة إلى أنها كانت في زيارة مهنية".
وتواجه زغاري حاليا تهما جديدة من بينها تهمة الترويج لحملة دعائية، والتي من شأنها تضاعف عقوبتها على الأرجح.
- البحرين تتهم إيران بتفجير أنبوب نفط بالقرب من المنامة
- تيلرسون "على المليشيات المدعومة من إيران مغادرة العراق"
وقالت حملة "أفرجوا عن نازانين" الشهر الماضي إن زغاري كانت تعاني من نوبات ذعر وأرق ونوبات اكتئاب والتفكير في الانتحار وقد اعطيت تقييما صحيا.
وقال راتكليف إنه يعتقد أن وجود وزير الخارجية البريطاني في إيران قد "يحدث فارقا"، غير أن الوضع ما زال غير واضح حتى الآن.
وأضاف أنه يرغب في أن تقضي زوجته احتفالات عيد الميلاد مع أسرتها في بريطانيا، لكنه لا يتوقع أن تعود على طائرة جونسون.
ولم تؤكد وزارة الخارجية البريطانية أسماء أو عدد الرعايا مزدوجي الجنسية المحتجزين لدى إيران، وقالت إن أسرهم طلبوا الإعلان عن قضاياهم.
ولطالما عانت العلاقات البريطانية الإيرانية صعوبات، وتعد زيارة جونسون ثالث زيارة يقوم بها وزير خارجية بريطاني لإيران خلال 14 عاما.
التعليقات